سوزان الداعوق
يُعد البريطاني لويس هاملتون واحداً من أعظم السائقين في تاريخ الفورمولا وان، وهو ثاني أكثر المُتوَّجين بلقب البطولة بست مرات بعد الأسطورة مايكل شوماخر، أسهم بتحقيق فريق مرسيديس لقب الصانعين 6 مرات، وحقق 84 انتصاراً في الجائزة الكبرى، واعتلى منصة التتويج 151 مرة، كما أنه يحمل الرقم القياسي بعدد النقاط خلال مسيرته بمجموع 3431 نقطة، وكذلك في الموسم بـ 413 نقطة، وهو أكثر سائق يحقق مركز الانطلاق الأول بـ 88 مرة.
في أول موسم له في الفورمولا وان عام 2007، أنهى هاملتون الموسم في مركز الوصافة، ليمدد عقده مع ماكلارين بملايين الدولارات حتى عام 2012، ويُتوَّج بلقب البطولة في الموسم التالي، ويصبح أصغر بطل في تاريخ سباقات الفورمولا وان، قبل تحقيق الألماني سيباستيان فيتيل لقب موسم 2010، كما بات هاملتون أول بريطاني يفوز ببطولة العالم منذ أن فعلها دامون هيل عام 1996.
وُلِد هاملتون من أم بريطانية بيضاء تُدعى كارمن وأب بريطاني أسود اسمه أنطوني هاملتون، وينحدر من جزيرة غرينادا الواقعة في البحر الكاريبي؛ حيث هاجر جده إلى بريطانيا في الخمسينيات، وعمل في نظام مترو أنفاق لندن. ويُعد لويس أول سائق من البشرة السمراء يشارك في السباقات، ونتيجة لذلك تعرض للإساءة العنصرية طوال مسيرته المهنية، ما جعله ينتقد السياسية العنصرية المتغلغلة في السباقات، ويدعو إلى تنوع أكبر في الرياضة.
أخذ لويس دروساً للتدرب على الكاراتيه في سن الخامسة من أجل الدفاع عن نفسه بسبب تعرضه للتنمر في المدرسة. وعاش مع والدته حتى بلغ 12 سنة، نظراً لانفصال والديه وهو في عمر السنتين، ثم انتقل للعيش مع والده وزوجته وأخيه غير الشقيق نيكولاس وهو سائق سباقات محترف. اشترى له والده سيارة يتحكم في قيادتها عندما كان يبلغ 6 أعوام، ومن هنا نما عنده حب السباق. وقد تدرّب لويس على سباقات السيارات الكارتينغ مع نيكو روزبيرغ، زميله المستقبلي في فريق مرسيديس للفورمولا وان، وأنهى بطولة منظمة الإذاعة البريطانية للسيارات العام التالي في المركز الثاني.
وعده والده أن يدعمه في السباقات طالما يدرس بجهد في المدرسة، ومن أجل ذلك استقال من مركزه؛ إذ كان مديراً لتكنولوجيا المعلومات، وأصبح مقاولاً، وكان يعمل أحياناً في 3 وظائف ويحضر جميع سباقات ابنه، ليؤسس أنطوني فيما بعد شركته الخاصة للكمبيوتر ويتابع ابنه في السباقات، لكن لويس أنهى علاقة العمل مع والده عام 2010. وقد مارس لويس الكريكيت وكرة القدم في المدرسة إلى جانب زميله الدولي الإنكليزي آشلي يونغ، وهو يشجع فريق آرسنال، ويرى أنه يمكن أن يحترف رياضة كرة القدم أو الكريكيت، في حال عدم نجاحه في الفورمولا وان.