عبقرية بنزيمة قد تحسم الليغا

بواسطة mohammad.hussien , 29 يونيو 2020

محمد حسين

 

أتت جائحة كورونا على الأخضر واليابس في عالم كرة القدم، فمنذ آذار/مارس الماضي أصاب " كوفيد19" العالم بالشلل، وأجبر كرة القدم على التوقف فترة جاوزت ثلاثة أشهر، وعندما تقررت عودة النشاطات في مختلف أنحاء العالم بإجراءات احترازية مشددة والأهم بغياب الجماهير، كان أكثر ما يخشاه الجميع أن تفقد "الساحرة المستديرة" بريقها.

 

أُلغيَ الدوري الفرنسي والهولندي، وعاد الألماني وسط سيطرة بافارية لبايرن ميونيخ الذي دكَّ شباك منافسيه، وحسم اللقب قبل أسبوعين من النهاية ودون أدنى صعوبات، بينما جاءت العودة الإنجليزية هادئة خالية من الإثارة، جراء اقتراب ليفربول من الحسم بوقت مبكر، حتى أتاه التتويج على طبق من ذهب بفضل سقوط منافسه مان سيتي.

 

ووسط هذه الأحداث التي اقتربت من "الرتابة" نجحت الليغا الإسبانية في إيقاد "الشعلة" بفضل التنافس المستعر بين برشلونة وريال مدريد، الذي توقف في آذار/مارس عند تقدم البارسا بفارق نقطتين في القمة ليعود الآن ويشهد انقلاباً متوقعاً بتقدم ريال مدريد نحو المقدمة بفارق نقطتين، ومع بقاء ست جولات على النهاية، فإن الإثارة ستبقى مضمونة، ولن يعرف البطل حتى الصافرة الأخيرة.

تألق بنزيمة

 

يرجِعُ سبب عودة الريال للصدارة لقدرات زيدان على التعامل مع فترة التحضير البدنية، وحكمته في استخدام كل الأوراق التي يملكها بشكل كفل لفريقه البقاء بذات المستوى، وإن كان دون الطموحات التي تعود عليها زيزو. لكن الانتصارات الخمسة التي حققها الريال جعلته مرشحاً بقوة للظفر بالليغا في حال حافظ على إيقاعه وانتصاراته، وعلى الرغم من تنوُّع مسجلي الأهداف، يبقى الفريق مديناً لمجموعة قليلة من اللاعبين، يمكن القول إنها تحمل الفريق على كتفيها، وفي مقدِّمتها يقف الثنائي سيرجيو راموس وكريم بنزيمة.

 

صحيح أن راموس سجّل 3 أهداف، لكن النجاعة الهجومية التي يقدمها كريم بنزيمة تعد ذات وزن أثقل؛ لأنه لا يكتفي بدور رأس الحربة وانتظار ما يصله من كرات داخل منطقة الجزاء، بل على العكس تجده من أكثر اللاعبين تحرراً في مناطق الخصم، وأحد أكثر اللاعبين فعالية في العودة للعمق أو الأطراف؛ ما يعطي زملاءه إما المساحة المناسبة للاختراق وإما أنه يعمل على الإخلال بالمنظومة الدفاعية ليتمكّن منها لاحقاً.

 

ولا أدلّ على ذلك ما فعله بنزيمة في المباراة الصعبة أمام إسبانيول ضمن الجولة 32، فقد بسط الريال أفضليته على كل أطوار المباراة، لكنه عجز عن إيجاد المنفذ نحو شباك لوبيز. ولكن بنزيمة أعاد للأذهان قدراته الفائقة بالاستلام والسيطرة والتمرير، ليقوم بذلك بشكل مثالي داخل منطقة إسبانيول باستثناء تلك التمريرة "العبقرية" بكعب القدم التي تركت كاسيمرو في مهمة سهلة لدكّ الشباك بهدف الفوز الثمين الذي أعطى الصدارة للريال.

 

💬 @Benzema: ''كانت مباراة نهائية''#هلا_مدريد pic.twitter.com/tHBEbcMmHL

— Real Madrid C.F. ع (@realmadridarab) June 28, 2020

 

وقد تغنّت الصحف المدريدية بما فعله بنزيمة، وأعادت للأذهان العديد من التمريرات التي تشبه هذه الكرات الحاسمة. لكن إنجاز كريم لن يُختزَل  بهذه الكرة فحسب، فقد نجح في قلب المعطيات لمصلحة فريقه أولاً ولمصلحته ثانياً؛ إذ نجح في التقدم للمركز الثاني في لائحة الهدافين بـ17 هدفاً خلف ليونيل ميسي بـ21 هدفاً. وقد أصبح بنزيمة بتمريراته العشر خلال مجمل هذا الموسم (7 منها في الدوري) ثالث أكثر من يقوم بالأرقام المزدوجة (الأهداف والتمريرات الحاسمة) مقترباً من لويس سواريز الثاني بـ16 هدفاً و11 تمريرة، وكلاهما خلف ليونيل ميسي بـ26 هدفاً و21 تمريرة.

Image
Karim Benzema of Real Madrid assists_0.jpg
Caption
كريم بنزيمة يمرر كرة حاسمة أتت بهدف الفوز (Getty)