أمال بلحاج
يشهد كرسي رئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم، صراعا محموما بين رؤساء الاتحادات العربية وتحديدا شمال إفريقيا، مع اقتراب نهاية ولاية الملغاشي أحمد أحمد، وذلك في الوقت الذي لم يكن فيه رؤساء هذه الاتحادات يجرؤون على التفكير في دخول سباق رئاسة الجهاز الوصي على اللعبة في القارة السمراء، قبل أن تتغير الأمور ويبدأ الجميع في دراسة خطط سرية للانقضاض على هذا المنصب، خصوصا بعد نجاحهم في الإطاحة بالكاميروني عيسى حياتو، الذي كان عائقا بالنسبة لهم.
ويبدو أن صراع الرئاسة سيكون ساخنا و"مشوقا" هذه المرة، بوجود مجموعة من الأسماء القوية على مستوى الساحة الكروية العربية التي عرفت خلال الفترة الأخيرة بصراعاتها الخفية داخل كواليس الكونفدرالية الإفريقية، سواء من خلال منافستها على مجموعة المناصب، أو العمل على خدمة مصالح كرة بلادها من خلال الاقتراب من الرئيس الحالي أحمد أحمد، الذي بدا وكأنه يحاول جبر الخواطر، حفاظا عن منصبه في الولاية المقبلة للكاف.
ويحاول رؤساء الاتحاد الكروية الراغبة في الترشح للولاية المقبلة للكونفدرالية الإفريقية، دراسة خططها منذ الآن، من أجل الانقضاض على هذا المنصب، خصوصا وأن الحظوظ ستكون متساوية بين الجميع، هذا في الوقت الذي قد يعمل فيه الجميع على الإطاحة بالرئيس الحالي أحمد أحمد وإبعاده عن سباق الرئاسة المقبلة، علما أنه كان من فتح الباب لمرحلة جديدة للكرة الإفريقية، بعدما كانت تعاني الديكتاتورية في عهد عيسى حياتو.
مصر.. أبوريدة يحضر لما قبل الكاف
يخطط الرئيس السابق هاني أبو ريدة أولا للعودة إلى رئاسة الاتحاد المصري لكرة القدم من جديد، بعدما غادر الجهاز مستقيلا عقب إخفاق المنتخب المصري في كأس أمم إفريقيا الأخيرة، قبل العمل على الخطة الثانية المرتبطة بكرسي رئاسة الكونفدرالية الإفريقية، إذ أعلن مؤخرا عن ترشحه لرئاسة الاتحاد المصري خلال الانتخابات المقبلة، فيما منحته اللجنة الخماسية الرئاسة الشرفية في الوقت الحالي.
ويعطي المصري هاني أبو ريدة الأولوية حاليا لاستعادة منصبه بالاتحاد المصري لكرة القدم، قبل الشروع في العمل على دخوله سباق الترشح للرئاسة الجهاز الوصي على الكرة الإفريقية، إلا أنه بدأ في دراسة خططه في الكواليس تحضيرا للأمر، على الرغم من أنه أكد في تصريحات صحفية، أنه من المبكر التفكير في رئاسة الكاف بوجود الملغاشي أحمد أحمد على الكرسي حاليا، لكن لم يستبعد ذلك قائلا: "شرف لي أن أعلن ترشيحي لرئاسة الكاف، لكن لابد من أخذ اعتبار الدولة أولا، إلى جانب الإعتبار الإفريقي والدولي".
المغرب.. لقجع يرفض تخريب علاقته مع الملغاشي
يرفض فوزي لقجع رئيس الاتحاد المغربي لكرة القدم، الكشف عن نيته الصريحة في مسألة ترشحه لرئاسة الكونفدرالية الإفريقية خلال الفترة المقبلة، بدلا من الرئيس الحالي الملغاشي أحمد أحمد، فيما يعتبر أن الزج باسمه في لائحة الراغبين في تولي هذا المنصب، ما هو إلاحملة مسعورة، تقوم بها بعض الأطراف من أجل تخريب علاقته مع الرئيس الحالي، علما أنه كان من قاد حملة الانقلاب ضد عيسى حياتو وتنصيب أحمد أحمد.
ويلف الغموض ملف دخول المغربي أحمد أحمد سباق رئاسة الكونفدرالية الإفريقية، رفقة الرؤساء الآخرين، على الرغم من أن الأغلبية يعتبرونه منافسا قويا كما أن حظوظه في الظفر بهذا المنصب مرتفعة، إلا أنه يرفض حاليا الزج باسمه في هذا السباق، لكن من المتوقع أن يكشف عن نيته مع اقتراب موعد تقديم الترشيحات، حفاظا على علاقته حاليا مع الرئيس الملغاشي أحمد أحمد.
