كشف النجم البرازيلي فينيسيوس جونيور، مهاجم ريال مدريد، تفاصيل صادمة خلال شهادته في المحكمة الإسبانية اليوم الإثنين، بشأن الحادثة العنصرية التي تعرض لها في يناير/ كانون الثاني 2023، حين علقت دمية ترتدي قميصه على جسر بالقرب من المدينة الرياضية "فالديبيباس"، قبل مواجهة ديربي العاصمة بين ريال مدريد وأتلتيكو مدريد في كأس ملك إسبانيا.
وأكد النجم البرازيلي في شهادته أن الواقعة تسببت له بصدمة نفسية وشعور عميق بالإهانة، مشيرًا إلى أنه تلقى نبأ الحادثة عبر مواقع التواصل الاجتماعي في وقت مبكر من صباح يوم المباراة، ما جعله يعيش لحظات قلق وخوف على حياته وحياة أسرته.
أمام المحكمة.. فينيسيوس يتحدث عن أسوأ صباح في حياته
وقال فيني: "كان يومًا حزينًا للغاية بالنسبة إلي، لأنني استيقظت صباحًا لأجد دمية معلقة ترتدي قميصي، وتحمل اسمي، وقد عُلقت على أحد الجسور. هذا المشهد أثر في كثيرًا، خاصة أننا كنا نستعد لمباراة مهمة ضد أتلتيكو مدريد. كنت هادئًا للغاية وجاهزًا للمشاركة في اللقاء، لكن عندما رأيت الدمية شعرت برعب حقيقي، ولم أكن أعلم إن كنت أنا أو عائلتي في خطر".
أضاف النجم البرازيلي: "لقد كان ذلك تصرفًا يحمل كل معاني العنصرية والكراهية، سواء تجاهي كشخص أو تجاه نادي ريال مدريد ككيان. أنا مقتنع تمامًا أن لون بشرتي كان سببًا رئيسيًّا لهذا الفعل البغيض، إلى جانب الكراهية الموجهة نحوي ونحو الفريق الذي أنتمي إليه".
وأشار فينيسيوس إلى أن ما تعرض له لم يكن مجرد سلوك عدائي عابر، بل يمثل تهديدًا صريحًا لحياته، معتبرًا أن تلك الرسائل المبطنة تعكس بيئة ملوثة بخطاب الكراهية الذي يجب أن تتم مواجهته بحزم.
وأوضح خلال حديثه أمام القضاة أن فكرة الاستهداف المسبق بهذا الشكل، وتنفيذ الواقعة بهذه الطريقة العلنية، تركت لديه أثرًا نفسيًّا عميقًا ما زال يرافقه حتى الآن.
وتعود تفاصيل الحادثة إلى صباح يوم 26 يناير/ كانون الثاني 2023، حين شوهد عدد من الأشخاص يتوجهون إلى أحد الجسور القريبة من مقر تدريبات ريال مدريد، ثم قاموا بتعليق دمية ترتدي قميص فينيسيوس، إلى جانب لافتة كتب عليها: "مدريد تكره الريال"؛ وبحسب تحقيقات النيابة العامة، فإن الأشخاص الأربعة المتهمين بارتكاب هذا الفعل ينتمون إلى مجموعة ألتراس تُدعى "جبهة أتلتيكو"، وهم الآن يمثلون أمام المحكمة بتهم تتعلق بالتحريض على الكراهية وارتكاب فعل عنصري مشين بحق لاعب محترف.
وتأتي شهادة فينيسيوس في سياق إجراءات قضائية حاسمة تهدف إلى محاسبة المسؤولين عن هذه الجريمة الرمزية، التي أثارت موجة من الغضب والتضامن مع اللاعب على مستوى العالم.
واختتم فينيسيوس شهادته بالتأكيد على أنه سيواصل الدفاع عن نفسه وعن حقوق جميع اللاعبين المعرّضين لمثل هذه الانتهاكات، مشددًا على أن كرة القدم يجب أن تظل فضاءً للسلام والاحترام والمساواة، بعيدًا عن التعصب والعنصرية بكل أشكالها.