بعد 14 دقيقة من بداية مباراة الدحيل والهلال السعودي في ملعب الثمامة مساء الأحد السادس والعشرين من فبراير/ شباط 2023، توقفت عقارب الساعة فعليًا في تلك الدقيقة والفريق السعودي يسجل الهدف الثالث في مرمى ممثل الكرة القطرية.
حتى منافسي الدحيل في قطر في تلك اللحظة تمنوا أن يطلق السيد كو هيونغ مين صافرته ليعلن نهاية المباراة التي تتجه نحو نهاية محزنة الله العالم متى يستطيع الهلال أن يتوقف عن التسجيل.
أطلق الحكم صافرته في موعدها وساعة الملعب كانت تشير إلى زلزال مدوٍّ في ملعب المباراة حين فاز الهلال بسباعية سُجِّلت على مقياس البطولات.
بعد أيام من المباراة فعليًا ما زلنا نتجرع ألم ومرارة الحديث عن دورينا في الإعلام العربي والآسيوي، والذي يصفه بالضعيف والذي ينفق الأموال لدرجة أن أقوى فريق في الدوري ويصعب هزيمته خسر بالسبعة فما بالنا بالبقية.
الآن وبدلًا من البكاء على اللبن المسكوب في الثمامة آن الأوان لوقفة محبين مع النفس سواء أكنت مشجعًا للدحيل أم لا.
هيرنان الذي خنق نفسه بيديه
كنت وما زلت من محبي هيرنان كريسبو لاعبًا ومدربًا، متابعتي له مع ديفنسا ياخوستيسيا الأرجنتيني وفوزه ببطولة سودا أمريكانا ثم فوزه بالباوليستا مع ساوباولو في البرازيل جعلتني مؤمنًا مع قدومه للدحيل بأن الطوفان القطري سيكون بوابة كريسبو للعالمية.
محللو برنامج تكتيك في قناة الكأس وأقرب المحلليين المختصين بالهلال كانوا يعون أن استمرار هيرنان على نهجه التكيكي ضد الهلال سيكون بوابة لهزيمة كبيرة هم أنفسهم لم يتوقعوها.
لقد قام هيرنان باللعب بمدافعين على خط واحد متقدمين عن المرمى 30 مترًا رغم مشكلات الإصابات التي يعاني منها الفريق والكرات العرضية. حتى إصابة إدميلسون في وجهة نظري أمام فريق مثل الهلال كان من المفترض أن تكون سببًا لتكثيف خط المنتصف واللعب بفرجاني ساسي مع كريم ولويس، لكن هذا لم يحدث.
تكتيك الفريق المتبع أمام الهلال لم يحظَ بقراءة مميزة تليق بهذا النوع من المباريات. لقد مر الوقت ببطء أكثر من بطء كريسبو في التغيرات، وأظنها أصبحت للأسف بوابة لفقدان الثقة مع الأرجنتيني الذي جرع نفسه وفريقه خسارة ثقيلة.
الكرة القطرية بحاجة لمعالجات
الدحيل والسد يصلان بشكل دائم للدور قبل النهائي؛ لكن ما ينقصهم هي الخطوات التي تجعلهم أبطالًا. واحدة منها اختيارات اللاعبين المحترفين رغم الإمكانيات المادية المميزة، مقارنة بالدوريات المجاورة، تعد اختيارات أغلب أنديتنا للعديد من المحترفين في خانة اللاعب الذي يرغب بالمال لكن القليل منهم من يقدم لنا الفائدة.
في جانب آخر الفوز بالبطولات يحتاج لقدر كبير من الذكاء في إدارة هذا النوع من المباريات مع منافسيين يمتلكون أسماء مميزة. الدحيل نجح في تجاوز الأدوار واحدًا تلو الآخر وصولًا لقبل النهائي، إلا أنه في النهاية خسر بالسبعة، في دورينا حركة حضور الجمهور في تراجع، قلة من الأندية من تقدم لاعبين مميزين للفرق الأولى، مع إشكاليات إدارية مستمرة.
دعم كبير وحصاد مرير مثلما كتبت الراية، وزلزال السباعية كشف ضعف دورينا مثلما كتبت الوطن. الحلول بسيطة جدًا والإشكاليات أوضح مما ترى والعملية بحاجه لتحرك سريع لأن حركة التراجع في كرتنا تشهد تسارع ككرة الثلج.
تنافسية الدوري هي التي تنعكس خارجيًا
العمل الإداري على أسس هو الذي ينتج فرقًا مميزةً، وهو الذي يعيد الجماهير. كلها أمور تحتاج إعادة نظر وتكاتف من الجميع (إدارات ورياضيين وإعلام وجمهور) لتغير واقعنا المحزن الذي ظهر في الثمامة.