مسعود علّال
قدّم حسام عوّار (نجم نادي أولمبيك ليون الفرنسي) مباراة رائعة أمام نادي مانشستر سيتي السبت في الدور ربع النهائي من مسابقة دوري أبطال أوروبا؛ إذ كان عنصرا حاسما في فوز فريقه بالمباراة 3/1، وتأهله إلى الدور نصف النهائي لمواجهة بايرن ميونيخ الألماني، ولاقى أداء الفرنسي عوار ذي الأصول الجزائرية، تفاعلا قويا من جماهير ليون على مواقع التواصل الاجتماعي، وكذلك من الجماهير الجزائرية التي أثنت عليه، وحيّته على ذلك.
وتجاوز حماس الجماهير الجزائرية كل الحدود؛ إذ غزت الصفحة الشخصية للاعب خط الوسط حسام عوار على "فيسبوك"، وتفاعلت مع التدوينة التي وضعها بعد المباراة، والتي عبر فيها عن سعادته بتأهل فريقه إلى نصف نهائي دوري الأبطال.
واشتركت الجماهير الجزائرية في مطلب وحيد تقدمت به إلى النجم الصاعد؛ إذ طلبت منه القدوم إلى المنتخب الجزائري واللعب تحت إمرة مديره الفني جمال بلماضي، بدلا من اللعب للمنتخب الفرنسي، كما تفنن المشجعون الجزائريون في استمالة اللاعب الشاب بعبارات الود والاحترام؛ أملا منهم في أن يقبل بالانضمام إلى منتخب "المحاربين" أسوة بعدد من اللاعبين مزدوجي الجنسية على غرار المتألقين رياض محرز (نجم مانشستر سيتي الإنجليزي) وإسماعيل بن ناصر (لاعب ميلان الإيطالي).
ووعدت جماهير المنتخب الجزائري حسام عوّار بأنه سيلقى كل الترحاب وسط كتيبة "المحاربين" وفي بلد أجداده الجزائر، في حال قرر الانضمام للمنتخب الجزائري الأول، كما حذّرته من اللعب لفرنسا، تفاديا لما حدث مع لاعبين سابقين من ذوي الأصول الجزائرية، والذين كانت نهايتهم سيئة جدا مع منتخب "الديوك"؛ على غرار كريم بنزيمة وسمير نصري وآخرين.
ويعد حسام عوار (22 سنة) أحد أفضل لاعبي خط الوسط حاليا في فرنسا وأوروبا، وهو مولود في فرنسا لأبوين جزائريين، ولأنه يحمل الجنسيّتين الفرنسية والجزائرية فيمكنه اللعب لهما. ولم يختر البلد الذي سيمثله دوليا إلى حد الساعة، بالنظر للضغوط التي يتعرض لها لاختيار أحدهما، وبينما أبدى المدير الفني لـ"الديوك" ديدييه ديشامب اهتمامه بضم عوار، يرغب منتخب الجزائر أيضا بالظفر به ليكوّن خط وسط "الأحلام" مع النجم الآخر إسماعيل بن ناصر.
ووجد عوار نفسه في موقف حرج للغاية نتيجة الضغوط المُسلَّطة عليه؛ إذ إن مدرب المنتخب الجزائري جمال بلماضي بدا صريحا لأبعد الحدود عندما صرح مرارا أنه لن يترجّى أي لاعب للقدوم إلى المنتخب، وإنما على اللاعب نفسه القيام بذلك وبمحض إرادته. وبالمقابل يشتهر رئيس نادي أولمبيك ليون جان ميشال أولاس بالضغط على نجومه من مزدوجي الجنسية للعب مع فرنسا عوضا عن بلدانهم الأصلية، على غرار ما حدث مع نبيل فقير عام 2015 عندما اختار اللعب للجزائر "صباحا" قبل أن ينقلب "مساء" على قراره وينضم لمنتخب فرنسا الذي تُوِّج معه بمونديال روسيا 2018.
ويلعب عوار لمنتخبات فرنسا للشباب منذ العام 2014؛ إذ خاض مباراة واحدة مع منتخب أقل من 17 سنة، و 15 مباراة مع منتخب الآمال، وسجل 4 أهداف، وسبق للاعب أن تلقى دعوتين من المنتخب الفرنسي الأول، إلا أنه لم يلبّيهما، متذرّعا بمعاناته من الإصابة. وأسهمت فترة التوقف الطويلة للمباريات الدولية في تمديد حالة الترقب بشأن الوجهة التي سيسلكها المستقبل الدولي لعوار بين اللعب لبلد مولده فرنسا وبلد أجداده الجزائر، خاصة أن اللاعب لم يعلن قراره النهائي لحد الآن.
ويوجد حسام عوار في قلب اهتمامات كثيرٍ من الأندية الأوروبية الكبيرة؛ مثل: مانشستر سيتي وأرسنال الإنجليزيين، وريال مدريد الإسباني، ويوفنتوس الإيطالي، وذلك بعد تألقه هذا الموسم مع فريقه في الدوري الفرنسي ومسابقة دوري أبطال أوروبا. ورفض ليون أول عرض رسمي تلقاه من أرسنال الإنجليزي الذي اقترح لاعبه الفرنسي الشاب ماتيو غندوزي على ليون إضافة إلى مبلغ من المال.