مسعود علّال
اشتعل صراع رئاسة اتحاد الكرة الجزائري في وقت مبكّر جدا، وعلى بعد ثمانية أشهر من الموعد المرتقب للجمعية العمومية الانتخابية، وذلك على خلفية إعلان رئيس الاتحاد الجزائري لكرة القدم خير الدين زطشي نهاية الأسبوع الماضي، عدم الترشح لولاية ثانية، عندما تنتهي عهدته الأولى في ربيع العام القادم.
وكشفت وسائل إعلام جزائرية، الأحد، عن أن عدة شخصيات رياضية ترغب في التقدم بملفات ترشيحها في الانتخابات القادمة، قصد خلافة زطشي في هذا المنصب الذي اشتعل عليه التنافس منذ سقوط الرئيس السابق للاتحاد محمد روراوة في مارس/آذار من العام 2017، وحل محله زطشي، الذي يتعرض ومكتبه التنفيذي منذ ذلك الوقت لسيل من الانتقادات، بلغت حد المطالبة برحيله.
وتعود تلك الانتقادات للطريقة التي تمت بها عملية انتخاب زطشي، بعد أن تدخلت أطراف نافذة للسلطة لفرضه بالقوة كمرشح وحيد لسباق الرئاسة، فضلا عن ارتكاب جملة من التجاوزات القانونية.
وأعلن خير الدين زطشي نهاية الأسبوع الماضي في مقابلة مع الإذاعة الجزائرية أنه لم يترشح مرة أخرى لرئاسة الاتحاد، وفتح ذلك الباب على مصراعية للكثير من التأويلات، على غرار أنباء عن تعرض زطشي للضغوط من أطراف نافذة في السلطة للرحيل عن منصبه، بينما يعتقد متابعون للشأن الكروي في الجزائر أن "زهد" زطشي في هذا المنصب ما هو إلا خطة منه لامتصاص الغضب والضغط المفروضين عليه، وبأن ذلك ما هو إلا مناورة لأجل البقاء في منصبه.
وبالمقابل كشفت جريدة "كومبتسيون" الرياضية الجزائرية الأحد، عن دخول 5 شخصيات رياضية صراع "خلافة" زطشي، وذكرت بأن الأمر يتعلق بكل من: رئيس الرابطة المحترفة لكرة القدم عبد الكريم مدوار، ورئيس رابطة الكرة المحترفة السابق محفوظ قرباج، وعضوي المكتب التنفيذي السابقين لاتحاد الكرة جهيد زفزاف ووليد صادي، إضافة إلى عضو المكتب التنفيذي الحالي عمار بهلول، كما رشحت وسائل إعلام أخرى رئيس رابطة كرة القدم الأسبق محمد مشرارة، مستبعدة ترشح الرئيس الأسبق محمد روراوة لذات المنصب.
وتورّط الاتحاد الجزائري في عدة أخطاء على غرار التعاقد مع المدرب السابق للمنتخب رابح ماجر، وكذلك المدير الفني الإسباني لوكاس ألكاراز الذي قضى اتحاد الكرة الدولي في شهر مايو/أيار الماضي بإلزام الاتحاد الجزائري بتعويضه مبلغاً أكثر من مليون يورو بسبب فسخ عقده من طرف واحد، وكذلك تفاقم عدة أزمات ومشاكل مثل عنف الملاعب والفساد ومشاكل الأندية.
واستغلت الأطراف المعارضة لزطشي، ومنها المحسوبون على القيادة السابقة بقيادة محمد روراوة، الوضع وهاجمت اتحاد الكرة ورئيسه، بشكل جعل الأخير يصف ما يحدث بالحملة الشرسة والمغرضة، مبرزا محاسن الفترة التي سيّر فيها هذه الهيئة، على غرار التتويج بكأس أمم إفريقيا وإطلاق مشاريع بناء مراكز تكوين اللاعبين الشبان.