في إطار عملية البحث اليومية بين عشرات الصحف العالمية بسبع لغات مختلفة حول أهم ما نشر عن كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر لاحظت أن كلمة (رقص) كانت العنوان المشترك لكل صحف العالم في تعليقها على الفوز الكبير والأداء الممتع لمنتخب البرازيل على حساب كوريا الجنوبية، وتركت كل الصحف صور كرة القدم والأهداف والألعاب المثيرة لتركز فقط على صور احتفالات اللاعبين بالرقص عقب كل هدف.
توقفت عند تركيز الجميع على كلمة رقص وأدركت أن حاسة الصحفي، لا سيما الدارسين والمتخصصين في فنون وعلوم الصحافة والإعلام، تفوقت وبجدارة على لغة كرة القدم وفنونها ومهاراتها عند أصحاب الكلمة والتحليل.. فالصحافة تبحث عن الغريب والمثير والمفاجئ وغير التقليدي، وتنحي جانبًا الأفعال المتكررة حتى ولو كانت رائعة الجمال، ومن ثم أهداف وألعاب البرازيل الممتعة ليست بجديدة على هؤلاء النجوم ومنتخبهم على مر العصور، بينما ما نفذه لاعبو البرازيل من رقصات بعد إحراز الأهداف الأربعة وأغلبها مبتكر كان جديدًا ومثيرًا للغاية.
أترك لغة الصحافة وأساسياتها وأعود إلى منتخب البرازيل لأشير إلى حقيقة ربما لا يرغب عشاق البرازيل في سماعها أو حتى الإشارة إليها، وهي أن الأداء الممتع وحده لا يحقق الكؤوس والألقاب، وبراعة الرقص عند اللاعبين تهز الوسط والرؤوس ولكنها لا تهز الشباك.
ومن يتذكر الأداء المبهر لمنتخب البرازيل في مونديال 1982 مع الأساطير زيكو وسقراط وفالكاو وشيريزو وجونيور وإيدر ثم خروجهم المبكر على يدي باولو روسي الإيطالي يدرك أن الإبداع غير كافٍ إذا لم تتم ترجمته بالأهداف، والصورة المضيئة بل والمبهرة في أضوائها للبرازيل أمام كوريا أخفت سلبية ضخمة لم يتنبه لها كثيرون، وهي عدد الفرص السهلة الضائعة من كل لاعبي البرازيل بلا استثناء.
لا شك أن البرازيل مع فرنسا هما أقوى مرشحين للفوز بكأس العالم 2022.
لكن العبرة بالأهداف وليس بالرقص.
فلننتظر!