محمد حسين
بطلب من جوزيه مورينيو سافر النجم المصري محمد صلاح للتعاقد مع تشيلسي يوم 26 يناير 2014، ظن الجميع أن هذه النقلة ستكون الأكبر في مسيرته الكروية التي بدأت بالإشعاع مع بازل السويسري، لكن المدرب "الداهية" لم يمنحه الفرصة وبعد عام من الإهمال فتح الباب أمام خروجه نحو إيطاليا.
انضم صلاح إلى فيورنتينا عام 2015 وحقق بداية جديدة وبدأ بإظهار قدراته الكامنة. اكشتفته إدارة روما وحصلت على السبق، فنقلته بنظام الإعارة منتصف ذلك العام إلى الأولمبيكو، ليثبت صلاح أنه الرجل المنشود لمساعدة الملك توتي. بعد عام كامل نجحت روما في الحصول على خدماته بشكل نهائي من تشيلسي.
في ذلك الوقت كان ليفربول ومدربه كلوب وطاقمه المساعد يبحثون عن لاعبين من نوعية خاصة، وبعد تحليل كافة البيانات التقنية أدركت أن بناء فريق عتيد لا بد وأن يتم بوجود صلاح. تمت الاتصالات والاتفاق مع روما بشأن عقد الصفقة الرابحة لكلا الطرفين، روما كسب 40 مليون يورو، فيما فاز ليفربول بلاعب سيكون له شأن كبير.
🔥 تسديدات قوية
— لـ يـ فـ ر بـ و ل (🏠) (@LFC_Arabic) June 22, 2020
🌪 انطلاقات مرعبة للخصوم
💥 تمريرات حاسمة تذهل خطوط الدفاع
🙌 احتفالات محفورة في الذاكرة
👑 ما هي أبرز ذكرياتكم مع @MoSalah؟pic.twitter.com/pCfVCP1p8z
يوم التوقيع
في الـ22 من يونيو عام 2017 وصل صلاح إلى عيادات ليفربول المختصة، وأجرى العديد من الفحوصات الروتينية طيلة ساعات، وبعد اجتيازها توجه أخيراً إلى ميلوود حيث مقر النادي الأحمر، عند السادسة والنصف كان على موعد مع توقيع العقد، لم تكن هناك ضجة في المكان، فسارت الأمور بهدوء عادي، إذ لم يكن صلاح إلا عضواً جديداً في الفريق.
ارتدى صلاح اللباس الرسمي وأخذ اللقطات الدعائية من أجل إعلان خبر التوقيع، زار بعدها أنفيلد وتجول في المكان، ثم التقى ببعض الزوار. غادر صلاح حاملا معه عقده الجديد ولتبدأ مسيرته بشكل رسمي مع ليفربول.
يوما بعد يوم نجح صلاح في كسب حب الجميع، وبعد أن مرت التحضيرات حانت اللحظة الأهم في أغسطس/آب حين وطأت قدماه ملعب أنفيلد في الدوري، لتبدأ معها حكاية أخرى، لم تكن لتصدق لو أنها حدثت في الزمن القديم.
أرقام وألقاب
لم يحقق ليفربول أو صلاح أي لقب في الموسم الأول، لكن الصعود للمركز الرابع في الدوري ومفاجأة الجميع بالتأهل لنهائي دوري أبطال أوروبا أمام ريال مدريد، كان شيئا عظيما بالنسبة للفريق والجماهير. ولكن بالنسبة إلى صلاح كانت الـ32 هدفا التي حققها في الدوري أمراً لا يصدق.
ضرب صلاح كل الأرقام المتوقعة وحقق ما لم يكن ليحلم به مسوؤلو ليفربول. الفوز بجائزة هداف الدوري، اختياره للفوز بجوائز أفضل لاعب في الموسم من قبل اللاعبين ورابطة الكتاب، وأفضل لاعب في الفريق من قبل الجماهير. كل ذلك أعطى صلاح حياة جديدة غير تلك التي قضاها منذ أن وصل سويسرا وحتى أنهى رحلته في روما.
🏟️ 144 مباراة
— لـ يـ فـ ر بـ و ل (🏠) (@LFC_Arabic) June 22, 2020
⚽️ 91 هدفًا
2⃣ الحذاء الذهبي
2⃣ أفضل لاعب أفريقي
🔝 أفضل لاعب في الدوري الإنجليزي
🔝 أفضل لاعب في البطولات الإنجليزية
🔝 جائزة بوشكاش لأفضل هدف
🏆 دوري أبطال أوروبا
🏆 السوبر الأوروبي
🏆 كأس العالم للأندية
3⃣ سنوات والملك المصري لم ولن يتوقف عن كتابة التاريخ 👑 pic.twitter.com/82VnIkT9l5
والأن وبعد ثلاث سنوات بالتمام والكمال على وجود صلاح في ليفربول، باتت خزانة اللاعب المصري تعج بالألقاب، فقد فاز بلقب دوري أبطال أوروبا، والسوبر الأوروبي، ثم كأس العالم للأندية، والأهم الفوز بلقب الدوري الإنجليزي بعد غياب دام 30 عاما عن معقل أنفيلد.
بعد مرور ألف يوم بات صلاح أحد الرموز التي تتغنى بها جماهير أنفيلد، إذ قامت جماهير المدينة التي ظهرت فيها فرقة البيتلز الشهيرة، بتأليف أنشودة "الملك المصري" التي تصدح من حناجر الآلاف في المدرجات. أصبح صلاح في مرتبة أخرى هناك.
حقق محمد صلاح سجلاً حافلاً في ليفربول، وبات محط أنظار العالم أجمع وحلم الأندية الكبرى في أوروبا، ومن يطمع بالتوقيع معه عليه أن يدفع أكثر من 150 مليون يورو للفوز به، فكيف ستستمر رحلة صلاح الحالمة في عالم الساحرة المستديرة.