مونديال كرة القدم.. احترام تاريخي للمنتخبات الكبيرة

بواسطة Trainee1.winwin , 15 سبتمبر 2022

يأبي لقب كأس العالم لكرة القدم مُخالِفًا الواقعية والمنطق، فيما يتعلق بتحديد المُتوَّج على مر التاريخ، فمنذ أول نسخة من المونديال في عام 1930، كان اللقب يعانق المنتخب الأقوى والأفضل خلال تلك الفترة، بدءًا من منتخب الأوروغواي الذي نال لقب النسخة الأولى.

وحينها كان المنتخب الأوروغوياني أحد أفضل المنتخبات على الصعيد العالمي، وانتهاءً بالمنتخب الفرنسي الذي قضى على حلم كرواتيا في النسخة الماضية (روسيا 2018)، فيما حرم المنتخب الألماني ميسي ورفاقه من التتويج بلقب مونديال البرازيل عام 2014.

وما بين النسختين الأولى والأخيرة، كانت منتخبات الأوروغواي وإيطاليا والبرازيل وألمانيا والأرجنتين وإسبانيا وفرنسا وإنجلترا تعتلي سدة العالم، إذ يبلغ العدد الإجمالي لهؤلاء الأبطال 8 منتخبات، تقاسموا الفوز بألقاب 21 نسخة سابقة.

بينما كانت تطلعات المنتخبات الأخرى عادةً ما تتوقف عند عتبة الدور نصف النهائي، وربما النهائي الذي بلغه المنتخب الهولندي 3 مرات، حيث يُصنِّفه الكثيرون بأنه أحد الأبطال غير المُتوَّجين؛ بعدما خسر نهائي عام 1974 أمام المنتخب الألماني، ونهائي عام 1978 أمام المنتخب الأرجنتيني، ونهائي عام 2010 أمام المنتخب الإسباني.

المونديال يختلف عن باقي المسابقات الكروية

المونديال باختصار هو انتصار للعراقة على عكس كل الاستحقاقات الكروية الأخرى على الصعيد العالمي، وتتقدمه بالتأكيد بطولتا كأس أمم أوروبا وكوبا أمريكا؛ فالبطولة الأولى، على سبيل المثال، شهدت خروجًا فعليًّا عن إرث العراقة، عندما نجح المنتخب الدنماركي في الظفر بلقبها عام 1992، والإنجاز نفسه حققه المنتخب اليوناني الذي ظفر بلقب عام 2004.

وباستثناء لقبي اليورو 1992 و2004، يمكن القول إن منتخبي الدنمارك واليونان لا يملكان أي تاريخ يُذكر على الصعيد التنافسي، علمًا أن المنتخب الدنماركي شارك في نهائيات أمم أوروبا عام 1992 بعد إقصاء منتخب يوغوسلافيا بسبب الحرب الدائرة على أرض الأخير، أمّا المنتخب اليوناني، فلم يُقدِّم على مدار تاريخه أي حضور تنافسي يُذكر؛ لكنه نجح في الفوز بيورو 2004، بعد الإطاحة بجميع خصومه المخضرمين وبطريقة غريبة أشبه بالإعجاز.

وشهدت بطولة أمريكا الجنوبية كذلك بعض الطفرات غير المُتوقعة والبعيدة عن الترشيحات؛ كفوز منتخب تشيلي بلقبي نسختي 2015 و2016، كما سبقه منتخب بيرو إلى طفرة غير مُتوقعة عندما ظفر بلقب عام 1975.

منطق كأس العالم لا يعترف سوى بالقوة والعراقة

الحديث عن أسباب سطوة بضعة منتخبات بعينها على اللقب العالمي خلال العقود الماضية، دون كسر هذه القاعدة، هو أمر صعب للغاية؛ نظرًا لعدم وجود أي تفوق مطلق في عالم كرة القدم، لكن كأس العالم تظل لا تقبل إلا أن تعانقها المنتخبات العريقة الضاربة جذورها في عمق تاريخ هذه اللعبة.

وفي كل بطولة كأس عالم، يكفي أن تستعرض أسماء لاعبي المنتخبات العريقة؛ كالبرازيل وألمانيا والأرجنتين وغيرها من المنتخبات، لمعرفة لماذا تأبى كأس العالم إلا البقاء بحوزة هذه المدارس الكروية؛ فنسبة فوز فريق جديد بلقب كأس العالم ضئيلة للغاية، على عكس بطولات قارتي أوروبا وأمريكا الجنوبية مثلًا، فالنسبة تكون أعلى، وذلك لأن طبيعة التحضيرات والأجواء مختلفة تمامًا عن المونديال.

تتويج إسبانيا وإنجلترا ليس طفرة

ويعتقد مؤرخون أن كأس العالم هي بطولة المنتخبات القوية المتعارف عليها، في حين أن المنتخبات الأخرى هي أشبه بتكملة للعدد، مشيرين إلى أن فوز إنجلترا بلقب مونديال 1966 وإسبانيا بلقب 2010 لم يمثل طفرةً تنافسيةً شهدتها هذه البطولة، وإنما جاء التتويجان امتدادًا لتنافس طويل وتخطيط كبير. 

