صرح النجم الإيطالي السابق أنطونيو كاسانو، بأن مشاركة المغرب في مونديال قطر 2022 ستظل راسخة في الأذهان لزمن طويل، وسيذكر مشجعو كرة القدم عبر العالم، أن نهائيات كأس العالم 2022، تميزت بقيادة منتخب المغرب لـ"ثورة أفريقية" خطف بها الأنظار، وفرض نفسه بقوة وصار حديث جماهير الكرة عبر العالم، في ظل مشاركة منتخبات كبرى جاءت إلى كأس العالم معززة بترسانة من النجوم المنتمية إلى أبرز الأندية في الدوريات الأوروبية.
وأوضح كاسانو، الذي تحوّل إلى التحليل الفني للمباريات في القنوات التلفزيونية بعد الاعتزال، أن تألق المغرب في مونديال قطر، يعتبر الحدث الأبرز في نهائيات كأس العالم، وتابع موضحا في بث مباشر على منصته الخاصة على الإنترنت متسائلاً: "لماذا أعتبر أن المنتخب المغربي هو العلامة المميزة لمونديال قطر؟" قبل أن يجيب: "ببساطة لأنه على مدى 100 عام تقريبا، ومنذ أول نسخة من نهائيات كأس العالم، حقق المغرب مفاجأة مدوية لم يسبقه أي منتخب آخر إليها، من خارج المنتخبات الكلاسيكية في أوروبا وأمريكا الجنوبية".
وواصل قائلاً: "انتبهوا معي، فالمغرب في دور المجموعات تمكن من تجاوز بلجيكا، ثم أطاح بالمنتخب الإسباني العتيد في دور ثمن النهائي، قبل أن ينهي مسار البرتغال في دور الربع، نعم ثلاث منتخبات دخلت المنافسات كمرشح للفوز باللقب العالمي، وهذا أمر فيه نوع من الإعجاز حقا، لا أحد كان يراهن ولو بنسبة واحد في المائة أن المغرب قد يفعل ذلك ويطيح بهذه المنتخبات الكبيرة في طريقه نحو نصف النهائي، ولذلك فهو يستحق الكثير من الإشادة وما بلغه اليوم جاء عن جدارة واستحقاق".
وتحدث كاسانو الذي لعب للمنتخب الإيطالي، ولعدة أندية في الكالشيو وعلى رأسها روما وإنتر وميلان، عن إعجاز آخر قام به المغرب ممثلا في مديره الفني وليد الركراكي، الذي لم يتسلم قيادة الطاقم التقني للأسود سوى قبل ثلاثة أشهر فقط قبل انطلاق المونديال، واستطاع خلق ثورة في عالم كرة القدم الأفريقية ورفع سقف طموحات وأحلام منتخبات القارة السمراء.
وأضاف: "الركراكي لا يملك أي تجربة رفقة المنتخبات ولم يشارك في أي بطولة مجمعة من قبل، سواء عالمية أو قارية، إنه لأمر مذهل، خرافي، شيء لايصدق ويدعو للجنون حقا، جميع الناس في العالم أحبّ هذا المنتخب، وبالنسبة لي نجوم المنتخب المغربي في المونديال هم حكيم زياش وأشرف حكيمي ونور الدين أمرابط والحارس ياسين بونو وزميله في إشبيلية يوسف النصيري، وعز الدين أوناحي".
وأردف: "إنهم يلعبون في أندية ودوريات مختلفة، ولكننا عندما شاهدناهم في المونديال، انتابنا شعور أنهم يلعبون في فريق واحد، بالنظر للانسجام والتلاحم والتفاهم الشديد بينهم جميعا، وفي نظري هذه كأس عالم المغرب، وسنتذكرها بعد سنوات بأنها الدورة التي قاد فيها المغرب ثورة أفريقيا في المونديال".
وقدم أسود الأطلس مسارا متميزا في المونديال القطري، الذي اختتم أمس الأحد بتتويج الأرجنتين على حساب فرنسا، وبلغ المنتخب المغربي دور نصف النهائي على حساب المنتخب البرتغالي الذي واجهه في دور الربع، وقبله إسبانيا في دور ثمن النهائي، علما أن المغرب تصدر المجموعة السادسة في الدور الأول متفوقا على منتخبات كرواتيا وبلجيكا وكندا.
ولعب المغرب سبع مباريات في مسابقة كأس العالم قطر 2022، وهو أقصى عدد من المباريات التي يمكن للمنتخبات خوضها في المونديال، ونجح في تسجيل حصيلة تهديفية بلغت تسعة أهداف (ثلاث ضربات جزاء)، بينما استقبلت شباكه خمسة أهداف منها أربعة في المباراتين الأخيرتين أمام فرنسا وكرواتيا اللتين عرفتا غياب محوري الدفاع نايف أكرد وغانم سايس بسبب الإصابة.