شارك العديد من الرياضيين على مر التاريخ في الحروب بعد التحاقهم بجيوش بلدانهم من أجل القيام بالخدمة العسكرية، وتُعَدُّ الحالات التي رفض فيها رياضيون المشاركة في الحروب نادرة، لكنها ظلت راسخة طيلة عقود من الزمن.
وفي التقرير التالي يستعرض موقع winwin أبرز هذه الحالات، وفي مقدمتها الملاكم المسلم الأمريكي محمد علي كلاي (كاسيوس كلاي قبل اعتناقه الإسلام) الذي يُعَدُّ أشهر هذه الحالات في التاريخ.
الملاكم الأمريكي محمد علي كلاي رفض المشاركة في حرب فيتنام
سجل الملاكم الأسطوري كلاي موقفا لم ينسه التاريخ حين رفض المشاركة في الحرب ضد فيتنام، مدافعا عن موقفه بقوله إن الفيتناميين لم يسيئوا له حتى يقاتلهم. ودفع محمد علي الثمن باهضا بسبب رفضه دعوة التجنيد والذهاب للحرب وفق القوانين الأمريكية، لكنه دخل التاريخ بهذا الموقف، وأقام له الفيتناميون نصبا تذكاريا اعترافا له بالجميل.
وكان لكلاي دور في الحياة السياسية الأمريكية؛ بتقديمه الدعم للسّود والمسلمين، وفي 1964 اعتنق الإسلام وغيّر اسمه من كاسيوس إلى محمد علي، وذلك عقب فوزه على سوني ليستون في نهائي بطولة العالم للوزن الثقيل. وعُرِف كلاي بمناهضته الحروب ودعوته للسلام، وتوفي عن عمر يناهز ال 74 عاما، بعد معاناة طويلة مع مرض الشلل الارتعاشي "الباركنسون".
جزائريون رفضوا الجنسية الفرنسية خوفا من التجنيد
من الحالات الأخرى النادرة في التاريخ، قصة اللاعبين الجزائريين الذين احترفوا في الأندية الفرنسية في الخمسينيات، عندما كانت الجزائر ترزح تحت نير الاحتلال الفرنسي.
وشهدت تلك الفترة استدعاء المدرب الفرنسي بول نيكولا، 4 لاعبين جزائريين لتشكيلة المنتخب الفرنسي؛ هم نجم فريق سانت إيتيان رشيد مخلوفي، وصخرة دفاع فريق موناكو مصطفى زيتوني، ومهاجم موناكو عبد العزيز بن تيفوز، ومحمد معوش مهاجم فريق نادي رانس.
وقبل شهرين من موعد السفر إلى السويد للمشاركة في كأس العالم عام 1958 مع المنتخب الفرنسي، اختفى اللاعبون الجزائريون الأربعة ومعهم 30 لاعبا آخر ينشطون في الدوري الفرنسي الأول؛ إذ هربوا على دفعات من المدن الفرنسية التي كانوا يلعبون في فرقها عبر حدود الدول المجاورة، واجتمعوا كلهم في تونس.
وجاءت هذه الخطوة بوصفها إجراء استباقيا؛ لأن مشاركة لاعبي الجزائر مع المنتخب الفرنسي كان سيمنحهم آليا الجنسية الفرنسية وسيجعلهم مواطنين فرنسيين، ولن يكون بإمكانهم رفض دعوة التجنيد ومن ثم مواجهة وطنهم الأم الجزائر في الحرب الدائرة في ذلك الوقت ضد جبهة التحرير الجزائرية .
واعتقلت الشرطة الفرنسية لاعبين اثنين؛ هما حسان شاربي ومحمد معوش خلال محاولتها الهروب، وسُجِنا عاما كاملا ثم التحقا بزملائهما في تونس.
وأذهل خبر هروب اللاعبين الجزائريين السلطات الفرنسية بعد انتشاره الواسع في وسائل الإعلام، وتحدثت صحيفة ليكيب ومجلة باري ماتش مطولا عن هذا الهروب الجماعي المفاجئ، وعن غياب مصطفى زيتوني عن دفاع المنتخب الفرنسي، واختفاء رشيد مخلوفي النجم الصاعد في الكرة الفرنسية.