قصة تصلح لفيلم "دراماتيكي" بكل ماتحمله الكلمة من معنى.. قصة عاصرتها بحلوها ومرها.. الكتابة عن دراما شيكابالا مهمة جدا في هذا التوقيت؛ لأنه كان على موعد جديد مع الإيقاف بعد أحداث السوبر أمام الأهلي، وما تردد عن أزمة جديدة مع حسين الشحات ومعلول.
إلا أن تقرير الحكم أعطاه "صك البراءة"، ودائما وأبدا يكون شيكابالا على موعد مع الإيقاف أو التهديد بالإيقاف عقب كل مواجهة "زملكاوية أهلاوية"، وأعرف شيكا منذ أن كان عمره 13 عامًا ناشئًا في الزمالك حتى يومنا هذا.
موهبته منذ تصعيده للفريق الأول وعمره 16 عاما كانت تؤهله للاحتراف في الدوري الإنجليزي أو الإسباني، لكنه تعطل، وأضاع سنين كثيرة من عمره، والسؤال المهم: مَن عطّل موهبة الفهد الأسمر الذي وصفه البعض بأنه يتفوق مهاريا على "مو صلاح"؟
"سنين كتير ضاعت" من عمر شيكابالا بقصد أو بدون قصد، لظروف خارجة عن إرادته أو بسبب تصرفاته وطريقة تفكيره، والسنين "اللي اتسرسبت من إيد" شيكابالا كان كاتب هذه السطور شاهدًا عليها بحكم قُربه من اللاعب ومن نادي الزمالك.
المحطة الأهم التي تاه فيها شيكا كانت البرتغال، حيث فشل في التأقلم مع فرصة عمره، وتجربة الاحتراف في نادي لشبونة، رغم أن الفرصة جاءت في "عزه" قبل أن يكمل عامه الثلاثين، وبعد عودته بمعجزة وبغرامة مالية كبيرة، عاد للتألق من بوابة "برازيل مصر"- الإسماعيلي- واستطاع أن يستعيد جزءًا كبيراً من موهبته واسمه بعدها مع "الفانلة" البيضاء.
لكنه انشغل مجددا بالمعركة الموسمية مع جماهير الأهلي، وأصبح من المعتاد أن تكون هناك مناوشات وألفاظ وتصرفات خارجة ومتبادلة بين الجماهير الحمراء وشيكا علي هامش كل قمة.. وبغض النظر عن "مين الغلطان" أو "مين اللي بدء"، فالمؤكد أن هذه المواجهات المتكررة أخذت كثيرا من تركيز وموهبة شيكابالا، وأبعدته كثيرا عن المنتخب الوطني، بخلاف فترات الإيقاف الكثيرة.. القريب من الفهد الأسمر يدرك أنه يحمل قلب طفل، لكن مشكلته في الثبات الانفعالي، لأنه لا يستطيع ولا يتحمل أي هتافات ضده.
الحقيقة المؤكدة أن شيكابالا -أحد أهم المواهب في تاريخ الكرة المصرية- وصل إلي سن الـ37 عامًا دون أن يستغل ربع موهبته.. وكل المنظومة الرياضية مسؤولة عن عدم إيقاف معارك شيكا وجماهير الأهلي، والمسئولية الأكبر يتحملها شيكابالا نفسه.