تحفل سجلات الكرة السعودية بالكثير من النجوم الذين بلغوا مرحلة الأساطير نظير ما أنجزوه طيلة مسيرتهم وبفضل مساهماتهم الثرية لتعزيز خزانة الألقاب للمنتخبات والأندية. ولا يختلف اثنان على أن سامي الجابر يقف في مقدمة تلك النخبة من الأساطير.
بدأ الجابر مسيرته مع كرة القدم من صفوف نادي الهلال، وترقّى بين فريق الفئات العمرية حتى تم تصعيده للفريق الأول في العام 89، ليبدأ رحلته مع الزعيم ويساهم بنيله الكثير من الألقاب.محليا نال الجابر لقب الدوري في خمس مناسبات ومثلها بطولة كأس ولي العهد، مقابل أربعة ألقاب في بطولة كأس الاتحاد، إضافة إلى لقبين في البطولة العربية والسوبر العربي وكأس الخليج.
ومما ضاعف من أهمية الجابر في قائمة شرف لاعبي الهلال، مساهمته بفوز الفريق بلقبين من دوري أبطال آسيا "الأندية الآسيوية" في العامين 91 و2000 وهما اللذان بقيا في سجلات الفريق حتى نجح في الحصول على الثالث بعد طول غياب في العام 2019. كما توج الجابر مع الهلال بلقب كأس الكؤوس الآسيوية لمرتين قبل إلغائها وتحويلها لبطولة كأس الاتحاد الآسيوي، كما نال كأس السوبر الآسيوية لمرة واحدة.
ولكي يقترن اسم الجابر بقائمة العظماء كان لا بد له أن يقدم خدمات جليلة للمنتخب الوطني، وهو ما حققه على مدار السنوات التي لعبها مع الأخضر.
ساهم سامي في صعود الفريق على منصة التتويج في بطولة كأس الخليج، عندما قاد الفريق لنيل أول لقبين في تاريخ الأخضر 94 و2002،
ولكن يحسب للجابر أنه كان ضمن قائمة الجيل الذهبي للكرة السعودية، والذي حقق التأهل لنهائيات كأس العالم للمرة الأولى في نسخة أمريكا 1994 وهناك حقق الجابر مع الأخضر التأهل الأول للدور الثاني من النهائيات.ونجح سامي ورفاقه في كسب ورقة التأهل للبطولة العالمية في ثلاث نسخ جديدة 98، 2022، 2006، وبالمحصلة فقد خاض 9 مباريات وسجل 3 أهداف. وعلى صعيد كأس القارات فقد شارك في ثلاث نسخ وخاض فيها خمس مباريات.
حقق الجابر لقب كأس آسيا 96 حيث لعب خمس مباريات وسجل هدفين، كما شارك في النسخة التالية لبنان 2000 التي خسر لقبها أمام اليابان في النهائي.
سنحت أمامه فرصة الاحتراف الأوروبي ووقّع عقدا مع ولفرهامبتون الإنجليزي وشاركه في بعض المباريات ضمن الدرجة الأولى، لكن بسبب الإصابة وظروف خاصة أنهى الهلال إعارته واستعاده للاستفادة من خدماته في وقت مهم من الموسم آنذاك.
إذن وخلال أكثر من عقدين من الزمن قضاها الجابر في أروقة نادي الهلال، منها تسعة عشر موسما مرتديا قميص الفريق الأول مع 448 مباراة و177 هدفا، كان لا بد أن يجعل ذلك منه أيقونة للنادي، لذلك كان الاحتفاء باعتزاله لا ينسى خصوصا مع مشاركة مانشستر يونايتد الإنجليزي.
وسنحت للجابر بعد أن دخل عالم التدريب فرصة قيادة فريقه الهلال لكن لم يتوج واكتفى بوصافة الدوري وكأس ولي العهد. وبعد سنوات عاد ليجلس على كرسي الرئاسة لفترة من الوقت.