شهر يونيو "الإيطالي" الحزين

بواسطة Salwa.Alkheir , 19 يونيو 2023

عاشت إيطاليا هذا العام شهرًا حزينًا، ثقيلًا ومؤلمًا، فقد أصيب عشاق كرة القدم فيها بخيبة أمل كبيرة وهم يتجرعون مرارة هزيمة لعبتهم المفضلة في خمس مناسبات خلال شهر يونيو حزيران الجاري. 

اعتقد الإيطاليون ومتابعو كرة القدم في العالم أن الكرة الإيطالية، التي قدمت الكثير لهذه الرياضة، تعافت بعد أن بلغت ثلاثة أندية ثلاثة نهائيات أوروبية في هذا الموسم، وبعد أن وصل منتخب إيطاليا إلى نهائي كأس العالم تحت 20 عامًا، والمنتخب الأول إلى المربع الذهبي لدوري المؤتمر الأوروبي.

مسلسل فشل إيطاليا على صعيد أنديتها الثلاثة ومنتخباها (الأول، وتحت 20 سنة) بدأ عشية غرة يونيو/ حزيران، حين خسر نادي روما نهائي الدوري الأوروبي أمام إشبيلية الإسباني بركلات الترجيح بعد نهاية الوقت الأصلي والإضافي بالتعادل 1-1.

وفي اليوم السابع من شهر يونيو، فشل فيورنتينا في الفوز بلقب دوري المؤتمر الأوروبي إثر هزيمته في المباراة النهائية التي جمعته بنادي وست هام يونايتد الإنجليزي  بنتيجة 1-2.

ولم يكن إنتر ميلان أفضل حظًا من زميليه، فقد خسر بدوره يوم 10 يونيو الجاري نهائي دوري أبطال أوروبا أمام مانشستر سيتي الإنجليزي بهدف يتيم قاتل في الدقيقة الثامنة والستين من عمر المباراة.

كانت هذه الهزائم الثلاثة المتعاقبة بالغة القسوة شديدة المرارة، فلأول مرة في التاريخ تبلغ 3 أندية من نفس البلد 3 نهائيات مختلفة في نفس الموسم لبطولات أوروبية دون أن تفوز فيها بأي لقب. 

ولأن الصدمات لا تأتي فرادى، فقد خسر منتخب إيطاليا تحت 20 عامًا يوم 12 يونيو، نهائي كأس العالم للشباب 2023، الذي أقيم في الأرجنتين، أمام منتخب الأوروغواي بهدف وحيد سُجل في الدقيقة 86 من عمر اللقاء. 

هذا الفشل الدولي تلاه فشل قاري أوروبي بإقصاء "الآتزوري" من بطولة دوري الأمم الأوروبية بتلقيه، يوم 15 يونيو، هزيمة في الدور نصف النهائي على يد نظيره الإسباني بهدفين لهدف، واكتفى بحصوله على المركز الثالث بتغلبه على هولندا بثلاثة أهداف لهدفين، في حين توجت إسبانيا بلقب هذه البطولة بانتصارها على كرواتيا بركلات الترجيح في 18 يونيو الجاري.

لم يكن فشل الكرة الإيطالية وليد الساعة بل إنه بدأ منذ عدم تمكن الكرة الإيطالية ممثلةً في أنديتها من إعداد لاعبين بدلاء للنجوم الذين فازوا بمونديال 2006.

ولكي تستعيد كرة القدم الإيطالية مجدها ونجاحاتها، تمامًا كما هو الحال بالنسبة إلى غيرها في بلدان أخرى، ولا سيما العربية منها، ينبغي على الأندية أن تعمل على صقل المواهب الشابة وإنتاج لاعبين محليين قادرين على ضخ دماء جديدة وعلى المنافسة دوليًا، وعدم الاكتفاء باستقطاب اللاعبين الأجانب. 

فقد تراجع مستوى الدوري الإيطالي كثيرًا مقارنةً بنظرائه الإنجليزي والإسباني والألماني، ولم يعد يستقطب لاعبين بارزين. فقد ولى زمن كان فيه مارادونا وزيدان وكاكا ورونالدينيو وغيرهم ينشطون في الكالشيو ويحصدون الألقاب المحلية والأوروبية. 

لقد أصبح الدوري الإيطالي خاليًا اليوم من أي نجم، إيطالي كان أم أجنبي، في ظل أزمة اقتصادية خانقة تعاني منها الأندية، على غرار ما تعانيه البلاد عامةً. 

وتفيد الأرقام المنشورة في الأشهر الأخيرة بأن الدوري الإيطالي أنفق خلال المركاتو الشتوي الماضي مبلغ 31 مليون يورو فقط، وهو مبلغ زهيد مقارنةً بنظيره الإنجليزي الذي بلغ 830 مليون يورو، والفرنسي بمعدل 127 مليون يورو، والألماني ب 68 مليون يورو، وحتى الدوري الإسباني فاقه إنفاقاً بمليون يورو.

الصعوبات الاقتصادية والضائقة المالية التي تشهدها إيطاليا لن تساعد -في المستقبل المنظور على الأقل- في خروج كرة القدم الإيطالية من أزمتها المستفحلة موسماً بعد آخر، وعلى الأندية العريقة أن تأخذ على عاتقها هذه المهمة والمسؤولية بتجديد نمط هياكلها وتسييرها القديمة المهترئة، وبتجديد بنياتها التحتية وملاعبها، وبتنويع وتطوير مصادر الدخل والتمويلات والاستثمارات، والقضاء على الفساد الذي ينخرها، وتكثيف تكوين اللاعبين الجدد لخلق وإنتاج أبطال ونجوم الغد.

Image
المنتخب الإيطالي (Getty)
Live updates
Off
Author Name
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off
Caption
المنتخب الإيطالي لكرة القدم (Getty)
Show Video
Off