أيام قليلة ويُسدل الستار على نهائيات كأس العالم قطر 2022.. بطولة تاريخية شهدت العديد من المفاجآت، وحملت الكثير من الأرقام المميزة، وعرفت انتصارات تاريخية لمنتخبات يُقال عنها "صغيرة"، لكنها قهرت الكبار، فيما يكمن الحدث الأكبر في تأهل المنتخب المغربي إلى نصف النهائي، والمشوار لا يزال أمامه.
وتُقام يوم غدٍ الثلاثاء أولى مباراتي نصف النهائي، بين الأرجنتين وكرواتيا، في حين سيلاقي المنتخب الفرنسي نظيره المغربي يوم الأربعاء القادم، في نصف النهائي الثاني، قبل خوض المباراة النهائية يوم الأحد 18 ديسمبر/ كانون الأول، الذي يصادف اليوم الوطني لقطر، ويومها تحديدا سنتعرف إلى هوية البطل؛ فإما الأرجنتين أو المغرب أو فرنسا أو كرواتيا.
ورغم كثرة المفاجآت والأحداث المثيرة التي عشناها على مدار الأيام الماضية، فإن مونديال قطر لم يبح بعد بكامل أسراره، فالمباريات المتبقية ستعرف تحطيم بعض الأرقام القياسية، ناهيك عن مباراة النهائي التي ستشهد لا محالة حدثا مهما وتاريخيا، مهما كانت هوية المتوج باللقب، فـ"لغز الأول" سيقول كلمته في النهاية.
ونرصد في هذا التقرير من "winwin" جميع السيناريوهات المحتملة لصاحب اللقب، الذي سيسجل في كل الأحوال رقما مميزا في مونديال قطر، وحدثا تاريخيا مرتبطا بإنجاز سيكون الأول من نوعه.
المغرب.. أول كأس عالم في تاريخ "الأسود" والعرب وأفريقيا
يملك المنتخب المغربي حظوظا في التتويج بلقب كأس العالم، مثله مثل فرنسا والأرجنتين وكرواتيا؛ إذ لا يقل ممثل العرب المتبقي في المونديال شأنا عن بقية المنتخبات المذكورة آنفا، فهو الذي قهر بلجيكا وتصدر مجموعته في الدور الأول، قبل الإطاحة بالمنتخب الإسباني في دور الـ16، ثم البرتغال في الدور ربع النهائي.
وسيكون تتويج المغرب بكأس العالم، إن تحقق، هو الأول من نوعه في تاريخ "أسود الأطلس"، والكرة العربية والأفريقية، بعدما كان الفريق المغربي "سباقا" بالفعل لكسر حاجز ربع النهائي.
ويسعى المنتخب المغربي لمواصلة كتابة التاريخ في المونديال العربي، بقيادة المدرب ومهندس الثورة الكروية في البلاد، المدرب وليد الركراكي، رفقة مجموعة من النجوم، على غرار حكيم زياش وأشرف حكيمي وسفيان أمرابط وياسين بونو ويوسف النصيري وسفيان بوفال وعز الدين أوناحي، وآخرين.
الأرجنتين.. أول كأس عالم لليونيل ميسي
قد يشهد مونديال قطر حدثا تاريخيا أيضا، يتمثل في إمكانية تتويج أحد أعظم اللاعبين في تاريخ كرة القدم بلقب كأس العالم، ألا وهو الأرجنتيني ليونيل ميسي، وذلك للمرة الأولى في مشوار ميسي المليء بالنجاحات.
وحقق ميسي، نجم باريس سان جيرمان الفرنسي، العديد من الألقاب في مسيرته الكروية خاصة مع الأندية، كما نال مؤخرا لقب "كوبا أمريكا" مع الأرجنتين، ورغم ذلك يبقى سجل ميسي خاليا من بطولة كأس العالم.
ويبحث ميسي بأي ثمن عن أول لقب مونديالي في تاريخه، من خلال نسخة قطر، خاصة أن المونديال القطري يُعد الأخير للاعب صاحب الـ34 عامًا في نهائيات كأس العالم، وفق ما صرح به اللاعب نفسه قبل انطلاق الدورة، قائلا: "كأس العالم في قطر ستكون الأخيرة لي، وذلك بحكم عامل السن".
وبالرغم من أنها نزلت كالصاعقة على عشاق "البرغوث"، فإنها كانت بمثابة حافز كبير لزملائه في منتخب الأرجنتين، الذين يبذلون جهدا كبيرا في سبيل التتويج بالمونديال، والإسهام في جعل ميسي ينهي مسيرته مع المنتخب بلقب تاريخي.
وكانت بداية الأرجنتين سيئة في مونديال قطر، بعد السقوط في أول مواجهة أمام السعودية بنتيجة (1-2)، لكن ميسي وبخبرته الكبيرة تمكن من إعادة منتخب بلاده إلى السكة الصحيحة، من خلال إسهامه الكبير في تحقيق انتصارين أمام المكسيك وبولندا، ليتجاوز الفريق دور المجموعات في الصدارة، قبل الفوز على أستراليا في دور الـ16، ثم هولندا في ربع النهائي.
كرواتيا.. أول كأس عالم في تاريخ المنتخب
حقق المنتخب الكرواتي نتائج طيبة في نهائيات كأس العالم على مر التاريخ، منذ أول مشاركة له في نسخة فرنسا 1998، والتي حقق من خلالها المفاجأة بإنهائه المنافسة في المركز الثالث.
كرواتيا، التي بلغت المباراة النهائية في روسيا 2018 قبل أن تنهزم أمام فرنسا (2-4)، كأفضل إنجاز كروي بالنسبة إليها، تسعى حاليا للصعود إلى منصة التتويج، ونيل اللقب الذي سيكون تاريخيا للبلاد، كونه الأول من نوعه.
وأثبت الكرواتيون، بقيادة جيل من اللاعبين المتميزين يتقدمهم نجم ريال مدريد لوكا مودريتش، أنهم منتخب "صلب ولن يستسلم بسهولة"، والدليل مشوارهم لحد الآن في مونديال قطر، خاصة بعد إقصائهم للمنتخب البرازيلي، أحد أبرز المرشحين لنيل اللقب، في ربع النهائي.
ويبقى المنتخب الكرواتي، بخبرة لاعبيه والاستقرار الفني الذي يعيشه منذ سنوات تحت قيادة المدرب زلاتكو داليتش، أحد المرشحين لمواصلة المشوار المونديالي حتى النهاية، ودخول تاريخ المنتخبات المتوجة بكأس العالم.
فرنسا.. أول منتخب يحافظ على لقبه منذ 60 عاما
قضى المنتخب الفرنسي على "لعنة البطل" التي لازمت العديد من المنتخبات المتوجة بكأس العالم في الأعوام الأخيرة.
ويسير المنتخب الفرنسي المتوج بلقب النسخة الأخيرة في روسيا 2018 في الطريق الصحيح للاحتفاظ بلقبه، بعد بلوغه الدور نصف النهائي في قطر 2022.
ولم يسبق لأي منتخب أن تُوج بلقب كأس العالم في نسختين متتاليتين، منذ فعلها منتخب البرازيل (1958 و1962)، علما أن منتخب إيطاليا يُعد أول من تُوج باللقب العالمي مرتين متتاليتين (1934 و1938).
بالتالي سيصبح منتخب فرنسا "أول منتخب" يُتوج بلقب كأس العالم مرتين متتاليتين منذ 60 عامًا، شريطة تتويجه بلقب المونديال في نسخة قطر 2022.