بدأ القطري ناصر الخليفي أولى خطوات تكوين فريق الأحلام مع نادي باريس سان جيرمان الفرنسي، أو ما يُعرف باسم "الغلاكتيكوس" الذي دشّن منه نظيره في ريال مدريد فلورينتينيو بيريز فريقين، الأول مع بداية الألفية الجديدة بانتداب زيدان والظاهرة رونالدو وبيكهام وفيغو، والثاني عند التعاقد مع رونالدو في 2009 مع بنزيمة وكاكا وأوزيل والبقية.
إشارات الغلاكتيكوس
يمكن القول إن تحركات الخليفي مع مديره الرياضي البرازيلي ليوناردو في نافذة الانتقالات الحالية، توحي بأن الغلاكتيكوس الباريسي قادم لا محالة الموسم المقبل، وأنه مع انقضاء 10 سنوات من الإدارة القطرية في عاصمة الأنوار، فإن المشروع هذه المرّة يبدو أكثر جدّية وشراسة، فبعد خسارة نهائي الأبطال 2020 والإقصاء من نصف النهائي في 2021، وفقدان لقب "الليغ 1" لصالح ليل، فإن باريس سيكشّر عن أنيابه.
مرونة في الميركاتو
سياسة باريس سان جيرمان تغيّرت جذريًا في السوق الحالية عطفًا على الظروف الاقتصادية السيئة وتحاشيًا للوقوع تحت طائلة قواعد اللعب المالي النظيف مُجددًا، فاتجه النادي للبحث عن الصفقات المجّانية ذات الفائدة المرتفعة أسوة بيوفنتوس مع بيبي ماروتا وحتّى برشلونة حاليًا الذي جلب ديباي وأغويرو وغارسيا بصفر تكلفة.. الناظر إلى الصفقات الباريسية سيستنتج شيئين.
مميزات صفقات باريس
الميزة الأولى أنها ذات قيمة مرتفعة مثل الهولندي جورجينيو فاينالدوم والمدافع الإسباني سيرخيو راموس والحارس الإيطالي جيانلويجي دوناروما، ثلاثتهم نجوم من الصف الأول. والثانية أن جميعهم يتسمون بالخبرات والتجارب، هذه النقطة بالتحديد يفتقدها باريس في الفريق الحالي "عناصر الخبرة".. بل حتّى أن الصفقة المُكلّفة أشرف حكيمي (60 مليون يورو) يجمع بين الميزتين، والأدهى أن كلا من راموس وفاينالدوم وحكيمي قد سبق لهم الفوز بدوري أبطال أوروبا.
خطوات المشروع الباريسي
لتكوين فريق قوي، فإنه ينبغي الإبقاء على اللاعبين المتميّزين وتدعيمهم بآخرين أكثر تميزّا، وهو ما يفعله باريس بحذافيره، الإبقاء على رأس المشروع المدرب ماوريسيو بوكيتينو وتأمينه من مطامع توتنهام، إضافة إلى مبابي ونيمار وفيراتي ودي ماريا كانت النقطة المفصلية في الأمر.. تجديد نيمار أغلق باب عودته إلى برشلونة نهائيًا، فيما ضمن النادي بقاء مبابي على الأقل موسما واحدا للاستفادة من خدماته إلى حين إيجاد بديل، حال رغب في الأساس في المغادرة.
بعد الإبقاء على الحرس القديم من اللاعبين، والحفاظ على الرأس المُدبّر بوكيتينو، وانتداب صفقات بعينها يحتاجها النادي، فإن الشروع في المشروع هو المرحلة التالية في النادي الباريسي.. المعسكر الإعدادي للموسم الجديد سيُظهر لنا كيف سيلعب المدرب الأرجنتيني وأي العناصر سيعتمد عليها، وما هي خططه وتكتيكاته، وينبغي الإشارة إلى أن قائمة باريس حال إتمام الصفقات الأربع، وهو أمر مفروغ منه، ستكون ثاني أغلى قائمة في أوروبا بعد مانشستر سيتي.
ما خطة باريس الموسم المقبل؟
نظرة سريعة على سوق انتقالات باريس ستوضح أن الرسم التكتيكي سيصير على الأغلب 3-5-2 أو مشتقّاتها، فأشرف حكيمي لا يجيد سوى اللعب في منتصف الملعب بوجود 3 مدافعين، هو أقرب إلى الجناح منه كظهير، فيما انتداب راموس ودفع راتب ضخم له مع ركنه على مقاعد البدلاء ليس أمرًا منطقيًا، بل إن راموس سيكون ثالث المدافعين إلى جانب كمبيمبي وماركينيوس.
التشكيل المتوقّع للباريسي الموسم المقبل
حراسة المرمى: دوناروما
خط الدفاع: كمبيمبي – راموس - ماركينيوس
خط الوسط: بيرنات – فاينالدوم – فيراتي – باريديس - حكيمي
خط الهجوم: مبابي – نيمار
عمق التشكيلة في باريس سان جيرمان
ما يُميّز باريس سان جيرمان في قائمة الموسم المقبل، أنها تحظى بعمق التشكيلة بدرجة هي الأقوى في تاريخ النادي، فحراسة المرمى مثلا (دوناروما – نافاس – أريولا – ريكو) يمكن للثلاثة الأوائل حراسة عرين أكبر الفرق الأوروبية. في عمق الوسط يمتلك بوكيتينو وفرة هائلة بوجود (فاينالدوم – فيراتي – هيريرا – إدريسا غايا – رافينيا – باريديس – دانيلو بيريرا) سيكون بحاجة لخدمات 3 منهم فقط في التشكيل الأساسي. على طرفي الوسط هناك في اليمين أشرف حكيمي وبديله الشاب المميز داغبا، وفي اليسار خوان بيرنات وبديليه كورزاوا وباكر.
القاعدة الهجومية تتسم بالمرونة والتكيّف مع أي طريقة، فبإمكان نيمار ومبابي اللعب كمهاجم صريح أو مهاجم وهمي أو على الرواقين كأجنحة هجومية أو مركز "10" كصانع ألعاب.. دي ماريا وسارابيا وإيكاردي ثلاثتهم سيكونون أوراقًا رابحة على المقاعد يقدرون على صنع الفارق لحظة إشراكهم.