ركلة الجزاء أصعب أسهل مهمة

بواسطة Trainee1.winwin , 10 ديسمبر 2022

المرمى أمامك، اتساعه عرضا 24 قدما بين القائمين، وارتفاعه 8 أقدام للعارضة فوق سطح الأرض (7,32 أمتار مقابل 2,44 متر)، وبه حارس المرمى يقف على قدميه لا يمكنه التقدم إلى الأمام بقدميه معا.. الكرة ثابتة على علامة الجزاء وتبتعد 36 قدما (11 مترا) فقط عن خط المرمى.. ولك الحق في وضعها بالطريقة التي تريدها، طالما بقي جزء منها ملامساً لعلامة الجزاء.

المطلوب أن تسدد الكرة بقدمك لتسكن الشباك، وتحتسب هدفا لمصلحة فريقك.. مهمة تبدو الأسهل في عالم كرة القدم، ولكن لا تتعجل الحكم، فما تراه سهلا للغاية هو الأمر الأصعب عند نصف لاعبي كرة القدم في العالم. ووصفه أحد عباقرة اللعبة (الإسباني الفريدو دي ستيفانو) أنه أصعب أسهل مهمة في كرة القدم.

ولكي تدرك لماذا لا يحبها نصف لاعبي كرة القدم ستجد أن عددا غير قليل منهم يرفض تسديد ركلات الجزاء، حتى عندما تجبره الظروف على اللجوء إلى ركلات الجزاء الترجيحية، تجده أول المتهربين من التسديد، ويحتار المدرب أحيانا بحثا عن خمسة لاعبين لتنفيذ الركلات الأولى.

تسديد ركلة الجزاء مهارة خاصة جدا، فهي تحتاج لهدوء الأعصاب، والثبات الانفعالي التام، وقدرة اللاعب على عزل النفس والتركيز قبل لمس الكرة مباشرة، خصوصا أن عناصر التشتيت تكون أكثر وأكبر من عناصر التركيز.. بين قلق من إهدار الفرصة السهلة، وخوف من الضرر بفريقك والتسبب في هزيمته، والذعر من ملاحقة الجماهير والإعلام والتاريخ لك إن أخفقت.. مع عناصر تشتيت متنوعة في الملعب من إشارات وحركات للمنافسين والحارس وزئير وصافرات.

تسديد ركلات الجزاء يحتاج تدريبات نفسية أكثر من التدريبات المهارية، واللاعب القادر على العزل والتركيز أجدر بالتسديد من زميله الأمهر والأقل تركيزا، كما أن اللاعب الأكثر توفيقا في المباراة والأكثر نجاحا في التسجيل والمراوغة والتمرير ولمس الكرة بنجاح خلال سير المباراة أجدر من زميله الذي لا يصادفه توفيق في اللعب، حتى ولو كان الأخير هو المختص بالتسديد.

ببساطة.. تسديد ركلة الجزاء أصعب أسهل مهمة في عالم كرة القدم. 

Image
الإنجليزي هاري كين والفرنسي هوغو لوريس (Getty)
Author Name
Opinion article
On
Source
Show in tags
Off
Caption
هاري كين يسجل الهدف الأول لإنجلترا من ضربة جزاء (Getty)
Show Video
Off