جاء إلى قطر لينسى خيبات الأمل السابقة، وينضم إلى مارادونا في قائمة الأساطير، ولكن بدأ ليونيل ميسي كأس العالم قطر 2022 بأسوأ طريقة ممكنة مع المنتخب الأرجنتيني؛ إذ تعرّض لخسارة مفاجئة ومدوّية أمام منتخب السعودية 1-2.
في تاريخه "الحزين" مع كأس العالم، كتب ميسي صفحة مظلمة جديدة اليوم الثلاثاء في ملعب لوسيل، رأى المشاهدون من جميع أنحاء العالم عرض متفاوت للبرغوث الأرجنتيني كان فعالا فيه تارة وشبحاً لنفسه طوراً.
واعترف ميسي أن الخسارة التي تلقاها منتخب بلاده تشكل "ضربة قاسية" و"هزيمة مؤلمة"، وفق تصريحاته في المنطقة المختلطة لاستاد لوسيل. إذ قال: "إنها ضربة قوية للغاية، وهزيمة مؤلمة، لكن يجب أن نستمر في ثقتنا بأنفسنا، هذه المجموعة لن تستسلم. سنحاول التغلب على المكسيك".
ميسي: الآن علينا أن نظهر أننا مجموعة حقيقية
في الشوط الأول، منح ميسي منتخب الأرجنتين الأسبقية مفتتحاً التسجيل من ركلة جزاء في الدقيقة العاشرة، بعد خطأ ارتُكب على لياندرو باريديس.
وبعدما انبرى إلى الركلة بنجاح، انضم ميسي إلى نادي اللاعبين الذين سجلوا هدفًا واحدًا على الأقل في أربع نسخ مختلفة من كأس العالم (2006، 2014، 2018، 2022).
وسبق أن حقق هذا الإنجاز اللاعبان الألمانيان أوفه زيلر (1958، 1962، 1966، 1970) وميروسلاف كلوزه (2002، 2006، 2010، 2014)، والبرازيلي بيليه (1958، 1962، 1966، 1970)، والبرتغالي كريستيانو رونالدو (2006، 2010، 2014، 2018).
ويملك رونالدو، منافسه اللدود على مدى العقدين الماضيين، الفرصة يوم الخميس للانفراد بالرقم القياسي، والتسجيل في خمس نسخ مختلفة عندما يواجه منتخب بلاده منتخب غانا.
كابوس الشوط الثاني لميسي أمام السعودية
اختلفت الظروف بعد الهدف، حيث حضر ميسي جسديًا، لكنه غاب بالفعالية، واتسمت تحركاته بالهدوء الشديد. وبعد حوالي 10 دقائق من الهدف الأول، مُنع مهاجم باريس سان جرمان الفرنسي من تسجيل هدف ثان بداعي التسلل. ومن هناك، تحولت المباراة إلى كابوس مطلق لنجم برشلونة الإسباني السابق.
في بداية الشوط الثاني، فقد ميسي الكرة في خط الوسط؛ نتيجة الضغط الفعال الذي اعتمده السعوديون، وخوّلهم تسجيل هدف التعادل في الدقيقة (48).
ومن ثمّ انتزعت السعودية التقدم بهدف رائع من سالم الدوسري في الدقيقة (53)، ليصاب ميسي بنكسة واضحة، حيث عجز عن حفظ ماء وجه بلاده بالمساهمة في هدف التعادل على الأقل.
وبدا ميسي متأثرًا؛ لأنّه لم ينجح في تنفيذ ركلة حرة بشكل يهدّد مرمى الحارس السعودي محمد العويس قبل 10 دقائق من نهاية الوقت الأصلي، ولم تتمكن رأسيته من إدراك التعادل بعد 4 دقائق.
قد تكون كأس العالم 2022 الخامسة والأخيرة لميسي (35 عامًا)، لكنه لم ينجح أبدًا في أن يكون حاسمًا في المباريات المصيرية، وأبرز مثال على ذلك هو نهائي مونديال البرازيل 2014 أمام ألمانيا (0-1 بعد التمديد)، في المرة الأقرب التي وصل إليها اللاعب من معانقة المجد العالمي.
وفي سبع مباريات كان فيها منتخب بلاده مهدداً بالخروج، لم يسجل أي هدف، وهي علامة لافتة، ومؤشر حول تأثيره في اللحظات الكبرى.
وقد عانى ميسي باستمرار من المقارنات الدائمة مع الأسطورة دييغو مارادونا، معبود شعب كامل وبطل العالم 1986، وربما شعر ببعض الراحة عندما فاز مع المنتخب الأرجنتيني مرة واحدة فقط بكأس أمريكا الجنوبية (كوبا أمريكا) عام 2021، والنهائي الفخري "لا فيناليسيما" بين بطل أوروبا وبطل أمريكا الجنوبية في حزيران/يونيو الماضي ضد إيطاليا (3-0)، حيث اختير رجل المباراة، فظنّ أنّ مونديال قطر قد يكسر لعنته، لكنّ الظهور الأول لا يبدو مشجعًا.
وتبقى للمنتخب الأرجنتيني مباراتان ضمن المجموعة الثالثة؛ الأولى أمام المكسيك يوم 26 نوفمبر/ تشرين الثاني، والثانية ضد بولندا يوم 29 من الشهر نفسه.