عام 1997 توج ريال مدريد الإسباني بلقب بطل الليغا في معقله سانتياغو برنابيو، وبعدها بأشهر بدأ الفريق الملكي رحلته في مسابقة دوري الأبطال والتي توج بلقبها في نهاية الموسم على حساب يوفنتوس الإيطالي.
وفي نفس العام وفي بقعة أخرى مجهولة في القارة العجوز تسمى ترانسنيستريا كانت الولادة لنادي جديد اسمه شيريف تيراسبول صانع المعجزة ليلة الثامن والعشرين من سبتمبر/أيلول في البرنابيو.
كيف وصل شيريف إلى البرنابيو؟
تعتبر ترانسنيستريا الواقعة بين أوكرانيا غربا و نهر دينستر على الحدود المولدوفية شرقا على مساحة 4.163 كلم والتي كانت في يوم من الأيام جزءا من الاتحاد السوفيتي، تابعة إدارياً لمولدوفا لكن واقع الأمر يقول إنها دولة مستقلة عاصمتها تيراسبول لها علمها وعملتها وأوراقها الرسمية الخاصة بها وكل ما ينقصها فقط هو الاعتراف الرسمي.
من هو مؤسس نادي شيريف؟
فيكتور غوشان الشرطي الروسي والذي يقال إنه كان يعمل في المخابرات الروسية كان يقدم الدعم المالي للنادي وبفضل تلك الأموال ظهر شيريف الشركة ومن ثمة الفريق في دور المجموعات لدوري أبطال أوروبا بصفته بطلا للدوري المولدوفي تسع عشرة مرة بداية من العالم 2001.
الفريق التابع للشركة التي تسيطر على 60% من الاقتصاد في الدولة الوهمية اختار لنفسه اللونين الأصفر والأسود وشعار النجمة الذي يمكنك أن تراه في كل مكان في ترانسنيستريا، والمؤسسة التي تحولت إلى حزب سياسي حمل اسم "التجديد " عام 2000 وكسبت 29 مقعدا من أصل 33 في الانتخابات البرلمانية المحلية عام 2005.
النادي الذي يتباهى بمنشآته التي تضاهي ملاعب أياكس أمستردام أحد أعرق معاقل كرة القدم في أوروبا والعالم، والفريق الذي تبلغ قيمته السوقيه 10.38 مليون جنيه إسترليني، عبر النجم الأحمر الصربي وبازل السويسري في رحلته نحو دور المجموعات بين الأبطال، النادي الذي أزعج وجوده النجم الهولندي السابق ديريك كويت والذي صرح بأن ناديا مثل شيريف لا يستحق المشاركة في مسابقة دوري الأبطال وقد أتاه الرد واضحاً وصريحاً.
يتصدر النادي المولدوفي فرق المجموعة الرابعة متفوقا على العريقين الريال الإسباني والإنتر الإيطالي بالعلامة الكاملة من انتصاريين وربما سيكون حصان البطولة الأسود القادم من غياهب الظلمة إلى عالم الأضواء والشهرة ليؤكد حقيقة مفادها.. أن المستحيل كلمة لا وجود لها في عالم كرة القدم.