على مدار 5 سنوات، وعندما كنت أُسأل في أي من البرنامج الرياضية في مختلف الشاشات المصرية والعربية عن فرصة نادي بيراميدز في الفوز بأي بطولة محلية أو قارية، كنت -دائمًا وأبدًا- أجيب بمنتهى الحزم أنه لن يفوز بأي بطولة، وكانت إجابتي دائمًا ما تكون صادمة، خاصة أن هذا النادي يضم نخبة من نجوم الكرة المصرية ويمتلك "اسكواد" أفضل من قطبي الكرة المصرية، الأهلي والزمالك، وهي حقيقه أقر وأعترف بها.
ولكنهم نجوم أضاعوا الشغف في تحقيق البطولات بعد ما فقدوا الظهير الإعلامي والجماهيري، رغم شعار الطموح الذي رفعه المستشار السعودي تركي آل الشيخ، عندما قام بشراء النادي الأسيوطي وحوَّل اسمه إلى "بيراميدز" في عام 2018 كأول نادي استثماري حقيقي في مصر .
وجهة نظري، أن اللاعب الذي يخلع -طواعية- قميص المجد والبطولات ويدير ظهره لبريق النجومية التي حظي ونعم بها لسنوات بفعل الجماهيرية الطاغية لناديه، ولا سيما الأهلي والزمالك، مضحيًا بالبطولات من أجل الأموال، لا يمكن أن يقاتل من أجل تحقيق بطولة لنادٍ لا يمتلك أي جماهيرية ويخوض مبارياته في أجواء سرية ومدرجات خاوية، ولا يتحدث عنه الإعلام إلا عندما يحين موعد مواجهة له مع العملاقين الأحمر والأبيض
وإلا بماذا تفسر فشل نادٍ يضم بين صفوفه نجومًا كانوا حتى الأمس القريب نجوم الشباك في القلعة الحمراء (الأهلي) أمثال: رمضان صحبي الذي غنى ومعه ملايين الأهلاوية في إعلان "ابن النادي" وضحى باستكمال تجربته الاحترافية في الدوري الإنجليزي قبل أن يخدع ناديه في اللحظات الأخيرة.
وهناك أيضًا أحمد فتحي جوكر الكرة المصرية والذي كان في نظر الملايين من جماهير الأهلي المحارب العظيم صاحب الروح القتالية المدهش، وعبد الله السعيد أفضل لاعب كرة في مصر في السنوات الأخيرة، مرورًا بحارس المرمى شريف نجل وحش حراس مرمى الأهلي وأفريقيا، إكرامي، كل هؤلاء النجوم فجأة ضحوا بالماضي والحاضر والمستقبل، وداسوا على النجومية من أجل الأموال.
وعلى نفس الدرب سار نجوم كبار في الزمالك مثل الحارس أحمد الشناوي وعمر جابر وعلي جبر ومصطفى فتحي الذي رحل من القلعة البيضاء للاحتراف في الدوري السعودي عندما عاد إلى وطنه أدار ظهره لناديه وظهر مرتديًا القميص الأزرق .
وفي نهائي كأس مصر، الذي أقيم مساء الإثنين الماضي، راهن الجميع -إلا أنا- على أن بيراميدز على موعد مع تحقيق أول بطولة في تاريخه، وزاد حجم الرهان عندما تقدم على الأهلي بهدف في الدقيقة 72، إلا أن حجم الطموح لدى نجوم الفريق الأزرق كان أضعف من أن يقاوم ويصمد أمام لاعبي فريق مطعّمين بأدرينالين البطولات السحري، وهو أدرينالين "روح الفانلة الحمراء"، الذي يمنح لاعبي الأهلي قوة بدنية وفنية إضافية خارقة في الدقائق وحتى في اللحظات الأخيرة من المباريات البطولية ويحولهم إلى مجموعة محاربين شجعان، وهو ما حدث.
أدرك الأهلي التعادل سريعًا "74" قبل أن يسجل هدف الفوز والتتويج بالبطولة في الوقت الإضافي إثر انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل؛ إذ رفض لاعبو الأهلي بفعل هذا الأدرينالين الاكتفاء بالتعادل والاحتكام لركلات الترجيح.
وهكذا فازت حقيقة الروح على أكذوبة الطموح، وتأكدت حقيقة أخرى هي أن الملايين وحدها لا تصنع البطولات يا "حضرات".