مسعود علّال
تملك الجماهير مكانة خاصة في عالم كرة القدم بالنظر لأنها إحدى المكوّنات الأساسية لتركيبة منظومة الكرة في العالم، بجانب دورها في صنع الفرجة والإثارة والحماس وتحفيز اللاعبين على أرض الملعب، وتحفل كرة القدم العالمية بالكثير من جماهير الأندية التي دائما ما تصنع الحدث والفرجة على المدرجات، خاصة في أمريكا الجنوبية وأوروبا، وحتى على المستوى العربي، إذ تبرز جماهير عدة بطريقة حماسها وتشجيعها لأنديتها ومنتخباتها.
وفي هذا الصدد أعدت مجلة "فرانس فوتبول" الرياضية الفرنسية تقريرا عن أكثر الجماهير حماسا في العالم، وضم التقرير 30 فريقا تشتهر جماهيرهم بالحماس وصنع الفرجة والإثارة، من أمريكا اللاتينية وأوروبا، وشهد التقرير ظهور جماهير 5 أندية عربية هي الأهلي المصري، الرجاء البيضاوي والوداد المغربيين، مولودية الجزائر والترجي الرياضي التونسي.
عمالقة أوروبا غائبون عن التصنيف!!
وبحسب "فرانس فوتبول" فإنه جرى تعمّد تجاهل بعض الأندية الكبيرة وجماهيرها خلال هذا التقرير مثل ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين، كون ما يقدمانه على أرض الملعب خلال "الكلاسيكو: مثلا لا يرقى تماما إلى ما يحدث بالمدرجات، فضلا عن أن جماهيرهما تفتقد للحماس والحرارة الشديدة و"الجنون" والصخب الذي تصنعه جماهير أندية أخرى أقل تصنيفا من حيث القيمة الفنية.
كما تجاهل التقرير أيضا أندية أخرى على غرار فرق مانشستر يونايتد وأرسنال وتشيلسي وويستهام الإنجليزية، وأتلتيكو مدريد الإسباني، التي أضحت جماهيرها تتصف بـ"البرودة" في التشجيع إذ غادرت أغلب هذه الأندية معاقلها السابقة التي كانت توفر الكثير من الحماس والإثارة.
بالمقابل، كشفت "فرانس فوتبول" أنها احترمت من جهة أخرى، معيار التوازن الجغرافي "العادل" للأندية بين مختلف القارات، لكن المجال لن يستوعب عشرات الأندية المعروفة بحماس جماهيرها القوية خاصة في دوريات تركيا واليونان وأوروغواي والأرجنتين والبرازيل.
"بومبونيرا" و"أنفيلد" و"المارد الأصفر"
تصدّر تقرير الجماهير الأكثر حماسا على المدرجات، نادي بوكا جونيورز الأرجنتيني ومعقله ملعب "بومبونيرا" الشهير، وبعده نادي ليفربول الإنجليزي وملعبه العتيق "أنفيلد"، ثم نادي بوروسيا دورتموند الألماني وجمهوره الملقب بـ"المارد الأصفر"، وليس هذا بالأمر المفاجئ بالنظر للحماس "الرهيب" لهذه الجماهير ووفائها خلال مباريات أنديتها في مختلف المسابقات، إذ أن مجرد حضور مباريات هذه الأندية يجعل منه تجربة استثنائية لا تنسى أبدا.
وظهرت في التصنيف أندية أخرى تشتهر بحضورها الجماهيري القوي على غرار النجم الأحمر لبلغراد الصربي، وسيلتيك غلاسكو الأسكتلندي، ريفر بلايت الأرجنتيني، بيشيكتاش التركي، أولمبياكوس اليوناني، أتلتيك بلباو الإسباني، فلامينغو وفلومينينزي البرازيليين، وغلطة سراي التركي، وفينورد الهولندي، ونابولي الإيطالي، ومارسيليا وسانت إيتيان الفرنسيين.
جماهير الأهلي المصري الأولى عربيا
وعلى المستوى الإفريقي والعربي بشكل خاص، أبرزت "فرانس فوتبول" أكبر القواعد الجماهيرية خاصة في المباريات المحلية، على غرار "ديربي" العاصمة المصرية القاهرة بين الأهلي والزمالك، والذي حل في المرتبة الـ16، إذ يحتضنه ملعب القاهرة الدولي، وتعتبر المباريات المحلية بين الأهلي والزمالك، الأقوى عربيا وإفريقيا سواء من حيث الحضور الجماهيري والحماس، وكذلك النّدية الشديدة بين كبيري الكرة المصرية، وتفوقت جماهير الأهلي في الترتيب، على نظيراتها من فناربخشة التركي، وفالنسيا الإسباني، وباوك سالونيكا اليوناني.
بالنسبة لجماهير الرجاء البيضاوي والوداد المغربيين فقد حلت في المركز الـ 20 بفضل مباريات "الديربي" التي يحتضنها ملعب محمد الخامس بمدينة الدار البيضاء، والذي يصنع الحدث دائما في وسائل الإعلام العربية والعالمية، وتفوقت جماهير الرجاء والوداد في التصنيف على مشجعي عدة أندية عريقة، وهي بينارول الأوروغوياني، نيوكاسل الإنجليزي، وروما الإيطالي، وسان لورينزو الأرجنتيني، وليجيا فرصوفيا البولندي، وكذلك بنفيكا البرتغالي.
وشمل التقرير أيضا "ديربي" العاصمة الجزائرية بملعب 5 يوليو 1962 بين مولودية الجزائر واتحاد العاصمة، والذي يبرز فيها جمهور المولودية بوفائه واستماتة مشجعيه في تحفيز فريقهم إلى غاية اللحظة الأخيرة، مستغلين أعدادهم الغفيرة على المدرجات مقارنة بنظرائهم من الاتحاد، فضلا عن اللوحات الفنية الرائعة و"التيفوهات" التي تغزو المدرجات، وحلت جماهير المولودية في المركز الـ27 في الترتيب.
وجاءت جماهير نادي الترجي الرياضي التونسي، في المركز الـ28 بالنظر للحماس الجماهيري الجارف، الذي يشهده ملعب رادس بالعاصمة التونسية، معقل ذوي اللونين ألأصفر والأحمر، والذي يتسيد الكرة التونسية والإفريقية في الفترة الأخيرة، وتقدمت جماهير الترجي التونسي في القائمة، على نظيراتها من باريس سان جيرمان الفرنسي التي جاءت في المركز الـ29، ومشجعي نادي سانت باولي الألماني وملعبها ميليرنتور، إذ جاءت في ذيل الترتيب.