بمناسبة مباراة الكلاسيكو بين ريال مدريد وبرشلونة الأحد 20 مارس/ آذار، ضمن المرحلة الـ29 من الدوري الإسباني لكرة القدم في ملعب "سانتياغو برنابيو"، اختبر معلوماتك التاريخية، واسأل نفسك، ما سر تسمية ألقاب مشجعي الفريقين؟ فأنصار برشلونة يُعرفون باسم "كوليز- Cules" ويقابله اصطلاحًا "الفايكنج - Vikingos" لدى مشجعي فريق ريال مدريد.
من المعروف أن الجماهير جزء لا يتجزأ من الزخم الهائل الذي لطالما حظيت به مباريات الكلاسيكو عبر التاريخ، ولعل المناوشات والمنافسة بين مشجعي الفريقين عبر العالم وليس إسبانيا فحسب، أكسبت الكلاسيكو ميزة في عصر شيوع الإنترنت وما ينشره المستخدمون عبر المنصات المختلفة، دعونا نتعرف إلى سر تسميات جماهيري ريال مدريد وبرشلونة.
الكوليز.. كيف استخدم مشجعو برشلونة الإهانة للتعبير عن الفخر؟
في الإسبانية تعني كلمة كوليز "مؤخرات"، ومع أن الاسم قد يبدو مهينًا للوهلة الأولى، فإنه يحمل في طياته فخرًا لدى جماهير برشلونة، الذين حوّلوا الاسم من مجرد سخرية من خصومهم، إلى اعتزاز خاص لدى الكتالونيين، فكيف ذلك؟
بعد تأسيس برشلونة عام 1899 استأجر الفريق ملعب "Velódromo de la Bonanova" بإقليم كتالونيا، ليخوض مبارياته على أرضيته بالمشاركة مع نادي "FC Catalán" الذي تأسس بعد برشلونة بأشهر قليلة.
تناوب الناديان، اللعب في أرضية الملعب المذكور، وجذب برشلونة بالتحديد أنظار المشجعين ليوسّع شعبيته بين محبي كرة القدم في إقليم كتالونيا. وخلال هذه الفترة تنقّل النادي بين عدّة ملاعب بالنظر إلى عدم امتلاكه ملعبًا خاصًا.
لعب برشلونة خلال 10 سنوات بعد تأسيسه في 5 ملاعب مختلفة، لكنه استقر أخيرًا في عام 1909، بعد أن اشترى قطعة أرض في مقاطعة كالي دي لا أندستريا، وبنى ملعبًا خاصًا أسماه حينها "La Escopidora".
لم يكن الملعب الجديد كبيرًا بما يكفي، واقتصر على 6 آلاف مقعد، وفي الجانب الآخر تزايدت شعبية برشلونة بما لا يتناسب مع سعة ملعب "La Escopidora"؛ لذا اعتاد المشجعون الجلوس على السور الذي يحيط بالملعب، ولحسن حظهم لم يكن عاليًا.
في أيام المباريات، وإذا ما مررت بجانب ملعب برشلونة، يمكنك رؤية مؤخرات الجماهير الجالسة على السور، من هنا أتت تسمية "كوليز– Cules" وتوارثتها الأجيال فيما بعد، بيد أن هذا اللقب ورُغم فظاظته، فإنه ظل مصدرًا للفخر لدى جماهير برشلونة.
الفايكنج.. عندما استعان سانتياغو برنابيو بمقاتلي اسكندنافيا
طبقًا لرواية يومية "آس" الإسبانية، فإن بداية ارتباط لقب "الفايكنج" بجماهير ريال مدريد جاء عبر الرئيس الأسطوري للنادي، سانتياغو برنابيو في أوائل سبعينيات القرن الماضي.
الاعتقاد السائد أن جماهير أتلتيكو مدريد أطلقت هذا اللقب على مشجعي الريال، بعد ميل الرئيس برنابيو إلى التعاقد مع اللاعبين الاسكندنافيين من الدنمارك والسويد، لمواجهة سيطرة بايرن ميونيخ وأياكس على البطولات الأوروبية في ذلك الوقت.
في غضون 4 سنوات، تعاقد ريال مدريد مع عدد كبير من اللاعبين الاسكندنافيين ذوي البشرة البيضاء والشعر الأشقر، الذين يشبهون مقاتلي "الفايكنج" التاريخيين في منطقة شمال أوروبا بالعصور الوسطى، من هنا بدأت سخرية جماهير الأتلتي.
شاع اللقب بعد تطور الصحافة، واستخدمه صحافيون محسوبون على أتلتيكو مدريد، في إشارة إلى أن البذخ والشراهة في الإنفاق من جانب رئيس ريال مدريد، برنابيو، من دون الحصول على نتائج ملموسة أو بطولات على المستوى الأوروبي.
بين عامي 1974 و1977 تعاقد ريال مدريد مع نجوم اسكندنافيين وألمان بالجملة، أبرزهم غنتر نيترز من بوروسيا مونشنغلادباخ، وبول برايتنر من بايرن ميونيخ، وهينينغ ينسن وغيرهم، وما أثار جماهير أتلتيكو مدريد أن الوافدين إلى الريال تميزوا بالجنس الأشقر، على نقيض أغلب الأندية الإسبانية آنذاك التي اعتمدت اعتمادًا كليًا على اللاعبين اللاتينيين ذوي البشرة الداكنة والشعر المجعد، فكان المصطلح عنصريًا نوعًا ما أيضًا.
الدنماركي هينينغ ينسن لاعب ريال مدريد السابق (spiegel)