"هو الوزير فين؟ هو الوزير بيعمل ايه؟ صراخ إعلامي متكرر ومحفوظ، يمكنك أن ترصده بدهشة وابتسامة ساخرة دون أي عناء وأنت تتابع أي برنامج رياضي.
فعند تناول أي أزمة رياضية في مصر لا بد بعد الاستهلال "بسم الله الرحمن الرحيم" أن تضع اسم الوزير في أي جملة "لزوم تسخين الأجواء".
والمؤسف أن ترى الصارخين ومن خلفهم المغرضون يتركون الأزمة برمتها ويتفرغون لانتقاد الوزير، ورغم أنه لا يوجد من هو فوق النقد والانتقاد، إلا أن لوحظ مؤخرًا أن بعضًا من الانتقادات التي قد تتحول إلى حروب يتعرض لها الدكتور أشرف صبحي وزير الشباب والرياضة غالبًا ما تكون من ماركة "الشو الإعلامي".
ولا تندهش إذا ما وصل أمر الانتقاد مع مجرد ارتكاب أي حكم لخطأ في أي مباراة في أي لعبة، أو تعطل تقنية الفيديو "الفار"، ليخرج الأوصياء عبر كل المنصات الإعلامية يتساءلون: "هو الوزير فين؟".
والحقيقة أن إقحام الإعلام لاسم وزير الشباب في كل قضية "والسلام" حتى تأخر وصول سيارة الإسعاف لملعب المباراة، شجع أحد أولياء الأمور لإجراء مداخله هاتفية مع إحدى البرامج الرياضية يطالب فيها وزير الرياضة بإجراء تحقيق عاجل مع حكم ادعى أنه ظلم فريق ابنه للناشئين تحت 12 سنة في دوري الأكاديميات بعدم احتساب ضربة جزاء، فيما طالب ولي أمر آخر باستجواب البرلمان لوزير الشباب والرياضة لإلغاء بطولة البراعم للسباحة.
والحقيقة أن قصور الإعلام وضيق نظرته لمهمة وزير الشباب والرياضة أدى بطبيعة الحال إلى وجود قصور في الوعي الجماهيري لهذا الدور، يريدون أن يدير الوزير كل الملفات بنفسه، حتى لو كانت أزمة إيقاف لاعب أو تأجيل مباراة في الدوري، رغم أن هناك اتحاد كرة هو المسؤول وحده عن إدارة تلك الأزمات وفقًا للوائح والقوانين، ورغم ذلك نجد الوزير عندما تحدث أي أزمة في منعطف خطير يتطوع بإلقاء نفسه في نار أزمات حارقة كونها متعلقة بأندية كبيرة لها جماهيريتها وآلاتها الإعلامية ولجانها الإلكترونية، وما أدارك ما اللجان الإلكترونية!
من يتشدق ويتغنى بأن مصر دولة قانون، هو نفسه من يخرج شاهرًا سيف الشجاعة الزائفة من خلف الشاشات أو "كيبورد" الكمبيوتر؛ مطالبًا الوزير بأن يخترق القانون ويقيل هذا ويعاقب ذاك من دون أي أحكام قضائية، أو حتى وجود مخالفات تستوجب العقوبة، وهناك من يخطط لأن يخوض الوزير حرب بالوكالة عنه مع جهة رياضية أو مسؤول رياضي.
وأرصد لكم آخر أزمة، عندما صدر حكم قضائي بعزل رئيس الزمالك، مرتضى منصور، هاجمه بعض الأهلاوية لعدم تنفيذ القرار فور صدوره بزعم أنه زملكاوي، رغم أن الوزير كان في انتظار صيغة الحكم لتنفيذه، وعندما نفذ الحكم هاجمه الزملكاوية بدعوى عدم حرصه على استقرار ناديه.
أثق تمامًا أن الدكتور أشرف صبحي "زهق" من كثرة حديثه عن مهام دوره كوزير، وإن كان لا يمل إطلاقًا من فتح خزينة أحلامه والبوح بتطلعاته وخطواته من أجل أن يأتي يوم قريب تنظم فيه مصر دورة ألعاب أولمبية أو تستضيف كأس العالم لكرة القدم.
وكثيرًا ما كنت ألاحظ نظرة حزن وضيق في عيون الوزير عندما يقاطعه أحد في وسط حديثه عن وضع مصر ومكانتها على خريطة الرياضة العالمية، ليسأله عن أزمة تقنية "الفار"، ورغم احتفاظه بابتسامته إلا أني دائمًا أشعر أن بداخله جملة اعتراض تقول "يا جماعة .. أنتوا فاهمين دور الوزير غلط والله".