بعد انتهاء كأس العالم قطر 2022 وتتويج ليونيل ميسي باللقب مع منتخب الأرجنتين بعد مباراة مجنونة أمام فرنسا، يتساءل كثيرون ما الذي سيفعله ميسي مستقبلا على صعيد الأندية في ظل وجود ثلاث خيارات ممكنة: أولها العودة إلى البرسا، أو الانتقال إلى الدوري الأمريكي أو البقاء في باريس سان جيرمان.
هل من رقصة أخيرة في برشلونة؟
فجرا، نشر رئيس برشلونة خوان لابورتا تغريدة على حسابه في شبكة "تويتر" الاجتماعية تقول:"مبارك يا ليو، تستحقها. وكانت كرة القدم مدينة لك بتلك اللحظة".
وكان من المقرر أن يتوجه لابورتا لحضور نهائي المونديال، ولكنه قرر في اللحظة الأخيرة البقاء في برشلونة. وقد قيل إن هذه الرحلة قد تأتي لتبين فرص عودة اللاعب للبرسا، ولكنه تقرر في النهاية أن هذه ليست هي اللحظة المناسبة ولا المكان المناسب.
ويعرف لابورتا أنه قد خيب آمال عشاق النادي الكتالوني وميسي نفسه، فالأرجنتيني الذي حطم كل الأرقام القياسية، رحل عن النادي باكيا، على الرغم من أن الرئيس تعهد خلال حملته الانتخابية التي قادته إلى المنصب بأنه سيحاول فعل كل شيء كي يستمر "البرغوث" مع البرسا.
ميسي يرتدي البشت العربي قبل لحظة رفع كأس العالم
أدت الديون المتراكمة من حقبة جوزيب ماريا بارتوميو إلى عجز البرسا عن التجديد لميسي. وسينتهي عقد اللاعب مع باريس سان جيرمان في يونيو/حزيران المقبل، ولهذا السبب يبقى مستقبله محل شك، فمن غير المعروف حقًا ما إذا كان البرسا لديه خطة ما لإعادة" البرغوث" أم أن كل الأمور قد انتهت.
ولو عاد ميسي إلى البرسا، فمرد الأمر سيكون بالطبع إلى العاطفة، فبعد النهاية المثيرة لملحمة المونديال والخروج أخيرا من عباءة مارادونا والمقارنات معه، ربما سيسعى لنهاية شاعرية هذه المرة مع ناديه السابق.
ثمة احتمالان آخران: أولهما البحث عن مغامرة جديدة في الدوري الأمريكي، أو الاستمرار مع باريس سان جيرمان لتحقيق لقب دوري الأبطال المنتظر معه.
الولايات المتحدة.. ملتقى المعارف القدامى
خيار الولايات المتحدة سيعني الحصول على تقاعد ذهبي في نادي إنتر ميامي وتجربة الرونق الأمريكي بكل تميزه، مع قليل من الراحة، فالمستوى التنافسي هناك ليس متطلبا جدا، كما هو الحال أوروبيا.
ولم يخف النادي الذي أسسه ديفيد بيكهام رغبته في ضم ليو نيل ميسي أكثر من مرة، كما أن الأرجنتيني اشترى في 2019 سكنا بقيمة خمسة ملايين وثلاثمائية ألف دولار في برج (بورش ديزاين تاور)، ولكنه باعه في 2021 بمكسب قيمته مليونا دولار، وهي مسألة ربما تقدم إشارة على نواياه.
ولو قبل ميسي عرض بيكهام، فقد تصل قيمة ما يحصل عليه إلى 14 مليون دولار سنويا. ولن يصبح فقط نجم الشباك في إنتر ميامي، بل في الدوري الأمريكي كله.
تهنئة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما للأرجنتين وميسي
لو أبرمت الصفقة، فسيرى ميسي اثنين من زملائه القدامى، مثل لويس سواريز وسرخيو بوسكيتس. وقد كان سواريز من أفضل أصدقاء ميسي ولديه عروض من إنتر ميامي ولوس أنجلوس وسياتل، أما بوسكيتس الذي ودع المنتخب الإسباني، فقد يعلن قريبا رحيله عن البرسا ويشد الرحال أيضا نحو الدوري الأمريكي.
وماذا عن موسم آخر في باريس؟
كشف رئيس باريس سان جيرمان، القطري ناصر الخليفي، قبل نهائي المونديال تحديدًا أنه اتفق على الاجتماع مع ليونيل ميسي بعد نهاية البطولة لطرح مسألة استمراريته من عدمها في النادي الباريسي.
وفي موسمه الأول مع النادي الباريسي (21-22)، لم يكن ميسي هو ميسي الذي يعرفه الجميع، لكنه في تلك الحالة (22-23) صار مرجعا للفريق إلى جوار كيليان مبابي ونيمار جونيور، وعلى الرغم من أن عمره 35 عامًا، فقد تجهز بأفضل صورة للوصول إلى المونديال في أفضل مستوى. وحقق في النهاية حلمه ورفع اللقب الوحيد الذي كان ينقصه.
وقد أصبح ينقصه الآن لقب دوري الأبطال مع باريس سان جيرمان ليصبح خير ختام لموسم رائع. ماذا لو لم ينجح؟ هل سيستمر في موسم آخر أم أنه سيرحل. وهل هي باريس؟ أم ميامي؟ أم برشلونة؟ وما هي وجهته؟ وماذا بعد يا ميسي؟