تشهد مباراة نصف النهائي الأولى بين الأرجنتين وكرواتيا، الثلاثاء المقبل، في استاد لوسيل صراعاً فردياً بين حارس التانغو إيميليانو مارتينيز وحارس كرواتيا دومينيك ليفاكوفيتش، إذ يستهدف الاثنان مساعدة منتخبيهما على حسم بطاقة التأهل للنهائي، خاصة إذا وصلت المواجهة لركلات الترجيح التي تألق فيها الثنائي في العديد من المناسبات.
وكان الجميع ينتظر أن يكون لوكا مودريتش النجم المطلق للمنتخب الكرواتي في مونديال قطر، لكنه احتاج لمساندة من الحارس المغمور ليفاكوفيتش الذي خطف الأضواء من الجميع.
فرض ليفاكوفيتش نفسه بطلاً في ثمن النهائي حين فطر قلوب اليابانيين في ركلات الترجيح، حيث تصدى ابن الـ27 عاماً لثلاث ركلات للمنتخب الآسيوي، وحرمه من بلوغ ربع النهائي للمرة الأولى في تاريخه، لتجد كرواتيا نفسها في مواجهة البرازيل في ربع النهائي، حيث رأى الكثيرون أنها مباراة في متناول نيمار ورفاقه.
لكن لاعبي المدرب زلاتكو داليتش عرفوا كيف يتعاملون مع الضغط ونجحوا في جر "سيليساو" إلى ركلات الترجيح، مانحين حارس دينامو زغرب فرصة جديدة للظهور بثوب البطل، فكان على الموعد منذ الركلة الترجيحية الأولى التي نفذها نجم ريال مدريد الإسباني رودريغو، قبل أن تنتهي الحكاية بفوز الكرواتيين في المواجهة.
أفضل خليفة لسوباشيتش
كان ليفاكوفيتش موجوداً على دكة البدلاء قبل أربعة أعوام حين حلت كرواتيا وصيفة بفضل حارسها الآخر دانيال سوباشيتش الذي تألق في ركلات الترجيح ضد الدنمارك في ثمن النهائي ثم ضد روسيا المضيفة في ربع النهائي.
عندما كان ليفاكوفيتش شاباً، رأى في الحارس الإسباني السابق إيكر كاسياس، بطل مونديال 2010، مثله الأعلى، من دون أن يحلم حتى بأن يكون على بعد خطوتين فقط من السير على خطى قائد ريال مدريد السابق والفوز باللقب العالمي.
وقبل تحقيق حلم اللقب، سيكون على ليفاكوفيتش التعامل الآن مع أرجنتين ليونيل ميسي الباحث عن تتويج مسيرته الدولية بلقب يدخله نادي الأساطير ويجعله على المسافة ذاتها من مواطنه الراحل دييغو مارادونا.
"ديبو" مارتينيز
بدورها تعول أرجنتين ميسي على مارتينيز الذي رد بأفضل طريقة على ما وصفه "تعجرف" الهولنديين وتفاخرهم بأنهم قادرون على حسم المباراة في حال انتهاء وقتيها الأصلي والإضافي بالتعادل، من خلال تصديه لركلتين ترجيحيتين لرجال المدرب لويس فان غال.
وأكد حارس أستون فيلا الإنجليزي، البالغ من العمر 30 عاماً، والملقب بـ"ديبو" تيمناً بشخصية كرتونية شهيرة في الأرجنتين متأثراً، أن ما يفعله هو من أجل 45 مليوناً أرجنتينياً يمرون بأزمة اقتصادية سيئة، وتابع بعد المعركة ضد الهولنديين: "منح الفرح للناس هو أفضل شيء يحدث لي في الوقت الحالي".
لم يحافظ الفوز على حلم ميسي بالحصول أخيراً على كأس العالم فحسب، بل جاء بعد ساعات فقط من خروج البرازيل من البطولة بركلات الترجيح أمام الكرواتيين.
في سن الخامسة والثلاثين، يعلم ميسي أنها ستكون كأس العالم الخامسة والأخيرة له، لكن كان من الممكن أن ينتهي كل شيء لولا مارتينيز الذي كان له أيضاً دور رئيس في فوز الأرجنتين ببطولة كوبا أمريكا 2021، ما أنهى فترة صيام عن الألقاب استمرت 28 عاماً في البطولة القارية.
وحش أمام الخشبات الثلاث
وأنقذ مارتينيز ثلاث محاولات في الفوز في نصف النهائي بركلات الترجيح على كولومبيا، قبل أن يتم اختياره أفضل حارس في البطولة، بعدما حافظ على شباكه نظيفة في الفوز 1-0 على البرازيل المضيفة في المباراة النهائية.
كان الطريق طويلاً ومتعرجاً للوصول إلى القمة بالنسبة للاعب قضى 10 سنوات مع أرسنال الإنجليزي، قبل أن يجد أخيراً مكاناً له في صفوف أستون فيلا.
قضى مارتينيز وقته في أرسنال في الغالب على سبيل الإعارة في الدرجات الدنيا الإنجليزية وبدا متجهاً نحو مسيرة هامشية، قبل أن يتعاقد معه أستون فيلا مقابل 20 مليون جنيه إسترليني (24.5 مليون دولار) في سبتمبر/ أيلول 2020.
أصبح حارس فيلا أساسياً، وبحلول نهاية ذلك الموسم ظهر كخيار أول للأرجنتين، حيث شارك لأول مرة بعد 10 سنوات من استدعائه لأول مرة.
على مدار الموسم الماضي، رسخ نفسه الحارس الأول للأرجنتين بلا منازع. وبقي أن يسهم في إحراز منتخب بلاده اللقب الثالث في تاريخها بعد عامي 1978 و1986 ليكتب اسمه بأحرف ذهبية في سجلات منتخب التانغو.