يعول منتخب فرنسا، حامل لقب مونديال 2018، على سلاح الخبرة لتجنب حدوث مفاجأة جديدة من كتيبة "أسود الأطلس" بعدما أظهرت قدراتها الحقيقية أمام إنجلترا، حيث أثبتت أنها لا تعتمد حصراً على كيليان مبابي الذي وجد نفسه محاصراً من قبل دفاع "الأسود الثلاثة"، فكان مخضرمو أبطال العالم على الموعد بأداء جماعي منح فريق ديدييه ديشامب بطاقة العبور (2-1) إلى نصف نهائي كأس العالم قطر 2022.
وبدا مهاجم "الديوك" ونجمهم الأول عاجزاً عن إيجاد الحلول أمام دفاع إنجليترا المحكم في لقاء السبت على ملعب البيت في الخور، بعدما وجد طريقه إلى الشباك في كل المباريات الأربع التي شارك فيها أساسياً في المونديال القطري.
ولم يجد نجم باريس سان جيرمان طريقة للتخلص من كايل ووكر الذي أقفل عليه المنافذ، واكتفى بمحاولة واحدة على مرمى الحارس جوردان بيكفورد، في سيناريو مغاير تماماً لمبارياته السابقة والتي شهدت جميعها خمس تسديدات له على أقل تقدير، باستثناء اللقاء ضد تونس (1-2) الذي شارك فيه كبديل لمدة 40 دقيقة واكتفى بالتسديد خلاله ثلاث مرات.
أما أمام المغرب غدا الأربعاء وعلى ملعب البيت، فيعرف "كيليان" أن بلاده تعول عليه ليخرج فائزا من مبارزته مع صديقه العزيز وزميله في سان جيرمان أشرف حكيمي، في الوقت الذي يخطط فيه المدير الفني لأسود الأطلس وليد الركراكي لمواصلة تحطيم الأرقام القياسية لأسود الأطلس.
القادة موجودون
وقال حارس مرمى توتنهام الإنجليزي البالغ من العمر 35 عامًا "لقد كانت أمسية استثنائية، مباراتي الدولية رقم 143، أمام إنجلترا، البلد الذي أمارس فيه اللعبة منذ عشر سنوات"، في الوقت الذي سيكون موضوعا على عاتقه حماية مرماه من هجمات المغرب.
من جهته، رفع جيرو (36 عامًا) غلته من الأهداف في البطولة إلى أربعة، بعدما صام عن التهديف في نسخة 2018. واعترف ابن غرونوبل أن هذا الهدف الدولي الـ53 "ربما كان أجمل بكثير" من الهدف 52 المرادف لرقم قياسي "لقد كان شعورا لا يوصف".
ولن تكتمل الوصفة بدون إضافة المكون الآخر أنطوان غريزمان: صانع ألعاب أتلتيكو مدريد الإسباني الذي مرر كرتين حاسمتين، بينهما كرة حريرية لجيرو ليصبح أفضل ممرر في تاريخ المنتخب الفرنسي في سن الحادية والثلاثين مع 28 تمريرة.
كما أنه أبان، مرة أخرى، عن شراسة دفاعية من خلال تدخلاته الكثيرة وعودته لمساندة الدفاع في أكثر من مناسبة، وهي مهمة حاسمة لفرض التوازن الجماعي لمنتخب ديدييه ديشامب الذي تردد لفترة طويلة، في الماضي، في إشراك أربعة لاعبين يميلون إلى الهجوم.
أخطاء فادحة ولكن هناك صمود
"ما يفرض التوازن هو روح الفريق لدينا، وحقيقة عدم الاستسلام، والعمل من أجل بعضنا البعض"، وهذا ملخص جيرو للمعادلة بعد المباراة لتوضيح نقاط قوة المنتخب الفرنسي في هذا المونديال.
بعدما تلقى ضربات موجعة بسبب الإصابات الكثيرة التي تعرض لها قبل البطولة (بول بوغبا، كريم بنزيما، لوكا هرنانديز، بريسنل كيمبيمبي)، بدا المنتخب الفرنسي متلاحما، وكان الصمود ضرورياً السبت أمام الهجمات المتكررة للإنجليز واستعادة التوازن بعد خطأين فادحين داخل المنطقة كان بإمكان تشواميني وتيو هرنانديز تجنبهما.
اعترف تشواميني قائلاً "كان يتعين علينا أن نفعل ما هو أفضل في كلتا الحالتين، أنا أولاً"، فيما أكد لوريس قائلاً"لقد عانينا كثيرًا ولكننا كنا أقوياء أمام العاصفة. وفوق كل شيء، كنا حاسمين عندما اقتضت الضرورة ذلك"، مصراً على "العامل الذهني" للاعبين.