عاشت كرة القدم الفصل الأخير من مسيرة أحد أكثر اللاعبين جدلاً في العصر الأخير، عقب إعلان النجم الويلزي المخضرم غاريث بيل اعتزاله اللعب بصورة نهائية، بعد مسيرةٍ حافلة استمرت لأكثر من 17 عاماً.
وأعلن بيل، البالغ من العمر 33 عاماً، اعتزاله اللعب بصورة نهائية، معرباً عن سعادته الكبيرة بالحصول على مسيرة احترافية بهذا الشكل، إلى جانب تقديمه الشكر لكافة الأندية التي حضر ضمن صفوفها خلال 17 عاماً سابقة.
موقع "winwin" يرصد لمتابعيه أبرز محطات بيل، منذ بدء مشواره الاحترافي عام 2006 مع ساوثهامبتون، وصولاً إلى خوض موسمه الأخير في الدوري الأمريكي بين أحضان لوس أنجلوس.
بداية الحكاية في ساوثهامبتون الإنجليزي
منذ أن كان بعمر 9 أعوام حضر بيل بين أحضان ساوثهامبتون الإنجليزي، حيث أظهر للمدربين موهبة فذة ينتظرها مستقبل كبير، لينجح في التدرج بين فرق الناشئين وصولاً إلى الصعود للفريق الأول وهو في الـ16 من عمره فقط.
خاض بيل في مسيرته مع ساوثهامبتون 40 مباراة أحرز خلالها 5 أهداف، وبات ثالث أصغر لاعب يخوض مباراة كاملة في الدوري الإنجليزي الممتاز؛ إذ جاءت أول أهدافه في مرمى ديربي كاونتي عبر ركلة حرة مباشرة اعتاد على التسجيل منها حتى لحظات اعتزاله الأخيرة.
الرحيل صوب توتنهام هوتسبير
في عام 2007 انتقل بيل إلى توتنهام هوتسبير، ولعب هناك 6 مواسم، خاض خلالها 146 مباراة محرزاً 42 هدفاً، ليشكل ثنائية لا تنسى مع الكرواتي لوكا مودريتش، قبل أن ينتقلا سوية صوب ريال مدريد.
بلغت تكلفة قيمة انتقال بيل إلى توتنهام هوتسبير 5 ملايين جنيه إسترليني فقط، لكنه أظهر قدرة رائعة خاصة على صعيد سرعته القصوى وركلاته الحرة المذهلة وتمريراته العرضية المثالية، ما جعله محط أنظار العديد من الأندية الكبرى.
ريال مدريد الحكاية الأبرز في تاريخ بيل
في الأول من سبتمبر/ أيلول 2013 أعلن ريال مدريد تعاقده مع بيل في صفقة كبيرة قدرتها وسائل الإعلام بنحو 120 مليون يورو، فخاض مع النادي الملكي 176 مباراة أحرز خلالها 81 هدفاً.
حصل بيل على محطات مختلفة في النادي الملكي، كان أبرزها تسجيله هدفين أسطوريين؛ الأول بكلمات "شد شد هرب هرب" أمام برشلونة في كأس ملك إسبانيا عام 2014، حينما راوغ مارك بارترا بسرعته الخارقة قبل أن يسجل هدفاً مثالياً، فيما جاء الثاني في مرمى ليفربول من مقصية مذهلة في نهائي دوري أبطال أوروبا 2018.
وبعد رحيل كريستيانو رونالدو راهن كثيرون على لعب بيل دور الخليفة، لكن النجم الويلزي عانى من تراجع كبير في المستوى، وفشل في تحمل الضغوط، ومنذ ذلك الوقت بدأ يعيش حالة من المعاناة التي لم تنته داخل أسوار سانتياغو برنابيو.
بين بناء العضلات ولعب الغولف
واجه بيل معضلتين خلال مسيرته في ريال مدريد؛ الأولى تمثلت في بناء عضلات جسده بصورة ملحوظة على غرار رونالدو، لكن هذا الأمر أثر سلبياً على مسيرة النجم الويلزي المعتزل؛ إذ بدأت الإصابات تلاحقه بصورة متتالية منذ تلك اللحظة وكأن أقدامه لم تعد تحتمل هذا البناء العضلي.
أما المشكلة الثانية فتلك التي أظهر خلالها بيل تجاهلاً كاملاً للانتقادات التي تلاحقه بفعل تراجع مستواه؛ إذ ظهر في مرات عدة يلعب الغولف معلناً أنه يفضل ممارسة هذه اللعبة على ممارسة كرة القدم أحياناً.
عام في أمريكا ثم اعتزال
خلال موسمه الأخير في ريال مدريد، رفض بيل الرحيل مقرراً البقاء حتى نهاية عقده، وهو الأمر الذي ألزمه الجلوس على مقاعد البدلاء باستمرار، قبل أن ينتقل للعب في الدوري الأمريكي عاماً واحداً مع لوس أنجلوس، ليخوض هناك 12 مباراة ويحرز هدفين.
مسيرة بيل بالأرقام
وكانت آخر محطات بيل المشاركة مع منتخب ويلز في مونديال قطر 2022، الذي أحرز خلاله هدفاً من ركلة جزاء في مرمى الولايات المتحدة، لكنه أنهى المنافسات في مؤخرة ترتيب المجموعة الثانية بعد خسارتين أمام إنجلترا وإيران وتعادل أمام الولايات المتحدة.
انتهت حكاية بيل ليبدأ العام الجديد 2023 بتوديع أحد أبرز نجوم كرة القدم في العصر الأخير، حاملاً معه الكثير من الذكريات التي لا تنسى.
مسيرة غاريث بيل في أرقام
- خاض 664 مباراة؛
- أحرز 226 هدفاً؛
- توج بـ22 لقباً؛
- حاز على لقب أفضل لاعب ويلزي في التاريخ؛
- توج بخمسة ألقاب في دوري أبطال أوروبا.