ظفر الله المؤذن
أعلن الاتحاد الإسباني لكرة القدم في 12 حزيران/ يونيو 2018 إقالة المدرب لاروخا غولان لوبيتغوي قبل أيام من انطلاق المونديال الروسي، وعندما يُذكر السبب يبطل العجب! فقد أُقيلَ لوبيتغوي بسبب إعلان نادي ريال مدريد التعاقد معه لمدة ثلاثة مواسم، ولم يذهب لوبيتغوي إلى موسكو، واستُبدِل به اللاعب السابق لريال مدريد فرناندو هييرو.
قاد لوبيتغوي نادي إشبيلية لتحقيق لقب الدوري الأوروبي للمرة السادسة في تاريخه بعد الفوز على إنتر ميلان (تابع تفاصيل المباراة)، وقد وُلِد في أحد الأرياف في منطقة "الباسك "، وبدأ حياته حارس مرمى مع نادي سوسيداد، ودافع عن ألوان أندية عديدة؛ منها ريال مدريد وبرشلونة ولاس بالماس ورايو فاليكانو، ولعب 317 مباراة ليعتزل اللعب في عام 2002، ويبدأ مسيرته مدربا مساعدا في عام 2003 في منتخب إسبانيا تحت 17 عاما، وذلك قبل أن يدرب لموسم واحد في ريال مدريد في فريق الرديف.
وكانت للمدرب لوبيتغوي تجربة أخرى مع المنتخبات الإسبانية الشابة ليعمل حتى 2014، وعندها انتقل للعمل في البرتغال ليدرب نادي بورتو البرتغالي، وفي تجربته البرتغالية ضم 7 لاعبين إسبان؛ ما جعله هدفا لانتقادات الصحافة البرتغالية. وبعد موسم واحد عاد إلى إسبانيا لينضم للجهاز الفني لمنتخب لاروخا، وفي 2018 تولى قيادة ريال مدريد ومعه سجل أسوأ نتائج النادي الملكي، قبل أن يحل ركب الفرنسي زين الدين زيدان. وفي 5 حزيران / يونيو عُيِّن مدربا لفريق إشبيلية، ووعد منذ اليوم الأول بتحقيق الإنجازات، وقدم موسما كبيرا نافس خلاله الريال وبرشلونة وأتلتيكو.
وأوفى لوبيتغوي بوعوده في أمسية رائعة غابت عنها الجماهير بداعي جائحة كورونا بملعب كولن، عندما قاد إشبيلية بفريق شاب ومتجانس إلى اللقب الأوربي السادس على حساب أحد عمالقة الكرة الإيطالية نادي إنتر ميلان. بذلك يكون إشبيلية قد ضرب أكثر من عصفور بحجر واحد؛ حفظ ماء وجه الكرة الإسبانية التي شهدت سقوط الكبار الثلاثة وهم ريال مدريد وبرشلونة وأتلتيكو مدريد، ثم الفوز باللقب للمرة السادسة في تاريخه بعد أن خاض 6 نهائيات.
سيكون إشبيلية أيضا مع موعد مع لقب آخر وهو كأس السوبر الأوروبي مع الفائز بدوري الأبطال، إما بايرن ميونيخ وإما باريس جيرمان في 13 سبتمبر/ أيلول المقبل.. هذه قصة لوبيتغوي الذي فشل مع الريال، ونجح مع إشبيلية.