محمد حسين
يسابق تشيلسي الإنجليزي الزمن من أجل التعاقد مع الموهبة الألمانية كاي هافيرتز، وتواصلت الأخبار من داخل النادي اللندني بشأن المبلغ الخيالي الذي سيدفعه "البلوز" لنظيره باير ليفركوزن لكي يفوز بهذه الصفقة في ظل مزاحمة العديد من الأندية؛ أمثال مانشستر سيتي ومانشستر يونايتد وحتى ريال مدريد، فقد أبدت جميعها رغبة في التعاقد مع اللاعب الشاب البالغ من العمر 21 عاماً.
ويبدو المبلغ الذي يرصده تشيلسي من أجل هذه الصفقة مبالغا فيه ومثيرا للاهتمام، فما الذي يدفع الملياردير الروسي رومان أبراموفيتش لفتح الخزينة وصرف هذا المبلغ الكبير؟ خصوصا في هذه الفترة الصعبة التي تلت جائحة كورونا والخسائر الاقتصادية الكبيرة التي تكبدتها الأندية على حد سواء.
لفت الألماني هافيرتز أنظار الجهاز التقني لفريق تشيلسي الذي مرر المعلومات للمدير الفني فرانك لامبارد، فما كان من الأخير إلا أن رصد أداءه من خلال متابعة العديد من المباريات التي لعبها مع فريقه باير ليفركوزن في الدوري الألماني، بل إنه أوفد المستشار الفني الحارس السابق للفريق بيتر تشيك من أجل معاينة أداء اللاعب على أرض الواقع.
اختُتِمت منافسات الموسم الألماني، وحل ليفركوزن خامسا في ترتيب الدوري، وفشل بالتأهل لدوري أبطال أوروبا، وسيتعين عليه اللعب في بطولة الدوري الأوروبي، وهو ما سيعزز من رغبة اللاعب لمغادرة الفريق بعد أن أعلن بوقت سابق نيته تغيير الأجواء واللعب في بطولات أقوى وأندية أكبر تنافس على الألقاب.
أرقام ملفتة
يعد النجم الشاب أبرز هدافي فريقه، فقد تصدر قائمة المسجلين بإحرازه 12 هدفا، جعلته في المركز العاشر في سلم ترتيب الهدافين بشكل عام، ويعد من الأسماء الأساسية التي يعوّل عليها، فقد خاض 30 مباراة (29 منها بالتشكيل الأساسي)، ويعد ثالث اللاعبين من حيث عدد الدقائق الملعوبة بخوضه 2463 دقيقة. أما على صعيد بطولة الكأس التي بلغ فيها الفريق المباراة النهائية وخسرها 2-4 أمام بايرن ميونيخ، فقد خاض خمس مباريات وسجل هدفين.
5 minutes was all Kai Havertz needed to find the back of the net twice in #SVWB04! 💥 pic.twitter.com/aLShKkC1dB
— Bayer 04 Leverkusen (@bayer04_en) May 22, 2020
وبات هافريتز أول لاعب في البوندسليغا الذي يصل إلى 35 هدفا (بالمجموع) قبل بلوغ 21 عاماً، وما يزيد من أهمية اللاعب تسجيله 7 أهداف وتمرير أربع كرات حاسمة في آخر تسع مباريات، وتشبّهه الصحافة الألمانية بأبرز نجوم ألمانيا وعلى رأسهم مايكل بالاك ومسعود أوزيل وتوني كروس، كما لقبته بـ "آليسكونار" وهو الشخص الذي يمكنه القيام بأي شيء.
هذه الأرقام والأداء الذي لفت الأنظار بشأن موهبة يمكن أن تسطع في القريب العاجل، جعلت من ليفركوزن شجاعاً في تحديد القيمة المالية للاعب والتي بلغت 90 مليون جنيه إسترليني، ولكن يأمل تشيلسي الذي يعرف أن رغبة اللاعب ستكون مهمة في تحريك الصفقة، يأمل أن يخفض القيمة المالية بعشرين مليون؛ إذ سيبدأ التفاوض مع الفريق الألماني بعد المحادثات المرتقبة بين بيتر تشيك وهافيرتز.
ويدرك تشيلسي أن بقاء موسمين في عقد اللاعب مع الفريق الألماني، ممكن أن يدفع ليفركوزن لتخفيض مطالبه إلى 70 مليون جنيه، وهو المبلغ الذي قد يرضي طموحات الألمان في ظل الأزمات الاقتصادية الحالية من جهة، وعدم دخول السوق لجذب كبار النجوم، إذ يعتمد دوما على صرف مبالغ متوسطة للاعبين الذين يعزز بهم القائمة، وهو ما لن يخرج عن إطاره في الانتقالات الصيفية المقبلة، خصوصا في ظل خوض ليفركوزن لبطولة الدوري الأوروبي وهي المسابقة الثانية من حيث الأهمية.
رغبات لامبارد
ويتمحور انتقال النجم الألماني في إطار رغبة المدرب فرانك لامبارد تعزيز قوة الفريق خلال الموسم المقبل، خصوصا أن قرار حرمان تشيلسي من إبرام التعاقدات قُلص وبات بإمكان الفريق اللندني دخول السوق المقبلة، وهو ما يعني أن لامبارد سيقوم بما يشبه "الثورة" في ملعب ستامفورد بريدج لكي يستعيد الصورة الزاهية للفريق.
وما يحفز المالك الروسي على دعم توجهات لامبارد؛ النتائج الجيدة التي حققها الفريق هذا الموسم بعهدة المدرب الواعد، حيث يحتل تشيلسي المركز الثالث في البريميرليغ، وبات قريبا من التأهل لبطولة دوري أبطال أوروبا، كما أنه ينافس حاليا على لقب كأس إنكلترا التي بلغ المباراة النهائية لها، إذ سيواجه جاره أرسنال من أجل اللقب.