بعد أن استمتع الملايين حول العالم بالتحكيم العادل والحازم على مدار 60 مباراة في نهائيات كأس العالم لكرة القدم 2022 في قطر، تعرض الجميع لصدمتين متتاليتين في أهم الأدوار وأكثرها حسمًا.
لقد شهدت المباراة الأولى في الدور نصف النهائي، بين الأرجنتين وكرواتيا، هبوطًا تحكيميًا مؤسفًا للإيطالي أورساتو، وقد وصف قائد كرواتيا، لوكا مودريتش، أورساتو بأنه أسوأ حكم أدار له مباراة في مشواره.
لكن الصدمة الكبرى كانت من المكسيكي راموس في لقاء المغرب وفرنسا.. راموس لم يكن مُعينًا أساسًا لإدارة المباراة، وأعلن الإيطالي بييرلويجي كولينا، رئيس لجنة حكام الفيفا في المونديال، عن تعيين الحكم البرازيلي رافاييل كلاوس لإدارة مباراة المغرب وفرنسا، قبل أن يتم تعديل القرار وإبعاد كلاوس، والاستقرار على المؤسف راموس.
راموس امتلك معيارين في قراراته منذ الدقائق الأولى للمواجهة؛ فالالتحام العنيف كان يمر بلا مخالفة إذا ذهبت الكرة لفرنسا، بينما يتوقف معه اللعب إذا استحوذ المغاربة على الكرة، وهو ما جعل الكرة بين أقدام لاعبي فرنسا بنسبة أكبر بعد كل الالتحامات الثنائية، لكن الجريمة الكبرى للحكم كانت في منتصف الشوط وفرنسا تتقدم 1-0؛ فبعدما أبعد هرنانديز الكرة تمامًا دون أي مشاركة من أي لاعب مغربي، اتجه هرنانديز مُندفعًا بكل قوة صوب بوفال الموجود أمامه مباشرة داخل منطقة الجزاء، وصدمه بكل قوة وأسقطه وسقط معه.. لم يكن الحكم بعيدًا، بل شهد الواقعة عن كثب ودون أي ممانعة في زوايا الرؤية، وبدلًا من احتساب ركلة جزاء للمغرب وإنذار هرنانديز، اتخذ راموس القرار العكسي تمامًا، وأهدى فرنسا مخالفة وأنذر بوفال، ولو كان عادلًا لتعادل المغاربة سريعًا 1-1.
الحكم راموس وزميله في تقنية الفيديو كشفا عن الوجه القبيح في نهاية الشوط، عندما تعمد المدافع الفرنسي إعاقة جواد الياميق؛ إذ أمسك مدافع فرنسا باللاعب المغربي، وأسقطه أرضًا داخل منطقة الجزاء خلال تنفيذ زياش لركلة حرة مغربية، ومجددًا، مرت اللعبة بلا مخالفة ولا تدخل للفيديو.. ولو عدنا لركلة جزاء الأرجنتين ضد السعودية لوجدتها أقل قوة ووضوحًا وتأثيرًا، لكنها احتُسبت ليسجل منها ميسي.
للأسف، غاب العدل فخسرت الأسود.