لولا براعة المدير المخلص في تعليم موظفيه أساسيات العمل ما برز منهم أي موظف ليصبح لاحقا مديرا ناجحا، هذا ما حدث فى عالم كرة القدم حرفيا خلال السنوات الستين الأخيرة منذ تحولت كرة القدم فى أوروبا إلى صناعة حقيقية وفتحت أنديتها أبواب الاحتراف على مصراعيها لكل الموهوبين فى أفريقيا وآسيا.
المتابعون لنتائج المنتخبات الأفريقية والآسيوية ضد الفرق الأوروبية في النصف الأول من القرن الماضي يكتشفون فارقا شاسعا في النتائج لصالح الأوروبيين، إذ تلقى المنتخب الكوري 16 هدفا في مباراتين فقط بمونديال 1954.. وخسرت زائير صفر-9 من يوغوسلافيا في مونديال 1974.
لكن الهجرة الجماعية لاسيما للأفارقة نحو أندية أوروبا منذ نهاية الخمسينيات عبر نجوم الجزائر والمغرب ثم بقية الدول الفرنكوفونية إلى فرنسا وإسبانيا فتح الطريق للآلاف من لاعبي أفريقيا وآسيا حتى تمكنوا من إزاحة لاعبي أوروبا واحتلال أماكنهم على أراضيهم.
واليوم سيلتقي منتخبا السنغال وإنجلترا في ثمن نهائي كأس العالم دون أن يُعلَم لمن سترجح الكفة.. وبالأمس حقق أسود الأطلسي فوزا تاريخيا وكبيرا على منتخب بلجيكا 2-صفر في مجموعتهما.
الحقيقة أن صناعة كرة القدم المتقدمة فى أوروبا صارت المدرسة الحقيقية لرفع مستوى اللاعبين فنيا وخططيا ومهاريا وبدنيا.. وكلما زاد عدد اللاعبين المحترفين في أندية قوية لدى أي منتخب كلما تعززت فرصه في التفوق والتأهل للبطولات الكبرى.
منتخب السنغال لا يضم في قائمته المونديالية أي لاعب من ناد محلي.. وبقية المنتخبات الأفريقية تعتمد على أغلبية ساحقة من المحترفين فى أوروبا.
بالأمس انتقدنا بعنف عددا من السلوكيات الأوروبية غير المقبولة لفرض تقاليدهم على أراضينا.. واليوم نشيد بالصناعة الأوروبية لكرة القدم والتي منحتنا فرص التقدم والنجاح.
شكرا للمدير.