بولبابة الهرابي
خطَّ أحمد صلاح اسمه في سجل اللاعبين المميزين في كرة الطائرة المصرية وبدرجة أقل العالمية، وذهب بعضهم لحد تشبيه إشعاعه في هذه اللعبة بنجومية مواطنه محمد صلاح نجم ليفربول الإنكليزي لكرة القدم. ونجح صلاح بفضل مهاراته المميزة وضرباته الساحقة في التحليق عالياً في أجواء هذه اللعبة إقليمياً ودولياً، وتعكس الألقاب والإنجازات الفردية والجماعية التي حصدها مسيرته الناجحة مع الأندية التي حمل لواءها مع المنتخب المصري.
جينات وراثية
حمل صلاح -لاعب الأهلي المصري حالياً- جينات عشقه للرياضة عامة وكرة الطائرة خاصة من بعض أفراد عائلته المقربة، فوالده كان لاعب كرة سلة، وشقيقه الأكبر كان لاعباً في كرة الطائرة بناديي الشرطة المصري والأهلي الذي شهد انطلاقة أحمد وهو في عمر ست سنوات. شهدت مسيرة صلاح مع الكرة الطائرة محطات مختلفة، ومثل بقية أقرانه انطلق في المراحل السنية لنادي الأهلي، ونهل سريعاً من مدربيه قواعد هذه اللعبة ومهاراتها، لينضم عام 2000 إلى الفريق الأول للقلعة الحمراء، وهو في سن السادسة عشرة. ويتميز صلاح (36 عاماً، طوله 197 سم، ووزنه 87 كم)، في مركزه جناح ضارب بالقفزات العالية والضربات الساحقة من مسافة 342 سم. وتُوِّج بالعديد من الألقاب الجماعية مع "المارد الأحمر" في مسابقات الدوري المحلي (7 ألقاب) وكأس مصر (8 مرات) وبطولة إفريقيا للأندية (5 مرات) والبطولة العربية (3 مناسبات) إضافة إلى مشاركتين في كأس العالم للأندية.
تجربة صلاح الاحترافية
إشعاع صلاح في الدوري المصري مع الأهلي ومنتخب بلاده، مهّد أمامه طريق الاحتراف خارج الحدود سواء مع أندية عربية أو أوروبية، وكانت تجربته الأولى مع أندية عربية عندما استنجدت به لتعزيز صفوفها لفترة قصيرة وفي بطولات محددة؛ مثل: كأس الدولة الإماراتي مع فريق الجزيرة عام 2006، وبطولة الأندية العربية عام 2009 مع نادي بني غازي الليبي، كما خاض تجربة مع العربي القطري في كأس العالم للأندية. تألّق صلاح محلياً وعربياً، لفت إليه الأنظار في أوروبا، ففي عام 2010 انتقل الفتى الطائر إلى روسيا للانضمام إلى نادي دينامو إينترا الروسي وقضى معه موسماً واحداً، ومن ثم شد الرحال إلى تركيا للعب مع فريق هالك بانك، وتوَّج معه موسم 2012-2013 بكأسي تركيا و (CEV (CUP الأوروبي، وهي ثاني أهم بطولة في القارة، تقام كل عام، وحصد فيها صلاح جائزتي أفضل ضارب وهدَّاف.
وبعد تجربته الجيدة مع هالك بانك، انضم الموهبة المصرية إلى فريق غلطة سراي، وأنهى موسم 2013-2014 في المركز الخامس بالدوري المحلي والمركز الثاني والعشرين بمسابقة دوري أبطال أوروبا. وعقب ثلاث سنوات قضاها محترفاً بين تركيا وروسيا عاد صلاح الى مصر من بوابة طلائع الجيش، وأسهم إسهاماً كبيراً في تتويجه موسمي 2014-2015 و2015- 2016 بلقبي الدوري والكأس بعد منافسة قوية من الزمالك وفريقه السابق الأهلي. امتدت صولات صلاح وجولاته مع طلائع الجيش لإفريقيا عندما تُوِّج معه للمرة الأولى في تاريخه ببطولة الأندية على حساب الترجي التونسي عام 2016 في القاهرة. وفي عام 2018 عاد الطائر إلى وكره الأول وناديه الأم الأهلي المصري ليواصل معه المشوار، بعد سنوات من الانتقال والترحال بين أندية عدة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وأوروبا.
قصة نجاح مع المنتخب
تسرد لنا جوائزه وألقابه الدولية قصةَ مسيرة ناجحة مع منتخب مصر، وكان تتويج الفراعنة بالميدالية الذهبية في بطولة أمم إفريقيا في نيجيريا عام 2003 باكورة ألقاب صلاح الإفريقية التي وصلت فيما بعد إلى 6 بطولات آخرها كان عام 2015 على حساب تونس، وحصل حينها على لقب أفضل لاعب في البطولة، وهي المرة الخامسة التي يُتوَّج فيها بهذه الجائزة الخاصة، إضافة لاختياره في ثلاث مناسبات أفضل ضارب في إفريقيا. أما على المستوى الدولي فقد تنوّعت المشاركات مع منتخب مصر؛ حيث مثّله في كلٍّ من بطولة العالم وبطولة الدوري العالمي وأولمبياد بيكين (2008) وكأس القارات وبطولة العالم للناشئين عام 2001 التي تبوأت فيها مصر المرتبة الرابعة، وبفضل ضرباته الساحقة التي لا تُصدّ ولا تُردّ، اختير أحمد أفضل ضارب في بطولة العالم باليابان، وفي العالم أيضاً عام 2012.