ظفرالله المؤذن
لم يكن أشد المتفائلين يتوقع أن يصبح كيليان مبابي لاعبا عبقريا، ومن المفارقات أنه ولد في ديسمبر من عام 1998 أي بعد خمسة أشهر من فوز فرنسا بأول لقب لها في بطولة كأس العالم، مفارقة أخرى هي أن مبابي فاز بكأس العالم في موسكو 2018 مع المنتخب الفرنسي وعمره يبلغ عشرين عاما. وكان مبابي محظوظا بأنه عاش في مدينة تتنفس كرة القدم، وهي إمارة موناكو التي يعشق سكانها ممارسة الرياضة الشعبية الأولى.
بدأت علامات النبوغ تظهر على كيليان في حي "بوندي" الباريسي المكتظ بالمهاجرين. وبالتحديد في أكاديمية الشباب قبل أن ينتقل إلى موناكو ليشارك ولأول مرة مع نادي الإمارة في عام 2015. وساهم مع موناكو في كسر احتكار باريس سان جيرمان بفوزه باللقب في عام 2016. ورغم صغر سنه إلا أن عيون الكشافين كانت ترصده، ووضع باريس سان جيرمان نادي العاصمة الثري يده على الدجاجة التي تبيض ذهبا عندما تعاقد معه على سبيل الإعارة مع بند إمكانية بيع عقده مقابل 180 مليون يورو ليصبح أغلى مراهق في التاريخ .
أصبح مبابي يصنف في خانة أبرز نجوم الكرة في العالم وهو في التاسعة عشرة وبدا مرشحا للمنافسة على جائزة الكرة الذهبية فرانس فوتبول وجوائز أخرى وحقق لقب جائزة أفضل لاعب صاعد من المجلة الفرنسية الشهيرة. حقق مبابي كل ما يصبو إليه مع باريس سان جيرما من ألقاب محلية لكن سجله ما زال خاليا من دوري الأبطال.
ملك الكرة العالمية الأسطورة بيليه قال: "مبابي يشبهني في كل شيىء وسيكون له شأن كبير وفعلا لم يخيب مبابي توقعات بيليه بفوزه بكأس العالم. وفي السادسة من عمره بدأ مبابي يتلقى التدريبات مع نادي "إس بوندي" تحت قيادة والده ولفريد الذي قال عنه: "مبابي كان مختلفا عن اللاعبين الآخرين. يتميز بالسرعة وبالمهارات العالية لدرجة أنه كما قال يوهان كرويف يمكنه أن يراوغ لاعبين في علبة كبريت. ويضيف والده: لم أشك لحظة واحدة في أن كيليان سيكون عبقريا.
تضحيات مبابي
في مقابلة مع مجلة تايم عام 2018، تحدث مبابي عن التضحيات التي قام بها في سن المراهقة من أجل تطوير نفسة في كرة القدم، حيث قال: "لم تكن لدي لحظات ما يسمى بالناس العاديين خلال فترة المراهقة، مثل الخروج مع الأصدقاء والاستمتاع بأوقات جيدة". ويعيش مبابي الآن الحياة التي كان يحلم بها، حيث أصبح لديه أكثر من 20 مليون من متابع على إنستغرام. وقال إن حياته قد انقلبت رأسا على عقب منذ دخوله لعالم الشهرة".
في عام 2017 تعاقد مبابي مع واحدة من أكبر الشركات المتخصصة في الملابس الرياضية والمعدات ليروج منتوجاتها وخاصة أحذية كرة القدم. وحصل مبابي على أفضل تصنيف عالمي في الترويج بعد كريستيانو رونالدو وميسي . كما ساهم مبابي في ألعاب الفيديو على "البلايستيشين "ونجحت العملية الترويجية لتدر على مبابي إيرادات عالية. ولد كيليان في عائلة رياضية، فوالدته فايزة لعماري وهي من أصول جزائرية كانت لاعبة كرة يد، أما والده فهو من أصول كاميرونية واسمه ولفريد ويعمل مدربا، بينما شقيقه كيمبو إيكوكو لاعب كرة محترف.