مرتديًا قميص منتخب المغرب، يفتخر المشجع إلياس المغيدي، القادم من الدار البيضاء، بأنه جاء إلى قطر لمؤازرة منتخب بلاده من الملعب في المواجهة التاريخية التي يخوضها "أسود الأطلس" أمام منتخب فرنسا، الأربعاء، في نصف نهائي كأس العالم قطر 2022.
حصل إلياس (28 عامًا)، الذي يعمل مخلص معاملات في جمارك المطار والميناء، على إجازة خاصة من عمله خصيصًا لمواكبة منتخب بلاده: "أنا مسرور جدًا لوجودي هنا، وسأبقى في قطر حتى فجر التاسع عشر من الشهر الجاري، موعد العودة".
وصل إلياس برفقة المئات من المشجعين المغاربة إلى مطار حمد الدولي على متن رحلات جوية نظّمتها شركة الخطوط الملكية المغربية في جسر جوي سيصل إلى نحو 30 رحلة، يربط بين الدار البيضاء والدوحة، لإتاحة الفرصة لمزيد من الجماهير لمساندة منتخب المغرب الذي أصبح أول منتخب أفريقي وعربي يبلغ نصف نهائي كأس العالم.
المشجعون المغاربة يتوافدون أفواجًا وأفواجًا على الدوحة
وصلت طلائع الوفود الجماهيرية إلى الدوحة عصر الثلاثاء، وخرجت على دفعات إلى صالة الوصول، لتنطلق منها في مواكب منظّمة في حافلات إلى منطقة تجمع الركاب المخصّصة للجماهير خارج المطار، حيث خضع المشجعون للتفتيش والتدقيق على الجوازات، بانتظار الحصول على تذاكر المباراة، التي وعدهم بها الاتحاد المغربي لكرة القدم، وذلك طبقًا لما أدلى به العديد منهم إلى وكالة فرانس بريس.
وقال العربي أمجد (25 عامًا): "قرّرنا السفر ليل أمس بعدما خَصّصت الجامعة (الاتحاد) تذاكر سفر بأسعار رمزية تصل إلى 5500 درهم مغربي (حوالي 530 دولارًا)".
وفيما أبدى العربي قلقه من موضوع الحصول على تذكرة للمباراة، بينما أكّد المشجع عبد الإله كريمي: "لا خوف في موضوع التذاكر. لقد وُعِدنا بالحصول عليها".
بدوره، بدا الفتى عيد الكتاني (16 عامًا)، الذي جاء برفقة والده، متفائلًا بتحقيق المنتخب المغربي الفوز على فرنسا بطلة العالم، "صحيحٌ أن مبابي قوي جدًا؛ لكن نحن لدينا أشرف حكيمي".
حبّ المغرب وحّد الجميع وراء "أسود الأطلس"
ليس بعيدًا عن عيد، أظهرت المشجعة لينا بن كيلان حماسةً كبيرةً للمنتخب المغربي، حيث شدّدت على أن لقب كأس العالم سيكون مغربيًا، مشيرةً إلى أن "حُبّ المغرب وحّد الجميع، وهو الأساس في التجمع الجماهيري الكبير القادم إلى قطر لمواكبة أسود الأطلس".
من ناحيته، يؤكد المشجع عثمان عبدة أنه لم يَنَمْ منذ أن وصله خبر السفر ليلة أمس: قائلًا "حزمت أمتعتي وذهبت إلى المطار مباشرةً". أضاف: "نتمنى أن نُوفَّق في المباراة، ولم لا نكتب اسمنا في التاريخ".
ولم يقتصر تَقاطُر الجماهير المغربية إلى قطر من المدن المغربية فحسب، إذ كان لافتًا حضور مشجعين آخرين من دول مختلفة مثل كاميليا مساعد، القادمة من الولايات المتحدة الأميركية.
تقول كاميليا، التي اعتمرت قبعةً حمراءَ، واتّشحت بالعلم المغربي: "شعوري لا يُوصف. أنا احتفلت بفوز المغرب على إسبانيا. وفي يوم المباراة حجزت تذكرة السفر إلى قطر". وتابعت: "أخبرت أصدقائي وصديقاتي، سأذهب إلى قطر لآتي بالكأس وأعود بعدها إلى المغرب".
وقدّر مشجعون الأعداد القادمة إلى الدوحة بخمسة عشر ألفًا، علمًا أن استاد البيت الذي سيستضيف اللقاء الأربعاء يتسع لأكثر من 65 ألف متفرج.