يعيش الإنجليزي هاري ماغواير حالة انفصام بين مستواه المتراجع مع مانشستر يونايتد وتألقه مع المنتخب الإنجليزي في مونديال قطر 2022، ليحيي آماله في استعادة مكانته في صفوف مانشستر يونايتد، بعدما فقدها نتيجة أخطاء متكرّرة جعلت منه محط سخرية كثيرين ممن شمتوا بإدارة النادي التي وضعته على رأس ترتيب أغلى مدافعي العالم في عام 2019.
وظهر ماغواير في مونديال قطر بشخصية مختلفة تماماً عما هو عليه مع "الشياطين الحمر"؛ إذ أسهم بشكل أساسي في قيادة منتخب بلاده إلى ثمن النهائي، حيث تستعد إنجلترا لمواجهة السنغال، غداً الأحد، على أرضية استاد البيت.
ويعول المدرب غاريث ساوثغيت في مواجهة السنغال بثُمن النهائي على ماغواير لكي يكون صمام الأمان، كما فعل في المباريات الثلاث الأولى التي تلقى فيها "الأسود الثلاثة" هدفين فقط وجاءا في الفوز الساحق على إيران 6-2.
ماغواير يحتفل مع زملائه بصدارة المجموعة الثانية
وشكك كثيرون بقرار ساوثغيت باستدعاء ماغواير إلى قائمته للمشاركة في المونديال القطري، لا سيما أنه بات خارج حسابات المدرب الجديد لليونايتد، الهولندي إريك تين هاغ، بعد سلسلة الأخطاء التي ارتكبها منذ بداية الموسم، ليكتفي ابن الـ29 عاماً بالمشاركة أساسياً في 5 مباريات فقط لليونايتد لهذا الموسم في جميع المسابقات.
وكان مدافع إنجلترا ويونايتد السابق، غاري نيفيل، واثقاً من قدرة ماغواير على استعادة المستوى الذي كان عليه في ليستر سيتي، وفي بداية مشواره مع "الشياطين الحمر"، رغم عدم إنكاره تفاوت مستواه بين النادي والمنتخب، قائلاً: "هاري ماغواير يلعب مع منتخب بلاده أفضل مما يلعب مع ناديه".
وإلى جانب الإساءات التي تعرض لها من جمهور اليونايتد، وجد ماغواير نفسه عرضة لانتقادات مشجعي المنتخب الإنجليزي بعد سلسلة من المباريات المخيبة، لدرجة أنهم وجهوا له صافرات الاستهجان قبيل مباراة ودية ضد ساحل العاج في مارس/ آذار، وقبيل المواجهة ضد ألمانيا في سبتمبر/ أيلول، بدوري الأمم الأوروبية.
فترة صعبة
كانت تلك ضربة موجعة بشكل كبير لشخص يعتبر نفسه مشجعاً متفانياً للمنتخب الإنجليزي قبل فترة طويلة جداً من ضمه إليه لأول مرة في أغسطس/ آب 2017، حيث تأثر ماغواير بالحكم الذي صدر بحقه عام 2020 من محكمة يونانية بالسجن لمدة 21 شهراً و10 أيام مع وقف التنفيذ بعد توقيفه عقب شجار مزعوم في جزيرة ميكونوس.
لكن كل الذي حصل في اليونان لا يقارن بما اختبره هذا الموسم مع مانشستر يونايتد من إهانات وانتقادات قاسية، ما جعله على الأرجح متحفزاً لكي يرد على الجميع عبر المنتخب حيث شعر دائماً بالارتياح رغم بعض المطبات.
هذا المكان سيلتهمك حياً
في كأس أوروبا صيف 2021، لعب ماغواير دوراً أساسياً في محافظة المنتخب الإنجليزي على نظافة شباكه لخمس مباريات متتالية، ليستحق بذلك أن يتم اختياره ضمن أفضل تشكيلة للنهائيات التي وصل فيها "الأسود الثلاثة" إلى النهائي قبل أن تخذلهم ركلات الترجيح أمام إيطاليا.
وقال نيفيل: "هاري لاعب جيد وقلب دفاع جيد، كان ممتازاً في البطولتين الأخيرتين (كأس أوروبا والمونديال الحالي)، كل ما حصل هو أنه مرَّ بفترة صعبة في يونايتد خلال الأشهر الـ12 الأخيرة"، وتابع: "يونايتد مكان لا يرحم. أنا أعرف ذلك من الأعوام العشرين التي أمضيتها هناك. إذا كان هناك خطب ما، فهذا المكان سيلتهمك حياً، وهذا ما يمرّ به هاري في الوقت الحالي. لكني أعتقد أنه سيتخطى ذلك".
حالياً، تركيز ماغواير منصب حصراً على المنتخب الإنجليزي ولا شيء سواه، على أمل أن يُسهم في تحقيق حلم "الأسود الثلاثة" بلقبٍ مونديالي طال انتظاره منذ نسخة 1966.