محمد حسين
فتح إي سي ميلان دفاتره القديمة، وبدأ "البحث" عن هويته الضائعة منذ سنوات ليست بالقليلة، وعلى الرغم من البداية السيئة هذا الموسم في الدوري الإيطالي، فإنه ومنذ أن عيّن المدرب المحلي ستيفانو بيولي؛ تغيّر وجه الفريق وبدأ الانتصار يجلب الآخر والأداء الجيد يرتفع شيئاً فشيئاً، وانتعشت الجماهير بعد الانتصارات على روما ولاتسيو القويين.
خشيت الجماهير من "الانتكاسة" التي قد تنهي أي أمل باللحاق بمراكز التأهل الأوروبي، كيف لا والمواجهة المقبلة ستكون الأثقل على "روزونيري"، فالفريق الضيف لملعب "سان سيرو" ما هو إلا يوفنتوس المتصدر وحامل اللقب في المواسم السبعة الماضية. ومهما كبر الإيمان بالفريق إلا أن الخوف منع الكثيرين من "الحلم" بأن يتمكن الفريق بتكوينه الحالي من الوقوف الند بالند لفريق "السيدة العجوز".
أتت مواجهة المرحلة 31 من الدوري وبعد شوط سلبي، اندفع الفريق المتصدر مع بداية الثاني وخلال دقائق خمس طرق شباك ميلان بهدفين بقدمي رابيو وكريستيانو رونالدو. لا يتذكر الفريق البطل متى تمكن أحدهم من قلب الطاولة عليه، فكيف الحال وهو يعرف أن منافسه لم يتجرّأ عليه خلال السنوات الخامس الماضية.
يدرك الجميع أن نقطة النهاية للمباراة قد أُعلِنت مع هدف رونالدو، ولكن في كرة القدم لا يمكن التنبؤ بالتقلّبات المفاجئة، ركلة جزاء التقطتها كاميرا الـ"VAR" ليهز زلاتان شباك يوفنتوس للمرة الأولى، بات "إبرا" متداخلاً في 8 أهداف في اللقاءات التسعة التي بدأها منذ عودته إلى ميلان (5 أهداف و3 تمريرات حاسمة).
شهد اللقاء بداية جديدة تابعتها إيطاليا قاطبة، هدفان آخران لأصحاب الأرض لتتحول النتيجة من 0-2 إلى 3-2 في ظرف خمس دقائق. كانت هذه المرة الأولى التي يقبل فيها يوفنتوس ثلاثة أهداف في هذا الوقت القصير منذ العام 2013 ضد فيورنتينا. بات الانتصار قريباً، ولم يترك ميلان أي فرصة للعودة، بل أجهز على الضيوف بهدف رابع من ريبيتش، ليكرر الفريق "اللومباردي" ما أنجزه جيل العمالقة عندما هزموا يوفنتوس برباعية نظيفة في العام 1989.
لعل هذه الهزيمة لن تؤثر كثيراً في فريق "السيدة العجوز"، فمع خسارة لاتسيو المفاجئة أمام ليتشي ظل الفارق عند سبع نقاط، ومن غير المنطقي أن ينساق الفريق لسلسلة من إهدار النقاط، فما حدث سيجد ردة فعل سريعة في المباراة المقبلة، لكن هذا الانتصار سيعني الكثير لميلان ومشجعيه. فقد انتقل الفريق العريق للمركز الخامس أمام روما ونابولي، وبات التأهل للدوري الأوروبي أقرب من أي وقت مضى.
لكن بعيداً عن النقاط والمراكز، سيعطي الانتصار شكلاً آخر للفريق، فإدارته التي لم تصرف ببذخ في المواسم الماضية، ربما ستتجه "للخزنة" من أجل الدخول نحو السوق الصيفية لجذب صفقات يمكن لها أن تعزّز قوة الفريق، فالإيمان بأن المدرب بيولي قد بنى "مدماكاً" قوياً خلال فترة وجيزة؛ يمكن أن يعزّز الثقة بقدرات المدرب على قيادة الفريق للمنافسة على اللقب من جديد لو توفرت أمامه العناصر القادرة على صنع الفارق داخل أرض الملعب.
WHAT. A. NIGHT!
— AC Milan (@acmilan) July 7, 2020
🔴⚫#MilanJuve #SempreMilan pic.twitter.com/468lzPKbvo
أما جماهير "ميلانيستا" التي حُرِمت من حضور المواجهة بفعل الإجراءات الاحترازية، فحتماً عاشت مباراة للتاريخ، وقد خيّل لها أن فان باستن وخوليت مالديني وكاكا وغيرهم عادوا لارتداء قميص "روزونيري" من جديد، وأن ميلان القديم يقف في الأفق كي يعود ميلان الجديد بأبهى حُلّة.