أقال دانييل ليفي، المدرب جوزيه مورينيو في أبريل الماضي قبل أيام من خوضه نهائي كأس الرابطة الإنجليزية أمام مانشستر سيتي، ليكون أسوأ قرار قد اتخذه منذ سنوات بعد إقالة سلفه ماوريسيو بوتشيتينو، الذي خرج بصفر ألقاب، لكن بـ100% كفريق قارع كبار إنجلترا طيلة 5 مواسم متتالية ووصل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا.
رئيس توتنهام الحديدي أقال مورينيو وعيّن مكانه مساعده الشاب ريان ماسون الذي تقاعد من احتراف كرة القدم بالإجبار، إثر إصابته عام 2013 بكسر في الجمجمة وتهتك أجزاء من الدماغ، ليصبح أصغر مدرب في تاريخ كرة القدم الإنجليزية على الإطلاق بعمر 29 عامًا، والطريف أنه درّب 8 لاعبين من قائمة توتنهام أكبر منه سنّاً.
صحيح أن ماسون خسر المباراة النهائية أمام مانشستر سيتي، لكنه لا يُسأل إطلاقًا عن مهمة طارئة أُسندت إليه فجأة من دون مقدمات، بينما على الجانب الآخر اعتبر مورينيو نفسه بطلًا لـ25 لقبًا ونصف اللقب طيلة مسيرته، النصف هو النهائي الذي لم يخضه أمام سيتي.
إدارة توتنهام في الوقت الحالي تقف في مفترق الطرق بين المطرقة والسندان، ما بين بيع أبرز لاعب لديها هاري كين وبين الاحتفاظ به وإجباره على الاستمرار رغمًا عنه كما حدث مع من قبله من اللاعبين، وهناك أيضًا مسألة المدرب الذي سيقف على خط ملعب توتنهام الجديد الموسم المقبل في مباريات البريميرليغ، حيث سيبدأ النادي موسمه كما أنهاه أمام نفس الخصم مانشستر سيتي في افتتاحية المسابقة الإنجليزية يوم 14 أغسطس.
ترك بوتشيتينو إرثًا لا يُمكن مضاهاته من حيث صناعة النجوم وتأصيل طريقة اللعب، ولربما إن منح ليفي مورينيو بعض الوقت لاستنسخ توتنهام في أقوى حُلّة له، لكن تداعيات دوري السوبر الأوروبي وغيره من المشكلات المالية والداخلية للنادي، أطاحت بمورينو وجعلت ماسون في مهمة مؤقتة لحين انتداب مدرب جديد.
الآن وضعت إدارة السبيرز أسماء بعض المدربين على طاولتها، بيد أن المشكلة الأساسية التي ستظل تؤرق مشجعي النادي هي الخطط قصيرة المدى التي ينتهجها دانييل ليفي وقلة صرفه على فريق كرة القدم، فهو يصرف القليل وينتظر الكثير، فاتورة أجور لاعبي توتنهام مثلًا ضمن الفئة الأقل في الدوري الممتاز، بل نجد فرقًا مع فرق مثل ويستهام وإيفرتون التي لديها فاتورة أجور أكبر.
تلاشي الخيارات
جينارو غاتوسو، مدرب نابولي السابق، هو اسم مُحبب لدى ليفي بالنظر إلى قلة متطلباته وهرولته وراء أول تجربة في الملاعب الإنجليزية بشغف منقطع النظير، لكن سرعان ما تلاشى بعد أن حارب فكرة المثلية الجنسية علنًا، وهي الفكرة التي تتبناها رابطة الدوري الإنجليزي الممتاز وتخصص أيامًا في الموسم لدعم تلك الأفكار، إضافة إلى تقديم جماهير توتنهام طلبًا رسميًا للنادي بعدم التعاقد معه.
أنطونيو كونتي الذي استقال مؤخرًا من تدريب بطل الدوري الإيطالي إنتر ميلان، كان خيارًا مطروحًا لكنه لم يعد كذلك، إذا ما عرفت أن كونتي غادر الإنتر في الأساس لأن الإدارة لم تلب طلباته في الميركاتو، وحجّمت سقف توقعاته إلى درجة لا يُمكن تخيلها، هل يمكنكم تخيل كونتي صارم الطلبات مع رئيس مثل دانييل ليفي المعروف بالبخل؟
المدير الرياضي الجديد للنادي والذي سيتولّى كذلك هيئة التطوير وفريق الكشّافة، فابيو باراتيتشي، نصح الإدارة بانتداب مدرب روما السابق باولو فونيسكا، لكن بعد جلسة واحدة طفا الخلاف التكتيكي على السطح، المدرب البرتغالي يريد اللعب الهجومي وباراتيتشي يريد نهجًا دفاعيًا، فذهب الأخير إلى شاختار دونستك.
هناك روبيرتو مارتينيز مدرب المنتخب البلجيكي الذي ينتهي تعاقده العام القادم 2022. لكن يبدو أن إدارة الاتحاد البلجيكي متمسّكة بخدماته إلى أبعد حد، كذلك مدد روبرتو مانشيني عقده مع إيطاليا إلى 2026، وهو يقودهم حاليًا إلى سلسلة أرقام قياسية غير مسبوقة في تاريخ الآتزوري. هذان المدربان بالتحديد أرادهما توتنهام بشدّة لكن لا أمل إطلاقًا.
الهولندي إيريك تين هاغ والبرتغالي نونو سبريتو، بحسب تقرير من يومية "غارديان" الإنجليزية، يودّان تولّي المهمة، قدرة توتنهام على استقطاب اسم كبير في عالم التدريب الموسم المقبل باتت ضعيفة للغاية، ولربما يتم الاستعانة باسم من الفئة الثانية كإيدي هاو مدرب بورنموث السابق على سبيل المثال.