ويُرشِّح متابعون الأرجنتين والبرازيل وألمانيا وإسبانيا لبلوغ نصف نهائي كأس العالم "قطر 2022"، مع استبعاد أن يصنع أحد المنتخبات "الأقل شهرة" الحدث، ويُتوَّج بلقب البطولة، المُقررة إقامتها خلال الفترة بين 20 نوفمبر/ تشرين الثاني و18 ديسمبر/ كانون الأول القادمَين.



لقب المونديال يرفض المنتخبات المغمورة

وتأبى أن تكون المنتخبات العريقة لقمةً سائغةً في فم المنتخبات المغمورة في الأدوار المتقدمة بكأس العالم، فالطفرات في المونديال عادةً ما تنتهي على حدود الدور ربع النهائي أو نصف النهائي على أقصى تقدير؛ كون البطولة وطبيعتها ترفضان أن يعانق اللقب منتخبٌ لَعِبَ الحظ دورًا كبيرًا في مسيرته.

المونديال مختلف كليًّا عن جميع البطولات الأخرى؛ فهو يشهد تنوعًا فريدًا في المدارس الكروية، ومن هنا، فإن البقاء في سدة المنافسة عادة ما ينحصر بين أصحاب المدارس الكروية العريقة، على عكس البطولات الأوروبية، التي قد تشهد بعض المفاجآت، وتفضي إلى فوز منتخب غير مُرشَّح؛ لكن بطولة المونديال كانت وما تزال تأبى ذلك على مدار تاريخها الطويل.

هل يشهد مونديال قطر طفرات؟

ويقودنا الحديث عن ترشيحات المُتوَّج بكأس العالم، إلى محاولة التنبؤ بهوية المنتخبات القادرة على بلوغ نهائي كأس العالم قطر 2022؛ إذ يبدو أن الخروج عن قاعدة الغلبة للأقوى والأعرق مستبعد للغاية، في ظل ما تشهده المنتخبات الكبيرة من تطور للمستويات، على غرار البرازيل والأرجنتين وألمانيا وفرنسا، حاملة لقب آخر نسخة في روسيا.

فالمنتخبات المرشحة للفوز باللقب العالمي تضم غالبًا بين صفوفها أفضل اللاعبين في العالم، الذين يلعبون في أقوى الأندية العالمية، على عكس المنتخبات الأخرى.


كوريا الجنوبية وتركيا أبرز مفاجآت المونديال

وشهدت العديد من نسخ المونديال محاولات طموحة لبعض المنتخبات الأقل شهرة، والتي نجحت في تقديم حضور تنافسي قوي أهّلها لبلوغ الدور نصف النهائي أو حتى النهائي، دون أن تنجح في كسر الاحتكار التاريخي للمنتخبات العريقة.

ويعتبر مونديال كوريا واليابان عام 2002 إحدى البطولات التي ما زالت عالقةً في أذهان عشاق اللعبة، بعدما شهد نجاح منتخب كوريا الجنوبية في بلوغ نصف النهائي، قبل أن يخرج على يد المنتخب الألماني بهدف نظيف، كما شهدت ذات النسخة أيضاً بلوغ المنتخب التركي الدور نفسه، قبل أن يخرج على يد المنتخب البرازيلي بهدف نظيف كذلك.



كرواتيا كادت تصنع المفاجأة في مناسبتين
 

وكان المنتخب الكرواتي نجح في بلوغ نصف نهائي مونديال 1998، قبل أن يخسر أمام فرنسا المستضيفة بنتيجة 2-1، ليعود ويخسر مجددًا أمام "الديوك" في نهائي مونديال روسيا الأخير، كما نجح منتخبا السويد وبلغاريا في بلوغ نصف نهائي مونديال 1994، قبل أن يخرجا على يد المنتخبين البرازيلي والإيطالي على الترتيب.

كما خسر منتخب بلجيكا نصف نهائي مونديال 1986 أمام الأرجنتين 0-2، وخسر منتخب بولندا نصف نهائي مونديال 1982 أمام إيطاليا 0-2، في انتظار معرفة ما إذا كان سيتكرر هذا السيناريو في مونديال قطر، الذي باتت تفصلنا عنه أيام معدودات.

ألقاب منتخبات أمريكا الجنوبية في بطولة كأس العالم- 9 ألقاب

  • البرازيل 5
  • الأرجنتين 2
  • الأوروغواي 2

ألقاب منتخبات أوروبا في بطولة كأس العالم- 11 لقبا

  • ألمانيا 4
  • إيطاليا 4
  • فرنسا 2
  • إسبانيا 1
  • إنجلترا 1
  • المجموع: 11
Image
تتويج البرازيل بكأس العالم 2002 (Getty)
Opinion article
Off
Source
Caption
أرشيفية- من مراسم تتويج المنتخب البرازيلي ببطولة كأس العالم لكرة القدم 2002 (Getty)
Show Video
Off