مسعود علّال
بسط نادي باريس سان جيرمان الفرنسي هيمنته على بطولة دوري الدرجة الأولى الفرنسي "الليغ1"، خلال العشرة مواسم الكروية الأخيرة، ووجد نفسه من دون منافس حقيقي على اللقب بالرغم من وجود أندية كبيرة على غرار أولمبيك مارسيليا وبوردو وأولمبيك ليون وسانت إيتيان ونانت.
نال سان جيرمان لقب الدوري 7 مرات كاملة خلال العشرية الأخيرة ليرفع رصيده الإجمالي إلى 9 ألقاب حققها طيلة تاريخه بالمسابقة، بالتساوي مع غريمه الأزليّ أولمبيك مارسيليا، لكنّ الفريقين يبقيان بالمركز الثاني من حيث عدد الألقاب المنجزة، إذ يتصدر سان إيتيان القائمة برصيد 10 ألقاب.
سيطر الباريسي على لقب الدوري الفرنسي خلال السنوات العشر الأخيرة، بعد أن مر بعدة فترات فراغ منذ تأسيسه كفريق كرة قدم بالنادي عام 1971، بينما تأسست باقي الفروع الرياضية الأخرى في العام 1904، ولم ينل سان جيرمان سوى لقبين فقط منذ إنشائه قبل أن يفرض سيطرته، وكان ذلك عامي 1986 و1994.
كانت انطلاقة الفريق الحقيقية، مطلع العشرية الأخيرة، وذلك بوصول رجل الأعمال القطري أحمد ناصر الخليفي لرئاسة الفريق عام 2011، بعد استحواذ جهاز قطر للاستثمارات على النادي حتى اليوم، وأعطت الإدارة القطرية بعدا آخر للباريسي، إذ تعاقدت مع نجوم عديدين في مقدمتهم البرازيلي نيمار والسويدي زلاتان إبراهيموفيتش واللاعب الأوروغوياني إدينسون كافاني والنجم الإنجليزي ديفيد بيكهام وغيرهم من نجوم كرة القدم.
سمحت هذه السياسة لباريس سان جيرمان، بإعادة تنظيم صفوف الفريق وبنائه من جديد، خاصة وأنه لم ينل لقب الدوري منذ العام 1994، وكان تقريبا خارج البطولات الأخرى، وأثمر ذلك نيل 7 بطولات كاملة للدوري أعوام: 2013، 2014، 2015، 2016، 2018، 2019 و2020، بينما ضيع لقب العام 2017 لمصلحة موناكو، ونال فريقا ليل ومونبلييه لقبي 2011 و2012 على التوالي.
ويتساوى باريس سان جيرمان في عدد الألقاب المحققة أيضا خلال العشرين سنة الأخيرة مع نادي أولمبيك ليون الذي نال 7 بطولات متتالية ما بين 2002 و2007، بينما نالها سان جيرمان في الفترة ما بين 2013 و2020.
وبالنسبة للموسم الكروي 2019/2020، الذي تم تجميده في الجولة الـ28 من طرف السلطات الفرنسية على خلفية تفشي وباء "كورونا" المستجدّ، فقد فرض سان جيرمان مرة أخرى سيطرته، إذ تصدر المسابقة برصيد 68 نقطة بفارق 12 نقطة كاملة عن الوصيف أولمبيك مارسيليا، متبوعا بأندية رين وليل وريمس.
وتقرر منح اللقب للباريسي وتحديد الأندية النازلة للدرجة الثانية، وسط أنباء متواترة عن إمكانية عودة السلطات الفرنسية عن قرارها إلغاء بطولة الدوري، بضغط من طرف نادي أولمبيك ليون بشكل خاص، إذ لم يتوقف رئيسه جان ميشال أولاس عن مطالباته بإلغاء هذا القرار واستكمال الدوري، وبلغ ذلك دهاليز الاتحاد الأوروبي للعبة الذي ألمح إلى إمكانية استئناف دوري "الليغ1" هذا الموسم مجددا.