يحتار المتتبع لكأس العالم FIFA قطر 2022، وهو يرى منتخبي ألمانيا وهولندا يرتديان أقمصة ليست لها علاقة بألوان علمي بلديهما، فمنتخب المانشافت عادةً ما يرتدي القميص الأبيض زيًّا رسميًّا للفريق، والأخضر كقميص بديل بينما ألوان العلم الألماني هي الأسود والأحمر والذهبي.
أما منتخب الطواحين الهولندية فيرتدي اللون البرتقالي على الرغم من أن ألوان العلم الهولندي هي الأحمر والأبيض والأزرق.
الماكينات الألمانية بألوان بيضاء
يحمل لاعبو الماكينات الألمانية عادةً اللون الأبيض، هذا اللون الذي يستغرب كل مَن يتابع كرة القدم وخاصة الذين يعشقون التركيز في التفاصيل الخاصة المنتخبات والساحرة المستديرة بصفة عامة، فإذا ما عدنا إلى بداية القرن العشرين؛ فسنفهم أصل الحكاية، وعندها لن نستغرب حمل الألمان للقمصان البيضاء، فالاتحاد الألماني تأسس سنة 1900، حين كان الأبيض هو اللون الوطني للبلاد بين سنتي 1867 و1918.
اللون الثاني للمانشافت هو اللون الأخضر وجاء اعترافا من الألمان لأيرلندا التي كان منتخبها أول منتخب يستضيف ألمانيا لمواجهة ودية بعد الحرب العالمية الثانية سنة 1954.
ومهما كانت الألوان، فإن الألمان يحلمون بحصد لقب عالمي خامس للالتحاق بالبرازيل كأكثر المنتخبات تتويجًا، فألمانيا بعد ألقاب سنوات 1954 و1974 و1990 وآخرها 2014 بالبرازيل، كانت مشاركتها في مونديال روسيا الأخير هي الأسوأ، حيث خرجت من الدور الأول بنتائج صدمت عشاقها في ألمانيا وحول العالم.
{"preview_thumbnail":"/sites/default/files/styles/video_embed_wysiwyg_preview/public/video_thumbnails/cuNX7-vye_Q.jpg?itok=thkAjxA2","video_url":"https://www.youtube.com/watch?v=cuNX7-vye_Q&feature=emb_title","settings":{"responsive":1,"width":"854","height":"480","autoplay":1},"settings_summary":["Embedded Video (Responsive, autoplaying)."]}
البرتقالي يميز هولندا والتتويج يغيب عنه
عادةً ما قدّم المنتخب البرتقالي طريقة لعب متكاملة وممتعة سميت بـ "الكرة الشاملة" لجماليتها ورونقها الذي جعل عشاق الكرة يستمتعون بها من جيل يوهان كرويف إلى آرين روبن مرورًا بفان باستن ورود خوليت وسيدورف وغيرهم الكثير، غير أن كل هؤلاء النجوم لم يشفع وجودهم على مر تاريخ الكرة الهولندية لحصد لقب عالمي، فوصلوا لنهائي المونديال ثلاث مرات، لكنهم لم يحققوا التتويج ولو مرة واحدة سنوات 1974 أمام ألمانيا و1978 أمام الأرجنتين و2010 أمام إسبانيا.
المنتخب الهولندي يتفرد بهذا الرقم السيئ في الوصول ثلاث مرات للنهائي دون تتويج، ويتفرد أيضًا بأزيائه الجميلة ذات اللون البرتقالي الذي لا يوجد في ألوان علم البلاد، وأصل الحكاية يعود إلى القرن السادس عشر، فهولندا كانت مجموعة من المقاطعات اتّحدت فيما بينها مكوّنةً مملكةً تحت قائد يسمى غيوم أورانج ناسو وهو الذي قاد الثورة ضد الملك الإسباني فيليب محققًا استقلال البلاد خاصةً في القسم الشمالي.
مناصرو "أورانج" تمت تسميتهم بالبرتقاليين لكون اسم زعيمهم "أورانج"، وتم تأسيس العلم الهولندي الذي كانت ألوانه في البداية البرتقالي والأبيض والأزرق، ليتم تغيير اللون البرتقالي باللون الأحمر؛ لكونه أكثر وضوحًا خاصةً وسط البحار فبقي اللون البرتقالي رمزًا وطنيًا في قلوب الهولنديين وعشاق المنتخب الهولندي أو المنتخب البرتقالي.