تشافي، إنييستا، دافيد سيلفا، وغيرهم آخرين كانوا النجوم الأهم في منتخب إسبانيا الذي فرض سيطرته على الكرة العالمية، فخلال سنوات أربع نجحت كتيبة "لاروخا" في الفوز بكأس العالم 2010 وكأس أوروبا في نسختين متتاليتين 2008 و2012.
يملك هؤلاء النجوم قاسماً مشتركا، بعيدا عن المهارة والقيادة والقدرة على التحكم باللعب، كان جميعهم من اللاعبين ذوي القامة القصيرة، في ذلك العصر الذهبي كان معدل الطول في المنتخب الإسباني لا يتجاوز الـ170 سم.
بفضل نجاحتهم في الفوز بالألقاب وروعة الأداء الذي قدموه في المباريات لم تكن هذه نقطة ضعف، حتى لو لم تكن الكرات الهوائية هي إحدى نقاط القوة، على الرغم من اجادة بويول وسيرجيو راموس وبيكيه هذه الكرات، لكن ظلت هي السلاح الأقل استخداماً.
كشفت صحيفة "ماركا" في تحقيق فريد عن رغبة المدرب الحالي لويس إنريكي تغيير تلك القاعدة، حيث بدأ باستخدام لاعبين يملكون الموهبة والمهارة اضافة للقامة الطويلة، حيث يقول تيودورو نييتو "مكتشف النجم تشافي" عندما ترى ما فعله خلال مسيرته لا يمكن أن تقول أن طول قامته القصير يعتبر شيئا سلبياً، لم يكن هذا ليؤثر عليه.
والآن بدأ إنريكي بالبحث عن لاعبين بمميزات خاصة، يتناسبون مع أفكاره الفنية، ولكنه أيضا عزز الفريق بلاعبين طويلي القامة، فمثلا عند مواجهة جزر فارو في دوري الأمم الأوروبية خلال يونيو/حزيران 2019 خاضت إسبانيا المباراة ب11 لاعبا من ذوي القامة الطويلة للمرة الألى منذ سنوات.
يبلغ معدل طول لاعبي "لاروخا" حاليا 179 سم، في القائمة الأخيرة التي اختارها المدرب لخوض الجولتين المقبلتين من دوري الأمم الأوروبية، ومن ضمن 25 لاعبا هناك 9 لاعبين تصل أطوالهم إلى 185 سم، بل أن الحارس ديفيد دي خيا يصل طوله إلى 192 سم.
وعلاوة على طول القامة، يبحث إنريكي عند اختياراته عن القوة البدنية والسرعة المتمثلة مثلا بأداما تراوي، وأنسو فاتي "مصاب حاليا" وماركوس لورينتي، وفيران توريس. لذلك يبدو أن مستقبل إسبانيا ممتازاً، حيث يمكن لهذا الفريق بهذه المواصفات أن يعوّض الكثير من النقص ويشمل كل الميزات المطلوبة للنجاح في عالم كرة القدم.