يحلو للكثيرين من عشاق كرة القدم العربية، لا سيما في مصر والسعودية، عمل المقارنات بين منتخبهم وبين نظيره المغربي، الذي حقق الإعجاز في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، ببلوغه الدور نصف النهائي، كأول فريق عربي أو أفريقي يبلغ ذلك الدور الرفيع.
ويتساءلون في كل الدول العربية: لماذا المغرب؟ كيف حقق المغرب ما عجزت كل الدول الأخرى عن تحقيقه في مشاركاتها المتتالية في كأس العالم، منذ ظهور مصر عام 1934 في النهائيات الثانية، في إيطاليا، وحتى المشاركة الرباعية للمغرب وتونس من أفريقيا والسعودية وقطر من آسيا، في نهائيات 2022؟
ما الذي انفرد به المغرب، ولم تتمكن كل المنتخبات الأخرى من الوصول إليه؟
ببساطة شديدة.. "الإخلاص"، كل من يعمل في كرة القدم في المغرب يخلص لعمله أولًا، ولبلده ثانيًا، وهو ما يتجلى في كل القرارات والبطولات والأفعال التي تتم محليًا قبل قاريًا ودوليًا.
الكل في المغرب يسعى لانتصار الكرة المغربية أولًا، المنتخبات ثم الأندية، ليرتفع علم المملكة المغربية عاليًا بغض النظر عن اسم ولون من رفعه.
عندما تتابع ما يفعله فوزي لقجع، ممثل المغرب في الاتحاد الأفريقي لكرة القدم، يصيبك الذهول من فرط إخلاصه وتفانيه لجلب كل شيئ لبلده، دون النظر إلى اللوم، وربما الإهانات التي ستُوجه له من الخارج.
وعندما ترى المسابقات المحلية في المغرب، والقدر العالي من العدالة والتنظيم والاحترام هناك، تتأكد أن المسؤولين في الجامعة المغربية يستحقون بجدارة ما وصلوا إليه.
المغرب، وإن كان هو الطرف الأكثر غربًا من الوطن العربي، فإنه، وبجدارة، القلب النابض بالعدالة والإخلاص في المحيط الرياضي لا سيما الكروي.
هنيئًا للعرب.. ولعل الباقين يتعلمون.