التاسعة بتوقيت ميلان الإيطالية التي اعتادت ألا تنام ليلة الأحد، غير أنها تغفو باكرا بسبب الجائحة، تنام على واقع الانقسام، إنها ليلة الديربي، في سهرة السبت يأخذ الفيروس إجازة إجبارية فلا وجود لأي سطر فارغ ليكتب عليه خبر عنه، حتى اللقاح المخلص يصبح خبرا ثانويا، فالمدينة غدا ستعرف مصيرها فهي إما زرقاء وإما حمراء.
في بيت ميلان، يطلب زلاتان الهدوء، إنه بحاجة إلى النوم والراحة والتركيز، مواجهة ظهيرة الأحد استثنائية بالنسبة إليه، إنها انتقامية دموية، يغمض عينيه على أنغام أغنيته المفضلة، لكنه سرعان ما يستيقظ خائفا والعرق يتصبب منه، لقد شاهد لوكاكو بحجم ضخم جدا يشير إليه بإصبعه ويقول: "أنا سيد ميلان أيها الصغير، ومن خلفه يظهر دي فراي وشكرينيار وقد ملأ صوت ضحكاتهم أرجاء "الجوسيبي مياتزا"، يرمي الغطاء ويبدأ بأداء تمارين الضغط والمعدة حتى يسرقه النوم.
في الغرفة المجاورة يتصل بيولي بزوجته ويطلب منها أن تصلي من أجله، فهو ليس حمل انتكاسة أخرى، ويخشى من أن يدخل مع الفريق النفق المظلم، الذي قد تكون نهايته .. نهايته، يغلق سماعة الهاتف ويعود للإمساك بورقة التشكيل يتأملها كثيرا: "يا إلهي بن ناصر ليس هنا، ولست واثقا من كلابريا، حتى ماندزو خذلني...، لا أستطيع أن أفعل أكثر من ذلك".
يقلب الفرنسي هيرنانديز الصور على هاتفه المحمول، تظهر صورة له ولأشرف حكيمي بالقميص الأبيض، وترتسم ابتسامة على وجهه: "اشتقت لك يا صديقي"، يقلب صورة أخرى فتظهر له صورة المغربي وهو يحتفل بالفوز على لاتسيو، فيغلق الهاتف مباشرة وقد احمرت عيناه من الغضب، ويقول: "سامحني يا صاحبي، آمل ألا تكرهني غدا".
على الضفة الأخرى من النهرفي مركز سونينغ ، يهرول الجميع إلى الغرفة رقم 9، فلا يجدون روميلو، وتعلن حالة الطوارئ في المعسكر "أين اختفى؟ أين ذهب؟ إياكم أن يعلم كونتي بالأمر" يقول أوريالي، ثم يسمع صوت من بعيد يكسر صمت المساء "إنه قادم من الصالة الرياضية، هذا روميلو.. إنه يلكم ويركل الكيس الرملي"، "أنا بانتظارك، تعال، تعال"، يتقدم مساعد المدرب: "لوكا ماذا تفعل؟ اهدأ وحضر نفسك للانفجار غدا"، يتوقف ويجفف عرقه بالمنشفة قبل أن يرميها على كتفه ويغادر وهو يقول: "غدا ..متى سيأتي غدا؟".
يعود الجميع إلى الغرفة وفي الطريق يسمع لوتارو أشرف يقول: "تأكد هذا لن يحصل غدا"، يريه أشرف لقطة للكرة التي أضاعها في لقاء الذهاب، وبلغته الإسبانية يقول له: "عدني أرجوك ستسجل، وسنفوز، لن يهزمونا مرة أخرى .. عدني أرجوك ..أنا سأساعدك ونحن سنفوز أليس كذلك؟"، نعم هذا ما سيحدث سنفوز .
في آخر الممر لا يزال الضوء يتسرب من تحت أعتاب باب حجرة المدرب أنطونيو كونتي، إنه في مكالمة عبر اللابتوب مع الرئيس زهانغ في الصين، والرئيس بلغة إنجليزية متوسطة يقول: "لا تقلق، فز غدا، كل شيء على ما يرام، لا شيء سوف يتغير"، يغلق أنطونيو الجهاز ويذهب إلى لوحة ينظر إلى الصور: "إيركسن أو فيدال ؟" يطيل النظر: "غدا سنرى".