محمد خيري الجامعي
بدأ اللاعبون العراقيون يفكرون في تغيير وجهاتهم الكروية نحو الدوريات الأوروبية، بهدف صقل مواهبهم والتمرس على نسق الضغط العالي للمباريات، والاحتكاك باللاعبين الكبار في خطوة تعكس التوجه الجديد للمواهب الصاعدة، التي تريد نحت مسيرة كروية تتماشى مع تطلعات الجماهير العراقية في تكوين منتخب عتيد يستعيد أمجاده الكروية آسيويا وعالميا، من خلال نخبة من اللاعبين المميزين.
ويعد العراق منجما للمواهب الكروية التي ما فتئت تُبهر الجماهير في الدوري المحلي أو الدوريات الخليجية، لكن غياب النسق السريع، وضعف الرهان في بعض الدوريات العربية، فرض على بعض اللاعبين التفكير مليا في الذهاب إلى أوروبا، بحثا عن المزيد من التألق وإثراء الرصيد الفني والكروي من بوابة التعرف على ثقافات كروية مختلفة تتميز بالاندفاع البدني والقتالية الكروية والانضباط الكروي داخل الملاعب وخارجها.
تخطيط جديد
انتقل اللاعب العراقي مهندي علي الملقب ب"ميمي" إلى الدوري البرتغالي، بعد أن تمت إعارته من طرف نادي الدحيل القطري إلى نادي بورتيمونينسي البرتغالي لمدة 6 أشهر مع خيار شراء عقد اللاعب بعد نهاية فترة الإعارة. وكان العراقي ميمي قد رفض العديد من العروض الخليجية، بعدما أصبح خارج حسابات نادي الدحيل القطري بقرار فني، مفضلا البحث عن تجربة احترافية جديدة في الملاعب الأوروبية.
وبدأ مهند علي مشواره الكروي مع نادي الشرطة عام 2014 وتمت إعاته إلى الكهرباء لموسم 2016-2017، فيما لعب ميمي مع المنتخب العراقي منذ 2017، وتعاقد معه نادي الدحيل القطري العام الماضي لكن تجربته الاحترافية الأولى لم تكن موفقة، لذلك فضل اللاعب الموهوب خوض تجربة أوروبية جديدة، بهدف مواصلة تألقه، وتثبيت نفسه كقيمة كروية عالية الجودة، مع فتح الطريق نحو تجربة أوروبية ثرية في المحطات القادمة.
أول محطة روسية
انتقل لاعب نادي الشرطة والمنتخب العراقي صفاء هادي إلى نادي كريليا سوفيتوف الروسي، وهو أول لاعب عراقي يحترف في الدوري الروسي الممتاز، في تطور ملحوظ عن مدى انفتاح اللاعبين العراقيين على اقتحام أسوار القارة الأوروبية. ويتميز هادي بمؤهلات كروية رائعة جعلته يلفت الأنظار بقوة، حيث بدأ مسيرته الكروية مع فريق أمانة بغداد في عام 2015، ثم انتقل بعد ذلك إلى نادي الميناء ومنه إلى الزوراء، قبل أن ينتقل إلى نادي الشرطة في 2019.
ويعد انتقال هادي إلى الدوري الروسي سابقة عراقية، قد تفتح المجال أمام المواهب الصاعدة للعب في روسيا في حال نجح اللاعب في تقديم مستويات رائعة مع فريقه. ووسع هادي الحضور العراقي في الدوريات الأوروبية، على غرار مهند علي لاعب نادي بورتيمونينسي البرتغالي المعار من نادي الدحيل القطري، وأسامة رشيد لاعب نادي سانتا كلارا البرتغالي، وأحمد ياسين لاعب نادي هكن السويدي.
تجربة ملهمة
يعتبر المدافع العراقي علي عدنان من أبرز اللاعبين العراقيين المحترفين في الخارج، حيث خاض تجربة غير موفقة مع نادي أودينيزي باعتباره أول عراقي يلعب في الدوري الإيطالي، لكن عدنان لم يرمي المنديل وتمت إعارته إلى نادي فانكوفر وايت كابس الكندي، الذي يشارك ضمن منافسات الدوري الأمريكي للمحترفين، حيث تألق اللاعب بشكل كبير، وصار ركيزة أساسية في الفريق مع دفع النادي لشرائه من أودينيزي بعقد ينتهي سنة 2021، ويصبح المدافع الأعلى أجراً في تاريخ الدوري الأمريكي.
وحتى لو كانت التجربية الأوروبية فاشلة، على غرار تجربة علي عدنان، فإنها تبقى بوابة للذهاب نحو دوريات قوية أكثر تنافسية، لذلك سيكون المنتخب العراقي لكرة القدم أبرز المستفيدين من التجارب الاحترافية الأوروبية لبعض اللاعبين، الذين أصبحوا يفكرون في الجانب الكروي أكثر من المالي، وذلك باختبار وجهات تضمن الرفع من مستوى اللاعبين في مناخ يزخر بالعقلية الاحترافية.