يحمل ملعب "الشهيد محمد حملاوي" رمزية كبيرة، لتسميته المقترنة بشهيد يُعدُّ أحد أبطال الثورة الجزائرية ضد الاستعمار الفرنسي، فضلًا عن وجوده في محافظة قسنطينة التي تقع على مسافة 400 كلم شرقي العاصمة الجزائرية، وتُعد مدينة العلم والثقافة، وتُلقَّب بمدينة "الجسور المعلقة".
ويُعدُّ ملعب "الشهيد حملاوي" من بين أقدم الملاعب في الجزائر؛ إذ جرى تدشينه رسميًّا يوم 17 يونيو/ حزيران 1976 من طرف الرئيس الراحل هواري بومدين، وأطلق عليه اسم ملعب "17 جوان"، قبل أن يتقرر تغيير اسمه إلى ملعب "الشهيد محمد حملاوي".
واستشهد حملاوي (مواليد عام 1925) في معركة وسط مدينة قسنطينة في عام 1957، إبان الحرب التحريرية ضد الاستعمار الفرنسي، وذلك بعد مشاركته في العديد من المعارك ضد الجيش الفرنسي، منذ التحاقه بصفوف جبهة التحرير الوطني عام 1955.
ملعب "الشهيد حملاوي" خضع إلى عملية إعادة تجديد على مستوى جميع مرافقه التي باتت مزودة بتقنيات حديثة تتماشى مع العصر، ليكون جاهزًا لاستضافة البطولة الأفريقية للاعبين المحليين "الشان 2022" المُقررة في الفترة ما بين 13 يناير/ كانون الثاني و4 فبراير/ شباط في الجزائر.
ويُرتقَب أن يحتضن هذا الملعب مباريات المجموعة الثالثة التي تضم منتخبات غانا ومدغشقر والمغرب والسودان، فضلًا عن مباراة في الدور ربع النهائي.
ماذا تغير في ملعب الشهيد حملاوي؟
جرى تجديد ملعب "الشهيد حملاوي" كليًّا، خصيصًا لاحتضان مباريات في بطولة أفريقيا للاعبين المحليين، من خلال وضع المقاعد بالمدرجات، وتجديد كل مرافق الملعب الأخرى، وفي مقدمتها أرضية الميدان ذات العشب الطبيعي.
وقُسِّمت عملية التجديد على ثلاثة مراحل؛ الأولى تمثلت في تهيئة أرضية الملعب إضافة إلى تجديد المدرجات المغطاة واللوح الإلكتروني، أما المرحلة الثانية فقد تم فيها تجهيز أرضية تدريب مغطاة بالعشب الطبيعي بالقرب من الملعب، فيما تم تخصيص المرحلة الثالثة لتهيئة مساحة للدفع الإلكتروني من خلال تركيب 13 منفذًا مزودًا بتكنولوجيا المراقبة الإلكترونية للتذاكر.
وأصبح ملعب "حملاوي" حاليًا يحتوي على أرضية ميدان جديدة ذات عشب طبيعي مزودة بنظام امتصاص وصرف مياه الأمطار، و26 بابًا إلكترونيًا لدخول المشجعين، بالإضافة إلى 23 ألف مقعد جديد تم وضعها بكامل المدرجات، وشاشة عملاقة بمساحة 84 مترا مربعا، ومضمار لألعاب القوى تم تجديده بالكامل، وثلاثة ملاعب للتدريب، وأربعة مواقف للسيارات.
شاهد على إنجازات الكرة الجزائرية
احتضن ملعب "الشهيد حملاوي" بعض المباريات التاريخية في كرة القدم الجزائرية، أبرزها مباراة الإياب في الدور الفاصل لتصفيات أفريقيا المؤهلة إلى كأس العالم 1982 بين الجزائر ونيجيريا، والتي انتهت بفوز الجزائر بهدفين لهدف (2-1)، لتتأهل للمرة الأولى في تاريخها لكأس العالم.
واحتضن ملعب "الشهيد حملاوي" نهائي بطولة أفريقيا للأندية البطلة (التسمية القديمة لدوري أبطال أفريقيا) بين وفاق سطيف الجزائري ونادي إيوانوانيو النيجيري، وقد انتهت هذه المباراة بفوز الفريق الجزائري بنتيجة 4-0، ليتوج للمرة الأولى بهذا اللقب.
وكان هذا الملعب شاهدًا على ميلاد البطلة الأولمبية الجزائرية الشهيرة حسيبة بولمرقة، بطلة أولمبياد برشلونة عام 1992 وبطلة العالم 1995 في سباق الـ1500 متر عدو.