"والله والله والله، ده أجمل وأروع من أي استاد في العالم، لا تقولي أوروبا ولا أمريكا".. جملة قالها وكررها بسعادة وفخر المعلق الكروي المصري الشهير مدحت شلبي كثيرًا قبل أن يشرع في تعليقه على أحداث مباراة الزمالك المصري وشقيقه الهلال السعودي التي احتضنها استاد لوسيل المونديالي مؤخرًا.
والحقيقة أن روعة هذا الاستاد العملاق وجماله قد شغلا الملايين من المشاهدين في كثير من الأوقات عن متابعة المباراة رغم إثارتها، ورهان المصريين ومعهم كل الأشقاء العرب على نجاح مونديال قطر حتى قبل انطلاقه بُرهانُ فخامةِ لوسيل".
وأنا أتابع المشهد بكثير من الفخر، عادت بي الذاكرة إجباريًّا إلى ما حدث في 15 مايو 2004، عندما خسرت مصر والمغرب سباق تنظيم مونديال 2010 الذي ذهب وقتها إلى جنوب أفريقيا، ويومها ظن العرب -وبعض الظن إثم- أن تنظيم كأس العالم حلمٌ بات مستحيلًا، قبل أن تتحول الأحلام المستحيلة إلى واقع حقيقي، وتبدلت دموع الحزن إلى دموع الفرح في عيون كل العرب في الثاني من ديسمبر 2010 عندما كشف السويسري جوزيف بلاتر، الرئيس السابق للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، عن فوز قطر بتنظيم مونديال 2022.
واللافت، أن حالة الانبهار التي انعكست في عين كل من شاهد تحفة استاد لوسيل، كانت مصدر إلهام جديد، ودافعًا لبعث الحلم العربي من قبر الذكريات الأليمة، حيث تناقلت وكالات الأنباء العالمية قبل أيام نبأً سارًّا حول وجود دراسة تتم حاليًا بين مصر والسعودية بشأن التقدُّم بطلبٍ لتنظيم مُشترَك برفقة اليونان لتنظيم مونديال 2030.
وأكد هذا الأمر المتحدث الإعلامي لوزارة الشباب والرياضة المصرية الدكتور محمد فوزي في تصريحات لوسائل إعلام مصرية، في الوقت الذي نشر فيه موقع "آرابيان بيزنس" السعودي تقريرًا قبل أيام قليلة قال فيه: "إن الإعلان عن تلك الخطوة قيد التنفيذ في الوقت القريب عقب محادثاتٍ على مستويات حكومية رفيعة المستوى، وتنص بنود الاتفاق على أن تتولى المملكة تكاليف البنية التحتية الخاصة بالبطولة".
وكشف الموقع في تقريره أن المملكة رصدت 40 مليار دولار في حال الفوز بالاستضافة، لتحديث وتطوير البنى التحتية، بما في ذلك مصر واليونان.
وأتذكر أنني في حوار سابق مع وزير الرياضة المصري الدكتور أشرف صبحي في أثناء تدشين المدينة الرياضية في العاصمة الإدارية الجديدة في مصر قبل شهر واحد، وجّهتُ إليه سؤالًا مُحدَّدًا: "هل هدف مصر تنظيم كأس العالم لكرة القدم أم دورة الألعاب الأوليمبية؟".. لم يتردد الوزير وأجاب بالتأكيد تنظيم كأس العالم سيكون له الأولوية.
ولن أخوض في الحديث عن حجم التحدي الذي سيواجه الحلم العربي الجديد، وأعني حلم مصر والسعودية في استضافة مونديال 2030، في ظل وجود ملف لاتيني يضم 4 دول من قارة أمريكا الجنوبية: "الأوروغواي والأرجنتين وتشيلي والباراغواي"، التي أعلنت قبل سنوات عن ترشيحها المشترَك لتنظيم كأس العالم لكرة القدم عام 2030، والذي يصادف الذكرى المئوية للمونديال الذي أقيمت نسخته الأولى في مونتيفيديو، عاصمة الأوروغواي، العام 1930، لكن يكفيني التأكيد بأن الحلم العربي انبعث من جديد، وهذا بفضل الإلهام القطري.