أبدعت الجزائر في حفل اختتام البطولة الأفريقية للاعبين المحليين "شان الجزائر 2022"، اليوم السبت، من خلال تقديم صور فنية وفقرات غنائية ذات بعد ثقافي جزائري– أفريقي، على ملعب يحمل اسم زعيم ورمز من رموز القارة السمراء"، الجنوب أفريقي الراحل "نيلسون مانديلا"، الواقع بمدينة براقي في العاصمة الجزائرية.
واحتضنت الجزائر بطولة "الشان" للمرة الأولى في تاريخها في نسخة "استثنائية"، خلال الفترة ما بين 13 يناير/ كانون الثاني الماضي و4 فبراير/ شباط الجاري، بمشاركة 17 منتخبا (بعد انسحاب المغرب للمرة الأولى في تاريخ المنافسة التي انطلقت عام 2009)، وذلك عبر 4 مدن مختلفة وهي الجزائر العاصمة وقسنطينة ووهران وعنابة.
وانطلق حفل الختام في أجواء بهيجة صنعتها الجماهير الحاضرة بملعب "نيلسون مانديلا"، وذلك قبل ساعة على انطلاق المباراة النهائية بين الجزائر والسنغال، وامتد الحفل لمدة نحو نصف ساعة.
ونشط الحفل الختامي بحضور الفنانة الجزائرية "زاهو"، بالإضافة إلى المغني الفرنسي- الجزائري "ألجيريانو"، والمغني النيجيري "أوسيكاي"، الذين أدوا باقة من أغانيهم الشهيرة، وسط تفاعل كبير من الجماهير.
واستهل الحفل برقصات شعبية تراثية وعصرية، من تقديم مجموعة من راقصات الباليه وراقصين، مرتدين أزياء تقليدية تمثل جميع مناطق الجزائر الشاسعة من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها، وذلك على وقع أغنيتين للفنانين "ألجيريانو" و"أوسيكاي".
وكان الفنان "ألجيريانو" أول من أشعل مدرجات ملعب "نيلسون مانديلا" بأغنيته الشهيرة "الجزائر حبي"، والتي رددها معه 40 ألف جزائري غصت بهم مدرجات الملعب، قبل أن يتبعه النيجيري "أوسيكاي"، والذي حيا الجماهير الجزائرية وردد كثيرا عبارة "أحبك يا جزائر"، ثم الفنانة زاهو التي غنت أغنيتين لها.
وتميز حفل الختام بـ"سينوغرافيا" ذات جمالية كبيرة طغت عليها الألوان الأفريقية العميقة بمعانيها، وزادتها الألعاب النارية رونقا وجمالا، خاصة في ظل أهازيج الجماهير الذين لم تتوقف تفاعلاتهم مع كل عرض يُقدم، تحت أنظار رئيس الاتحاد الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (الكاف)، باتريس موتسيبي، وباقي أعضاء المكتب التنفيذي للهيئة القارية، والعديد من ضيوف الجزائر، يتقدمهم السنغالي الحاج ضيوف، والعديد من أساطير الكرة الأفريقية.
وتمكنت الجزائر بشهادة الجميع، وباعتراف أيضا من رئيس "الكاف" من تقديم أفضل نسخة لبطولة "الشان" منذ نشأتها، سواء من خلال المرافق التي تم توفيرها والمتعلقة بوسائل النقل والفنادق والملاعب ذات الطابع العالمي، أو من خلال التنظيم المثالي والترحيب الكبيرين خاصة من ناحية الجماهير التي صنعت الحدث في هذا المحفل القاري، حيث باتت "شان الجزائر 2022" بمثابة نموذج، لكل من يرغب في تنظيم هذه البطولة مستقبلا.
وبهذا تكون الجزائر قد وجهت رسالة قوية لمسؤولي "الكاف" وبقية رؤساء الاتحادات الأفريقية، على أنها على أهبة الاستعداد لتنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى، انطلاقا من نهائيات كأس أمم أفريقيا 2025، والذي سيحسم في هوية البلد الذي سيستضيف المنافسة خلال الأيام القليلة المقبلة، بعد سحبها من غينيا لعدم الجاهزية.