بعد الإقصاء من مسابقتي الكأس المحليتين ومع استحالة تحقيق لقب الدوري الإنجليزي الممتاز، كان أمل ليفربول الوحيد في إنقاذ موسمه هو دوري أبطال أوروبا، لكن هذا الحلم تلقى ضربة ساحقة جعلت تحقيقه أمرًا صعبًا للغاية، بعد الخسارة أمام ضيفه ريال مدريد (2-5) في ذهاب ربع نهائي "التشامبيونزليغ".
كانت الخسارة الكبيرة صفعة تُضاف إلى سجل المغامرات التي خاضها المدرب، يورغن كلوب، ضد "الميرينغي"، الذي يقف بشكل أساسي وراء تراجع الحقبة الألمانية في قلعة (أنفيلد).
عانى ليفربول، الذي تألق في عهد كلوب دون تحقيق الكثير من الألقاب، من تراجع في المستوى بعد المباراة النهائية بدوري الأبطال التي خسرها في باريس قبل بضعة أشهر أمام ريال مدريد.
ومنذ وصل كلوب إلى آنفيلد في عام 2015، حصد حصيلة ليفربول، من حيث الألقاب الكبيرة، لقبًا واحدًا في الدوري الإنجليزي الممتاز وآخر في دوري الأبطال، وهي لم تكن قليلة، لكنها لا ترقى إلى المستوى الحقيقي والهجومي الذي يقدمه "الريدز".
وتجرع لاعبون مثل محمد صلاح وساديو ماني (لاعب الفريق سابقًا) وفيرمينو ورفقاؤهم مرارة الحظ السيئ جراء تزامن فترة تألقهم في الدوري الإنجليزي الممتاز مع وجود مانشستر سيتي تحت قيادة الإسباني المحنك بيب غوارديولا، الذي انتزع منهم اللقب مرتين بفوارق ضئيلة للغاية لقب الدوري.
الأمر نفسه مع ريال مدريد، ملك أوروبا في دوري الأبطال، والذي حطم سفينة أحلام ليفربول في ثلاث نسخ من التشامبيونزليغ، إذ خسر الريدز أمام الملكي نهائيي 2018 و2022 وخرج من المسابقة أمامه في 2020-2021.
شاهد ملخص خسارة ليفربول 2-5 من ريال مدريد
كانت الخسارتان الأخيرتان مؤلمتين بشكل خاص، حيث بدا ليفربول مرشحًا لحصد لقب "الأبطال"، ما دفع كلوب إلى وصف النسخة الأخيرة من البطولة القارية الأهم على مستوى الأندية بأنها كانت محض "عذاب"، بعدما بذل فريقه قصارى جهده للفوز ومع ذلك، فاز النادي الملكي الذي عزز رصيده إلى أربع عشرة كأسًا بهذه المنافسة.
كانت تلك هي الضربة الموجهة لقلب مشروع كلوب والتي تركته يترنح في أنفيلد، حيث رحل كذلك ساديو ماني، المحور الأساسي في الثنائي الهجومي للفريق (إلى جانب صلاح) خلال السنوات الأخيرة.
بدأ ليفربول في إعادة بناء نفسه على نطاق صغير، لكن مع الحفاظ على العديد من اللاعبين الذين أثبتوا جدارة كبيرة خلال الفترة الأخيرة، والذين اضطروا إلى التعايش مع الإرهاق الذهني الناتج عن تقديمهم أقصى جهدهم طيلة سبعة أو ثمانية أعوام، في مسيرة لم تسفر إلا عن الفوز مرة واحدة بالدوري ونسخة من دوري أبطال أوروبا، وكأس أخرى محلية وحسب.
تفاقم التقهقر في الأداء هذا الموسم شيئًا فشيئًا، مع خروج الفريق من المنافسة على لقب الدوري إلى الرغبة في البقاء ضمن المراكز الأولى، في ظل الخسارة في كأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة، حيث كان حامل لقبيهما، ومع عدم اليقين بشأن الثقة في كل شيء، كان كلوب يركز على دوري أبطال أوروبا لإنقاذ الموسم.
استمر الرهان لمدة خمس عشرة دقيقة، حيث كان جمهور أنفيلد متحمسًا بعد تقدُّم فريقه بنتيجة 2-0 على البطل في ذهاب ربع النهائي، لكن بصيص الأمل الأخير لليفربول ذهب، حيث عاد "الميرينغي" ليحرز خمسة أهداف متتالية.
ولم يسبق أن عانى ليفربول مثل هذه الهزيمة في دوري أبطال أوروبا، كما أن كلوب لم تتلقَ شباكه خمسة أهداف في بطولة قارية على هذا النحو مطلقًا.
لم يبقَ سوى القليل أو لا شيء من الفخر الذي سطره الألماني عندما قاد بوروسيا دورتموند، الذي تغلب تحت إمرته على الريال ثلاث مرات في ست مباريات جمعت بينهما، بما في ذلك الليلة المصيرية على ملعب (سيغنال إيدونا بارك) عندما فاز بنتيجة (4-1).
لكن مع ليفربول، لم يستطع المدرب الألماني هزيمة النادي الملكي قط في خمس مباريات في دوري الأبطال. وعلى الرغم من وجود عقد يربط كلوب مع ليفربول حتى صيف عام 2024، فإن الشعور العام هو أن الريال دمر، ليلة الثلاثاء، الأسس الأخيرة لمشروع كلوب في النادي الإنجليزي، وإذا ما أراد العبقري الألماني الاستمرار في أنفيلد إلى ما بعد الصيف؛ فسيتعين عليه إجراء الكثير من التغييرات لإعادة البناء الفريق.