تونس.. صراع داخلي بين ممثلين
يبدو أن تونس ستكون الدولة الوحيدة التي ستدخل سباق الترشح لرئاسة الكونفدرالية الإفريقية بممثلين، بعدما أعلن كل من وديع الجريء وطارق بوشماوي، نيتهما في تقديم ترشحهما العام المقبل لتسيير الجهاز الكروي الأقوى في إفريقيا، وهو ما يعتبره بعض التونسيون خطئا كبيرا، على اعتبار أن الصراع سيكون داخليا، بدل التركيز على الصراع الخارجي أمام باقي المنافسين، ودعم ممثل واحد للظفر بالمنصب.
وديع الجرئ رئيس الاتحاد التونسي، أكد في تصريحات صحفية، أن هناك اتجاه لتزكيته في انتخابات الكاف المقبلة، كما أن حظوظه بالفوز بهذا المنصب تظل كبيرة، فيما اشترط طارق بوشماوي دعم الحكومة التونسية من أجل التقدم بترشيحه للولاية المقبلة، من أجل ضمان الفوز، الشيء الذي يزيد الوضعية تعقيدا في ظل وجود مرشحين من نفس البلد، في الوقت الذي يعتمد فيه البقية على مرشح وحيد لرفع حظوظ بلادهم.
الجزائر.. زطشي "جوكير" خارج المنافسة
يرفض خير الدين زطشي رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم، التفكير في دخول السباق الرئاسي لرئاسة الكونفدرالية الإفريقية لكرة القدم حاليا، بل يفضل متابعة الأمور عن بعد ومساندة الملف الأقوى الذي لديه حظوظ كبيرة في الظفر بهذا المنصب، من أجل خدمة مصالح كرة القدم الجزائرية خلال الولاية المقبلة، إلا أنه يتلقى مجموعة من العتابات، على اعتبار أن أغلب دول شمال إفريقيا ستنافس على هذا الرئاسة، بينما الجزائر ستظل خارج السباق.
ويبدو أن الجزائري زطشي مستوعب تماما أن حظوظه في الظفر بكرسي رئاسة الكاف ضعيفة، بالمقارنة مع باقي الأسماء التي تفكر في تولي تسيير زمام الكرة الإفريقية مستقبلا، لذلك قرر الابتعاد عن دخول سباق الرئاسة والاكتفاء بتقديم الدعم للمترشح الأقوى، بحثا عن مكانة إلى جانب الرئيس الجديد للكونفدرالية الإفريقية، ورغبة منه في خدمة مصالح كرة بلده، مؤجلا فكرة الترشح في الوقت الحالي، إلى حين تقوية علاقاته الإفريقية وصناعة اسم أقوى بالساحة.
مدغشقر.. أحمد أحمد يؤجل الإعلان عن ترشحه
يفضل الملغاشي أحمد أحمد رئيس الكونفدرالية الإفريقية، تأجيل الإعلان عن قراره بخصوص الترشح لولاية ثانية، قصد التركيز على القضايا المطروحة في الوقت الحالي على طاولة "الكاف"، خصوصا في ظل توقف الدوريات الكروية وتأجيل العديد من المنافسات الأخرى، إلا أن لا أحد يشك في رغبة الرجل في الترشح مرة أخرى لرئاسة الجهاز، غير أن الإعلان يظل مبكرا في ظل الظروف التي تمر منها الكرة الإفريقية حاليا.
Je lis depuis ce matin des articles de presse faisant état de ma candidature à un second mandat à la Présidence de la @caf_online_FR. Aujourd'hui, toute mon attention se porte sur la gestion de la crise du #Covid19. Lorsque j'aurai pris une décision je l'annoncerai moi-même.
— Ahmad Ahmad (@AAhmad_CAF) April 28, 2020
ومن المؤكد أن يدخل أحمد أحمد سباق الترشح لرئاسة الكونفدرالية الإفريقية للمرة الثانية على التوالي، إلا أن حظوظه قد تقل في حال تقدم الأسماء المذكورة بترشحها للظفر بنفس المنصب، كما أن هناك مجموعة من الخطط التي تحبك سرا وفي الكواليس، من أجل الإطاحة به مباشرة بعد نهاية ولايته الحالية، وإبعاده من السباق الرئاسي.
السنغال والكوت ديفوار.. خارج التوقعات
يبدو أن جنوب إفريقيا ستدخل بدورها السباق الرئاسي للكونفدرالية الإفريقية خلال الولاية المقبلة، إذ تم تداول اسم السنغالي أوغستين ساجور والإيفواري جاك أنوما، اللذان قد يتقدما بملف ترشحهما لخلافة الملغاشي أحمد أحمد، إلا أن حظوظهما قد تكون ضعيفة بالمقارنة مع باقي المرشحين، بالنظر إلى باقي التحلفات الأخرى، غير أن في مثل هذه الانتخابات لا يمكن توقع أي سيناريو، على اعتبار أن ظهور العديد من المفاجآت أمر حتمي.