محمد حسين
قُضى الأمر في الدوري الألماني، حسم كل شيء كما كان متوقعا.. البطل، الوصيف، الهداف، وحتى الهابطون، فقبل جولة من وصول البوندسليغا إلى خط النهاية تجددت سيطرة بايرن ميونيخ ففاز باللقب للمرة الـ 30 والثامنة تواليا، كما جدد نجمه البولندي العهد مع جائزة الهداف حين حسم الصراع مبكراً بفضل أهدافه الوافرة.
يملك ليفاندوفسكي 33 هدفا قبل المباراة الأخيرة، ويملك فارقا كبيراً عن أقرب مطارديه مهاجم لايبزيغ تيمو فيرنر بـ26 هدفا. هذه هي المرة الخامسة التي يحقق فيها البولندي الجائزة وبات ثالث الهدافين التاريخيين للبطولة الألمانية.
لم يكن لافتا تحقيق ليفاندوفسكي هذه الأرقام وفوزه بالجوائز، فإحراز هذا العدد من الأهداف يبدو صعبا على الورق، لكن المتتبع لأداء البولندي هذا الموسم والمساعدة الهائلة التي وفرها زملاؤه في الفريق من جهة وانفخاض المستوى الدفاعي بشكل عام لكل المنافسين، سمح للهداف بتعزيز رصيده أسبوعيا.
لكن لكي تبدو هذه الأرقام بمثابة الذروة في مسيرة الهداف المتميز، فعلى الرغم من بقائه المرتقب في ميونيخ، إلا أن هذا اللاعب المخضرم الذي وصل عامه الـ31 سيعرف منافسة مختلفة الموسم المقبل. فالعملاق النرويجي إيرلينغ هالاند، أحدث المنضمين للبوندسليغا بداية هذا العام رفقة بوروسيا دورتموند، وجه إنذاراً شديد اللهجة ولفت كل الأنظار إليه مثبتا أنه الهداف القادم للسيطرة في الملاعب الألمانية.
13 Bundesliga goals in 14 games.
— B/R Football (@brfootball) June 20, 2020
3 in 3 since returning from injury.
Erling Haaland is a goal machine 🚜 pic.twitter.com/41neKdJgKh
فمنذ أن سجل تسعة أهداف كاملة مع منتخب شباب النرويج في بطولة كأس العالم تحت 20 عاما 2019، ومروراً بتألقه مع فريق ريد بول سالزبورغ النمساوي وأهدافه الكثيرة في البطولة المحلية هناك، وانتهاء بإحرازه رباعية كاملة في إحدى مباريات دوري أبطال أوروبا هذا الموسم، منذ أن حقق تلك الأرقام لفت هالاند الأنظار إليه، فحقق دورتموند السبق وفاز بخدماته، بل وكان صائبا في استدعائه خلال الفترة الشتوية لهذا الموسم دون الانتظار لنهاية الموسم في النمسا.
أتى هالاند إلى قلعة "سيغنال إيدونا بارك" وبدأ بإثبات قدراته مباراة بعد الأخرى، خاض حتى الآن 14 مباراة سجل خلالها 13 هدفا صعد بها إلى المركز السادس على لائحة الهدافين، ليضيفها إلى الـ16 هدفا التي حققها في 14 مباراة ضمن الدوري النمساوي، أي أنه سجل 29 هدفا في بطولة الدوري (الألماني والنمساوي) بنسبة تصل إلى 1.2 هدف في كل مباراة.
وفي المجمل بلغ هالاند ما مجموعه 44 هدفا مع كلا الناديين في 39 مباراة ضمن كل المسابقات، أي أنه يهز الشباك كل 60 دقيقة، متفوقا على ليفاندوفسكي الذي يحرز هدفا كل 75 دقيقة هذا الموسم. أضف إلى ذلك أن هالاند أثبت نجاعة خيالية أمام المرمى.
هذه الأرقام من شأنها أن تحفز بايرن ميونيخ لمباغتة كبار الأندية خارج ألمانيا وتحديداً ريال مدريد، الذي يطمح للحصول على خدمات العملاق هالاند الموسم المقبل، فإدارة النادي البافاري تدرك أن خريف الهداف البولندي قد حل في بافاريا، وعلى الأكثر سيتمكن من تأدية موسم أخير في نفس المستوى، لذلك سيكون البحث مبكراً عن تأمين مركز قلب الهجوم، وستتجه الأنظار نحو هالاند خاصة.
فالنادي البافاري يملك عقلية التخطيط البعيد، وسبق وأن قام بالعديد من عمليات الشراء الكبيرة من صفوف منافسه دورتموند ومنها ليفاندوفسكي نفسه، إذ تعتبر إدارة دورتموند أن هؤلاء اللاعبين الصاعدين بمثابة الكنوز الثمينة، حيث قامت برفع قيمة العقد الجزائي في حال خروج هالاند، ما يعتبر صفقة رابحة بكل المقاييس.
لذلك لن يكون غريبا أن يبادر النادي البافاري للحصول على العملاق هالاند اعتباراً من الموسم بعد القادم، وربما تعجل التحركات الخارجية نحوه من سرعة جذبه إلى بافاريا ليصبح الأيقونة الجديدة للنادي بعمر العشرين عاما.
🚨 Die nächste Trophäe für unseren Norweger? Wählt @ErlingHaaland zum #BLRookie der Saison!
— Borussia Dortmund (@BVB) June 15, 2020
🗳 https://t.co/MomQsB5vRd