بدا هاري كين أكثر وضوحًا هذه المرة وطلب من إدارة توتنهام هوتسبير الرحيل عن النادي صراحةً، والسبب ستجدونه في مقابلة النجم الإنجليزي قبل 3 أسابيع من الآن، حينما قال إن الفوز بالجوائز الفردية أمر مُميّز، لكنه يفتقر إلى الألقاب الجماعية، فيما اُعتبر وقتها جرس إنذار في قلعة الرئيس دانييل ليفي اللندنية، قبل أن يتحوّل الجرس إلى قنبلة ستنفجر في وجهه لا محالة.
يمضي كين (27 عامًا) موسمه العاشر تواليًا رفقة السبيرز بعد أن تم تصعيده من الأكاديمية إلى الفريق الأول عام 2011، قبل أن يذهب في سلسلة إعارات أشهرها ليستر سيتي، ويستقر في نهاية المطاف لاعب اأساسيا مع المدرب الأرجنتيني القادم من ساوثهامبتون في 2014 ماوريسيو بوكيتينو، ويصبح خلال فترة وجيزة المهاجم الأول للمنتخب الإنجليزي، والفائز بالحذاء الذهبي المحلي في مناسبتين.
مسيرة هاري كين في الملاعب الإنجليزية هائلة بكل ما تحمله الكلمة من معنى بتسجيله 247 هدفًا في عمر لم يتعد 27 ربيعًا، بيد أنها مسيرة منقوصة من الألقاب، هل تتخيلون أن لاعبًا بحجم وقدرات كين لم يفز بأي لقب طيلة مسيرته؟ هذا السبب أرغم الهدّاف التاريخي للبريميرليغ وأسطورة الكرة الإنجليزية ألان شيرار على توجيه رسالة صريحة إلى كين مفاداها "ارحل وفز بالألقاب بعيدًا عن توتنهام".
الوجهة الأنسب بالنسبة لهاري كين من دون شك هي الانتقال إلى مانشستر سيتي، لعدة أسباب منطقية وفنّية وتاريخية.
هُنا الألقاب جميعها
يعيش مانشستر سيتي أزهى فتراته رفقة المدرب الإسباني بيب غوارديولا، حالة النادي بصفة عامة على جميع الأصعدة مستقرة وفي نسق تصاعدي، وعلى الأغلب فإنه سيستمر في احتكار منصات التتويج بإنجلترا لسنوات قادمة إن سار على نفس المنوال، هذه النقطة تجعل سيتي وجهة مفضّلة أكثر من أي نادٍ إنجليزي آخر، المدرب المؤقت لتوتنهام، ريان ميسون، لخّص الحال عندما قال: "مانشستر سيتي يتقدّم علينا بأربع أو خمس سنوات".
تجارب فاشلة للإنجليز
بالنسبة لهاري كين فإن البقاء في إنجلترا أفضل من خارجها، والعلة هي فقر اللاعب الإنجليزي للمرونة والتكيف خارج البريميرليغ والأمثلة تتعدد تاريخيًا، رُغم أن غادون سانشو قد كسر تلك القاعدة مؤخرًا وكذلك زميله في بوروسيا دورتموند جودي بيلينغهام، لكن مع ذلك فإن أندية إنجلترا لن تسمح بفقدان مواهب أخرى.
الهدّاف التاريخي للبريميرليغ
البقاء في إنجلترا وبالتحديد مع نادٍ ذي ترسانة هجومية قاتلة بحكم مانشستر سيتي، سيجعل هاري كين هدّافًا تاريخيًا للدوري الإنجليزي الممتاز عاجلًا أم آجلًا، فهو يحتل حاليًا الترتيب السابع حاليًا على اللائحة برصيد 165 هدفًا، خلف ألان شيرار المتصدر بـ260، ثم الوصيف واين روني 208 أهداف، والثالث أندي كول بـ187 هدفا.. ويفصل كين عن الترتيب الثالث فقط 22 هدفًا!
نعم للتطوير
قابلية هاري كين للتطور أمر مُحبب للغاية لدى المدرب بيب غوارديولا، فهو لا يكف عن تطوير قدرات ووظائف لاعبيه ولنا في جواو كانسيلو أبرز وأحدث مثال بتغيير مراكزه وواجباته أكثر من 3 مرات خلال 90 دقيقة. المدرب البرتغالي جوزيه مورينيو وعد كين بأنه سيطوّره بدرجة كبيرة في بداية الموسم وقد أوفى بوعده ما يدل على استعداد اللاعب للتعلم واكتساب مهارات جديدة، سجّل كين تحت إدارة مورينيو التدريبية 31 هدفًا وصنع 16 أخرى خلال 43 مباراة فقط.
ماكينة ثنائية الدفع
في الأساس تحوّل كين في الموسم الحالي بفضل تعليمات مورينيو، من ماكينة تسجيل أهداف إلى "ماكينة تسجيل وصناعة أهداف". فرأينا اللاعب ينشط معظم أوقات المباراة خارج الصندوق لا داخله كما اعتاد، يربط بين الخطوط بتمريراته القطرية والعمودية، ويصنع أهدافًا ببراعة فائقة، هذه النوعية المتحركة المرنة هي التي يحبذها غوارديولا تمامًا. بالنظر إلى الخريطة الحرارية الموسمية للاعب سنجد أنه يتحرك في كل مكان تقريبًا، قدّم 56 فرصة سانحة للتسجيل، وهو رقم قياسي غير مسبوق في مسيرته.
مقعدٌ محجوزٌ
رحيل سيرجيو أغويرو سيترك فراغًا هائلًا في خط هجوم مانشستر سيتي، فراغٌ لم يستطع غابريل خيسوس ملأه، وسيصعُب على الناشيء ليام ديلاب التعاطي معه، ما أجبر غوارديولا على الزج بفيل فودين وبرناردو سيلفا وحتّى كيفين دي بروين في مركز المهاجم، بينما يشاهدهم خيسوس من مقاعد البدلاء، مركز هاري كين محجوزٌ ولا غبار عليه في تشكيلة مانشستر سيتي، الفريق يحتاج إليه وهو بالتبعية يحتاج إلى الفريق.
تناغم دولي وتحفيز
أثنى هاري كين على المستويات اللافتة لجناح مانشستر سيتي فيل فودين (20 عامًا) في مقابلة مع "بي إن سبورتس" قبل أشهر، وذكر أنه يتطلع للعب معه على مستوى المنتخب الإنجليزي، سيحبذ غوارديولا كثيرًا أن يمتلك ثنائيًا هجوميًا متناغمًا في الفريق والمنتخب على حد سواء. فودين نفسه سيكون حافزًا لكين كي ينتقل إلى سيتي، بالنظر إلى أن اللاعب المراهق يمتلك 3 ألقاب للبريميرليغ و4 في كأس الرابطة في هذا العمر الصغير، مقابل "صفر" ألقاب لنجم توتنهام.